إرث مونديالي من أجل المستقبل: قطر جاهزة

08 أكتوبر 2022
تنتظر قطر استقبال جماهير كبيرة من كل دول العالم (رويترز)
+ الخط -

من كورنيش الدوحة، مروراً بوسط المدينة، ووصولاً إلى لوسيل الفاتنة وملعبها العالمي، كل شيء يُشير إلى أنّ قطر باتت جاهزة لاستقبال كأس العالم 2022. بنى تحتية رياضية، طرقات مُنظمة، شبكة مترو متصلة بكل الملاعب وبكل نقطة سيوجد فيها المشجع، رياضة وكرة قدم في كل أرجاء الدوحة وضواحيها، وكأنه إرث مونديالي مُتكامل سيتحدث عنه العالم بعد شهر ونصف من الآن.

السير في شوارع الدوحة يرفع من مستوى الحماسة لما هو قادم، رغم أنه ما زال مجهولاً، ولكن وفقاً لما وثقته العيون حتى الآن، يبدو أنه سيكون مونديالاً من بين الأفضل، إن كان على الصعيد التنظيمي أو المستوى الجماهيري، وخصوصاً مع الود ورحابة صدر الشعب القطري التي تظهر من الآن.

كل مشجع لم يصل إلى الدوحة بعد لن يتخيل ما ينتظره، فبمجرد الخروج من مطار حمد الدولي، ستبدأ الرحلة المونديالية التي كان يحلم بها. سيستقبله استاد 974 على جانب طريق سريع ضخم جداً يتسع لأعداد هائلة من الجماهير، لوحة أعلى الطريق باللون العنابي مكتوب عليها اسم الملعب والطريق الخاص به، مدخل خاص للإعلاميين، طريق خاصة للشخصيات، ومساحات شاسعة كافية لاحتضان أصوات وأهازيج جماهير الدول الـ 32 المشاركة في المونديال.

في كل الاتجاهات المونديال بات الرقم 1 في قطر حالياً، اللوحات الإعلانية الضخمة المضيئة، الصور العملاقة التي تُغطي المباني وتُزين الدوحة وضواحيها، ساعات العد التنازلي على طول الكورنيش، التي سيعدُّ الشعب القطري مع الوافدين الذين بدأوا يصلون تباعاً إلى قطر، أيامها رقماً وراء رقم، وصولاً إلى الساعة الصفر، يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

على الطرقات نحو ملاعب المونديال الثمانية، في الدوحة، في لوسيل، في الريان، في الوكرة، في الخور، هناك الحدائق التي ستغزوها الجماهير وتُسمِع أصواتها للعالم من هناك، المهرجانات الرياضية والثقافية، مناطق المشجعين التي ستتحول إلى ملاعب مُصغرة تدخلها الجماهير لمتابعة مباريات منتخبها المُفضل، وترفع أعلام بلادها في السماء من على أرضٍ عربية.

ولا يُمكن إغفال ملاعب التدريبات المُجهزة بأفضل طريقة لاستقبال بعثات منتخبات مونديال 2022، التي تُغطي مساحة كبيرة من الدوحة وضواحيها، والتي ستكون بمثابة القلب النابض لكل لاعب من أجل التحضير ذهنياً وفنياً لتقديم الأفضل في ملاعب المدينة التعليمية، استاد خليفة الدولي، استاد لوسيل، استاد الثُّمامة، استاد 974، استاد الجنوب، استاد أحمد بن علي، واستاد البيت الذي سيقصُّ شريط انطلاق عرس المونديال يوم 20 نوفمبر.

الإرث المونديالي التي ستتركه قطر للمشجعين من كل العالم وفيفا والشعب القطري هو الهدف الأول من استضافة البطولة الرياضية الأكبر. للمشجعين تجربة فريدة من نوعها بمسافات متقاربة لم يشهدوا لها مثيل في جميع المسابقات السابقة، ولـ"فيفا" مستوى التنظيم العالي في أدق التفاصيل من شبكة الطرقات والبنى التحتية الرياضية المتطورة جداً والمساحات الخاصة للجماهير.

أما للشعب القطري، فهذا الإرث سيكون من أجل المستقبل، الوعي لأهمية الرياضة وكرة القدم في المجتمعات من أجل الصحة والجسد، التحول إلى بلد ناجح في تنظيم بطولة بحجم كأس العالم وأول بلد عربي يصنع هذا التاريخ، ارتفاع حجم الاستثمارات الاقتصادية والرياضية، جذب الاهتمام لاستضافة بطولات رياضية كبيرة أخرى، وتحديداً الألعاب الأولمبية ثاني الأحداث الرياضية التي تحظى باهتمام عالمي واسع.

قطر جاهزة لمونديال 2022، بملاعبها الثمانية التي تعكس الثقافة القطرية والعربية، بشبكة المواصلات المتطورة جداً والمُنظمة، فضلاً عن شبكة المترو التي ستُسهل تنقل المشجعين من مساكنهم إلى الملاعب وكل المناطق الجماهيرية في الدوحة وضواحيها، بفنادقها ومقرات المنتخبات وملاعب التدريبات المنتشرة في كل المساحات لتوفير أفضل تجربة للمنتخبات الـ32 المشاركة، قطر باتت جاهزة بكل قوة من الآن.

المساهمون