إسبانيا بطلة قبل التتويج!

06 يوليو 2024
فرحة لاعبي إسبانيا بالفوز على ألمانيا، 5 يوليو 2024 (ستيفان ماتزكي/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إسبانيا تتألق في يورو 2024**: بعد فوزها على ألمانيا في ربع النهائي، أثبتت إسبانيا أنها مدرسة كروية متميزة، متجاوزة كرواتيا وإيطاليا ومنتخب البلد المنظم، وتستعد لمواجهة فرنسا في نصف النهائي بجيل جديد ومدرب متميز.

- **أسرار النجاح الإسباني**: تعتمد إسبانيا على ثقافة كروية جماعية، بقيادة رودري الذي يلعب دوراً محورياً في تنظيم الفريق، مما يعزز الأداء الجماعي والفردي.

- **طريق التتويج**: إذا فازت إسبانيا بالبطولة، ستكون بداية عهد جديد للجيل الحالي، مستندة إلى منظومة تكتيكية تسمح بالإبداع واللعب الهجومي الممتع.

بعد فوزه على ألمانيا البارحة في ربع نهائي بطولة كأس أمم أوروبا، أكد منتخب إسبانيا أنّه مدرسة حقيقة تتخرج منها الأجيال الكروية المهارية المتعاقبة، بعدما أطاح كرواتيا وإيطاليا في الدور الأول، وأخرج منتخب البلد المنظم على ميدانه وأمام جماهيره بشكلٍ مميزٍ، في انتظار مواجهة فرنسا في نصف النهائي بجيل جديد متميّز، ومدرب لا يقل تميزاً عن لاعبيه، يتوفّر على خيارات وبدائل كثيرة تريد تكرار ما فعلته إسبانيا في يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010، بمنظومة لعب ممتعة تتوارثها الأجيال، تستند إلى الاسترجاع السريع للكرة، والاستحواذ وسرعة التحول الهجومي، بالاستناد إلى مهارات جناحين صغيرين في السنّ، لكن كبيرين في المهارة والفعالية.

إسبانيا فازت في ألمانيا بخمس مباريات متتالية من دون اللجوء إلى ركلات الترجيح، وبلغت نصف النهائي للمرة السادسة في تاريخ البطولة، وللمرة الثانية على التوالي، والمرة الرابعة في آخر خمس دورات من بطولة أمم أوروبا منذ عام 2008، وفازت البارحة على ألمانيا بشكلٍ مثيرٍ رغم خروج بيدري متأثراً بالإصابة بعد عشر دقائق من انطلاقة المباراة، وخروج المدافع لو نورمان واستبداله بناتشو بعد نهاية الشوط الأول، ورغم استبدال خط الهجوم كلّه وتعويض موراتا، لامين يامال، ونيكو ويليامز أثناء المباراة، في مواجهة أقوى منتخبات البطولة، والمرشحة الأولى للتتويج باللقب.

سرّ تألق إسبانيا، بل أسرارها، تكمُن في الثقافة الكروية التي ينشأ عليها اللاعب الإسباني، في خدمة اللعب الجماعي، والثقة التي تُمنح لأطفال صغار يقودهم لاعب ارتكاز استثنائي اسمه رودري، الذي ظهر بمستوى خياليٍ منذ بداية البطولة كمنظر ومنظم ومشرف على الجيل الجديد، مثلما يفعل مع السيتي منذ سنوات، لينصّب نفسه قائداً من دون إشارة قائد يسترجع ويستحوذ ويمرر ويساند المدافعين والمهاجمين فنياً ومعنوياً، ويبعث فيهم روحاً بعقليته الانتصارية ولياقته العالية وقراءته الجيدة لمجريات المباريات التي خاضها.

إن كُتب لإسبانيا أن تفوز بهذا اليورو، وهي في طريقها لتحقيق ذلك بعدما واجهت كرواتيا، وإيطاليا ثم ألمانيا وبعدها فرنسا في نصف النهائي، ثم نهائي محتمل أمام إنكلترا أو هولندا، ستكون له دلالة أنّ هذه البطولة بداية عهد سطوة جديدة للجيل الجديد كما حدث منذ 2008 إلى 2012، انتهت بنهاية جيل، وتبدأ اليوم بجيل آخر يلعب كرة هجومية ممتعة، تجعل من إسبانيا مدرسة كروية تتجدد وتتمدد، تستند إلى قاعدة الكرة الشاملة المبنية على منظومة تكتيكية تسمح للمهارات بالإبداع، والاستمرار في ذلك أثناء المباريات بفضل كرسي احتياط ثري تمكّن من الإطاحة بألمانيا رغم خروج بيدري، يامال، ويليامز، وموراتا، وتعويضهم بأولمو، و ميرينو، وأوياراسابال.

تتويج إسبانيا بيورو 2024 سيكون منطقياً ومستحقاً، ليس فقط بعد إخراج ألمانيا في معقلها، لكن بفضل استقرار واستمرار المردود الفردي والجماعي المتميز الذي يستند على منظومة ملائمة، قوامها مهارات فردية تلعب لصالح المجموعة بفكر هجومي سريع، سيُصعّب على فرنسا مجاراتها بكلّ ما تملكه من مقومات هي أيضاً.

المساهمون