إنكلترا في اليورو: أكبر النكسات التي أحبطت أجيالاً

12 يونيو 2024
منتخب إنكلترا تعرض لنكسات كبيرة في بطولات اليورو (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منتخب إنكلترا يسعى لتحقيق لقبه الأوروبي الأول في يورو 2024، مواجهًا تحديات كبيرة ومنافسة شديدة من منتخبات قوية، وسط ضغوطات ناتجة عن تاريخ مليء بالنكسات في البطولات الكبرى.
- تاريخ المنتخب الإنجليزي في اليورو شهد خيبات أمل كبيرة، بما في ذلك الخسارة في نهائي يورو 2020 والإقصاء المفاجئ في يورو 2016، مما يجعل الفريق يسعى للتعلم من الماضي وتحقيق النجاح.
- يورو 2024 تعد فرصة لإنكلترا لتحقيق الإنجاز المنشود واستعادة مجدها الكروي، بدعم من الطموح والأمل الذي يحدو الفريق والجماهير لتجاوز العقبات والفوز بالبطولة.

يدخل منتخب إنكلترا بطولة يورو 2024، وهو يطمح لمشاركة تاريخية عبر تحقيق اللقب المنتظر، لكن المهمة لن تكون سهلة أبداً، في ظل بروز منتخبات قوية يمكنها التفوق على منتخب الأسود الثلاثة، خصوصاً أن المنتخب الإنكليزي الذي طالما دخل البطولات الكبيرة مرشحاً قوياً للمنافسة على اللقب، كان يتعرض لنكسات أحبطت الأجيال المتعاقبة.

امتلك منتخب إنكلترا على مر التاريخ  نجوماً وأسماء مميزة في كرة القدم، صنعت الإنجازات مع الأندية التي لعبت معها، ولكنها تعرضت إلى خيبات كبيرة في البطولات العالمية والقارية وخصوصاً في بطولتي كأس العالم واليورو، وعليه يسعى المدرب، غاريث ساوثغيت، مع مجموعته القوية إلى تقديم أفضل مستوى في بطولة يورو 2024 ، ومحاولة تحقيق اللقب لأول مرة، وتجنب التعرض لنكسة جديدة تحبط جيلاً جديداً من الإنجليز.

النكسة الكبرى في يورو 2020

وصل منتخب إنكلترا إلى المباراة النهائية في نسخة بطولة يورو 2020، وواجه منتخب إيطاليا، على أرضه وبين جماهيره في ملعب ويمبلي، وفي ذلك اليوم رشح الجميع المنتخب الإنكليزي بقيادة مدربه، غاريث ساوثغيت، للتتويج باللقب، باعتبارها فرصة ذهبية لا تعوض، لكن ما حصل كان كابوساً للكرة الإنكليزية على يد الطليان، فبعد البداية النارية بهدف في الدقيقة الثانية عن طريق لوك شو، تراجع المنتخب الإنكليزي كثيراً، وسيطرت إيطاليا على المباراة، إلى أن سجلت هدف التعادل في الشوط الثاني، لتمتد المباراة إلى  ركلات الترجيح. هناك اعتقد الإنكليز أن لديهم فرصة ذهبية للتعويض والهروب باللقب عبر ركلات الترجيح، ولكن تصديات الحارس دوناروما، وفشل ساكا وراشفود وسانشز في التسجيل، كان الحدث الأبرز على ملعب ويمبلي، ليحسم المنتخب الإيطالي الفوز في النهائي ويتوج باللقب، وسط إحباط كبير لدى الجماهير الإنكليزية التي كانت في مدرجات أكبر ملاعب إنكلترا.

