لم تتصور جماهير الرياضة العالمية يوماً ما رؤية النجم البرازيلي، أندرسون أوليفيرا، ينزل من أضواء الشهرة في كرة القدم إلى قاع الجريمة المنظمة، بعدما وجه الادعاء العام في بلاده تهماً بحق لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق، تتعلق بقضايا غسيل الأموال والسرقة.
حكاية أفول نجم أندرسون أوليفيرا بدأت في عام 2019، بعدما غادر نادي أضنة ديمر سبور التركي، عقب خوضه 13 مباراة من دون تسجيل هدفٍ وحيد، ليعود بعدها إلى البرازيل، من أجل متابعة حياته، التي حولها بيديه إلى الجحيم نتيجة ما قام به، عقب تشكيله منظمة إجرامية.
وبعد عامين من المراقبة الحثيثة، فجّر أوليفيرا فضيحة كبيرة في الرياضة، بعدما وجه الادعاء العام في البرازيل تهماً إلى نجم مانشستر يونايتد السابق، نتيجة دخوله إلى عالم الجريمة المنظمة، التي عمل فيها على غسل الأموال وقيامه ببعض السرقات، بحسب ما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية.
أندرسون الذي كان يُعد أحد المواهب الكروية، التي قدمها مانشستر يونايتد إلى العالم، مع عدد من النجوم الكبار مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو وغيرهم، لم يستطع التحكم بأفعاله مع "الشياطين الحُمر"، ليجد نفسه خارج أسوار "أولد ترافورد" في عام 2015.
وتنقل أندرسون بين عدد من الأندية الأوروبية، لكنه فشل بإثبات نفسه وأضاع على نفسه التحول إلى أحد أبرز اللاعبين في عالم كرة القدم، ليعلن بعدها اعتزاله اللعب بشكل رسمي، عقب تجربة فاشلة في الدوري التركي، وعودته إلى بلاده.
لكن أندرسون اختار أخطر مسار يُمكن لأي إنسان السير فيه، ألا وهو الدخول في عالم الجريمة المنظمة، مستغلاً شهرته للقيام بأعمال غسيل الأموال، إلا أن السلطات في بلاده لاحظت الأمر، وقامت بالقاء القبض عليه، ويواجه حالياً تهماً ستضعه في السجن.
وقامت السلطات البرازيلية بتفكيك المجموعة الإجرامية التي قام بتكوينها أندرسون، بعدما لاحظت وجود خلل في الأمن الرقمي لأحد البنوك المحلية، عقب سرقة ما يقارب من 5 ملايين دولار من حساب شركتين كبيرتين، بالإضافة إلى غسل الأموال المنهوبة في عملة البتكوين الرقمية.
ولاحظت السلطات البرازيلية الأمر في بداية شهر إبريل/نيسان عام 2020، عندما تم تحويل 5 ملايين دولار أميركي من الحساب المصرفي لإحدى الشركات الكبيرة في البلاد، إلى ست شركات تقع في بورتو أليغري وكاتشويرينها وساو باولو وبورتو فيلهو.
وخلال التحقيقات، تم الكشف عن عمليات غسيل الأموال، بما يتوافق مع معاملات الاستحواذ على أنشطة التشفير من قبل نفس الأشخاص مع وسطاء الصرف في البرازيل والخارج. كان من الممكن تكرار نفس الأسلوب في سرقة 5 ملايين دولار أخرى، لكن العصابة الإجرامية فشلت بذلك.
ولم تقم السلطات البرازيلية بالكشف عن أسماء أفراد العصابة الإجرامية، لكن وسائل الإعلام المحلية استطاعت الحصول على اسم اللاعب أندرسون، الذي اتضح قيامه بقيادة العصابة بعد انتهاء مسيرته في عالم كرة القدم عام 2019.