عاشت الشعوب العربية هذه الأيام، على إيقاع المنتخبين السعودي والمصري في الدورة الأولمبية طوكيو 2020. وكان الجميع يُمني النفس بظهور ناجح للمنتخبين في ظل حضور جيل واعد من اللاعبين القادرين على تشريف الكرة العربية.
وفشل المنتخب السعودي فشلا ذريعا، متكبدا ثلاث هزائم صعبة الهضم، كان بالإمكان تجنبها خاصة أمام المانيا وكوت ديفوار. وبان جليا معاناة الأخضر من ضعف محور الدفاع سبب البلية، رغم تواجد عبد الباسط هندي وعبد الإله العمري، ليتكرر المشهد في جميع المباريات بنفس الطريقة تقريبا، ليبقى المنتخب السعودي يجري وراء فوزٍ لم يأتِ طيلة المشاركات الأولمبية للأخضر والإصلاح واجب بسرعة لتصحيح المسار، كون المنتخب الأولمبي سيكون بعد بضع سنوات المنتخب الأول للكرة السعودية في المحافل الدولية. وما على السيد سعد الشهري إلا مضاعفة المجهودات وتعديل الأوتار لرؤية نجاح قادم للمنتخب في الدورة الأولمبية القادمة باريس 2024.
أما منتخبنا العربي الثاني الحاضر في هذه الدورة الأولمبية الحالية، وأعني المنتخب المصري، فقد كانت الآمال المعلقة عليه عالية جدا، بحكم حضور جيل شبابي متمرس، جميع أفراده يلعبون أساسيين في أنديتهم الكبيرة، بالإضافة إلى تواجد أفضل حراس أفريقيا بدون منازع، وهو العملاق محمد الشناوي. وكان تفاؤلنا في محله، بعد أن فرض التعادل على بطل أوروبا منتخب إسبانيا، قبل أن يعرف الخسارة ضد الأرجنتين، ونجح بعدها في التدارك بهزمه للكنغر الأسترالي، والتأهل عن جدارة رفقة الماتادور الإسباني.
وبدأنا نحلم بميدالية ممكنة للفرعون المصري، قبل أن نصطدم بحامل اللقب الأولمبي منتخب البرازيل، الذي اكتفى بهدف يتيم عجّل بمغادرة المنتخب، الذي قدم لنا في النهاية صورة إيجابية جدا لجيل قادر على تمثيل مصر أحسن تمثيل في قادم المواعيد. وهنا يأتي التساؤل المحير: أين بقية المنتخبات العربية التي تمتلك تقاليد كبيرة في المحافل الدولية، كتونس والجزائر والمغرب والعراق وقطر والإمارات والكويت؟ ولماذا ضاعت في الطريق؟ أين العمل القاعدي الذي نسطره؟ ويبقي الأمل يراودنا جميعا برؤية هذه المنتخبات في قادم المواعيد.