نكسة نصف نهائي يورو 1996

وصل المنتخب الإنكليزي إلى الدور نصف النهائي في بطولة يورو 1996، مدججاً بالنجوم والأسماء الثقيلة، ومتسلحاً بترشيحات قوية للتتويج باللقب أخيراً بعد طول انتظار، لكن الإنكليز اصطدموا بمنتخب ألمانيا القوي، حيث تقدموا سريعاً بهدف ألان شيرار بعد ثلاث دقائق فقط من البداية، لتعادل ألمانيا النتيجة في الدقيقة 15 عبر اللاعب ستيفان كونتز، امتدت المواجهة إلى شوطين إضافيين وكان المنتخب الإنكليزي هو الأخطر والأقرب لهز الشباك للمرة الثانية، غير أنه أهدر فرصاً سهلة جداً للتسجيل. وفي ركلات الترجيح، ضيع مدرب منتخب إنكلترا الحالي، غاريث ساوثغيت، ركلة جزاء عندما كانت النتيجة (5-5)، ويمنح اللاعب الألماني أندرياس مولر فرصة ذهبية لكسر قلوب المشجعين الإنكليز في الملعب، وفعلاً سجل الركلة وفازت ألمانيا وتأهلت إلى المباراة النهائية، تاركة وراءها جيلاً آخر من الإنكليز محبطاً من عجز منتخبه عن إهدائه لقباً أوروبياً طال انتظاره.

حارس من دون قفاز يحرج إنكلترا في يورو 2004

كان المنتخب الإنكليزي أحد المرشحين للذهاب بعيداً في بطولة يورو 2004، وفعلاً وصل إلى دور الـ16 وواجه منتخب البرتغال الذي كان مدججاً بالنجوم آنذاك وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو ولويس فيغو، تقدم الإنكليز بعد ثلاث دقائق فقط من بداية المباراة، وفي وقت كان فيه الجميع ينتظر فوز إنكلترا، خطف بوستيغا هدف التعادل للبرتغاليين في الدقيقة 83 من المواجهة. تابع منتخب البرتغال انتفاضته في الوقت الإضافي، وسجل الهدف الثاني في الدقيقة 110.

ولكن إنكلترا لم تستلم في الشوط الإضافي الثاني وسجلت هدفاً خاطفاً عبر فرانك لامبارد في الدقيقة 115، وذهبت المواجهة إلى ركلات الترجيح التي يكرهها الإنكليز كثيراً، ضيع بيكهام الركلة الأولى وبدأ الخوف يتسلل إلى قلوب المشجعين الإنكليز، ليرتاحوا بعد ذلك لما أهدر روي كوستا الركلة الثالثة، وعندما وصل المنتخبان إلى الركلة السابعة، سجل الحارس ريكاردو للبرتغال، وأهدر الإنكليزي داريوس فاسل الركلة، أمام الحارس نفسه، واللافت أنه قبل هذه الركلة، خلع ريكاردو قفازه وتصدى للركلة الحاسمة وأخرج إنكلترا من يورو 2004.

يورو 2016: نكسة العار كما يسميها الإنكليز

تحدثت الصحافة البريطانية عن مواجهة إنكلترا وأيسلندا في دور الـ16 لبطولة يورو 2016، وكأنها مجرد نزهة للإنكليز، لكن ما حصل على أرض الملعب كان كابوساً حقيقياً، تقدم واين روني لإنكلترا في الدقيقة الرابعة، ولكن منتخب أيسلندا الذي كان يشارك لأول مرة في بطولة اليورو، فاجأ الجميع ورد بسرعة، بهدف التعادل في الدقيقة السادسة، ثم أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 18 من المواجهة.

وعجزت إنكلترا بعدها عن معادلة النتيجة طيلة المباراة، في مواجهة قدم فيها منتخب الأسود الثلاثة واحداً من أسوأ المستويات الكروية في تاريخ إنكلترا بحسب الصحافة البريطانية، التي وصفت هذا الإقصاء بأنه نكسة العار للكرة الإنكليزية، أمام منتخب متواضع مثل أيسلندا، عدد سكان بلده لا يتجاوز 400 ألف نسمة، وبعد المواجهة استقال المدرب، روي هودجسون، من منصبه، وانتهت قصة منتخب إنكلترا في يورو 2016 بسرعة. من جيل إلى جيل وعلى مدى سنوات من يورو 1996 وصولاً إلى يورو 2020، لا يزال منتخب إنكلترا يبحث عن نفسه في البطولة الأوروبية، متطلعاً إلى  أول لقب يضعه على قائمة المنتخبات الكبيرة المتوجة بالألقاب.

المساهمون