أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، في بيان رسمي، الجمعة، عن توصله إلى اتفاق مع النجم النمساوي ديفيد ألابا لمدة خمسة مواسم، قادما بصفقة مجانية، بعد سنوات صنع فيها المجد مع فريقه السابق بايرن ميونخ الألماني.
وقرر النجم النمساوي ديفيد ألابا الرحيل عن صفوف نادي بايرن ميونخ بعد انتهاء عقده، لأنه أراد خوض تجربة جديدة عقب تحقيقه إنجازاً تاريخياً مع العملاق "البافاري"، الذي حقق معه 10 ألقاب في "البوندسليغا"، بالإضافة إلى بطولتي دوري أبطال أوروبا.
لكن من هو ديفيد ألابا؟ وما علاقة حبّه للموسيقى بكرة القدم والتي عزف ألحانها في المواجهات التي خاضها ضد منافسيه في جميع البطولات المحلية والقارية والدولية مع بايرن ميونخ، خاصة أنه استطاع صقل مهارته في الخط الخلفي، وأصبح يلعب في 3 مراكز، تجعله محط اهتمام أي نادٍ أوروبي كبير.
ولد ألابا في الرابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران عام 1992، لأم فيليبينية تعمل ممرضة، وأب نيجيري هو أحد أساطير عالم الموسيقى وجندي سابق في الجيش النمساوي، بعدما قرر ترك دراسته للاقتصاد في جامعة فيينا النمساوية، ما جعل الحكومة تمنحه الجنسية، نظراً لما قدمه من موسيقى.
وعاش ألابا طفولة رائعة بفضل الثروة الكبيرة التي يمتلكها والده جورج، الذي أعطاه كل شيء، لكن الصغير أراد أن يصبح نجماً في عالم كرة القدم، ما جعل أباه يوافق على ضمه بعمر السادسة إلى نادي أسبرن، الذي استطاع صقل موهبته، التي ظهرت أثناء خوضه الفترة التجريبية.
وانتبه أحد كشافي نادي أوستريا فيينا إلى موهبة ديفيد ألابا، وأبلغ إدارته بأنه وجد لاعباً صغيراً يمتلك صفات النجم الكبير، ليصل الصغير في عام 2002 إلى الفريق، ويتدرج بجميع الفئات العمرية، حتى أصبح أحد الأعمدة الأساسية في الفريق الأول، وذاع صيته في النمسا.
انتشار اسم ديفيد ألابا في النمسا، جعل إدارة بايرن ميونخ الألماني تسارع إلى التعاقد معه في عام 2008، مع السماح للموهبة بالبقاء رفقة أوستريا فيينا حتى يواصل تنمية مهارته الفنية، ليتلقى بعدها خبراً سعيداً من قبل منتخب النمسا تحت 17 بأنه سيكون معه.
وورث ديفيد ألابا طباع والده الموسيقي العنيد، والمبدع، والمخلص، والمقنع، ما جعله ينجح في مسيرته مع نادي بايرن ميونخ، الذي حقق معه 27 لقباً منذ عام 2009، بفضل تحركاته في الملعب أمام خصومه، والتي تشبه تحركات عازف البيانو (الآلة التي يعزف عليها المدافع)، الذي يحرك أصابعه بمهارة حتى يخرج أجمل الألحان.
ويتميز ديفيد ألابا أيضاً بأنه لا ينسى من قدّم له المساعدة في بداية مسيرته بعالم الساحرة المستديرة، وظهر الأمر عندما اشترى 2 بالمئة من أسهم فريقه السابق أوستريا فيينا، بعدما دفع نصف مليون يورو، لإنقاذ الفريق من الأزمة المالية الخانقة بسبب فيروس كورونا.
باختصار، ديفيد ألابا نجم متكامل في عالم "الساحرة المستديرة"، وقادر على إعطاء المزيد، كونه يبلغ من العمر 28 عاماً، وسيستفيد نادي ريال مدريد منه، وبخاصة أن "الملكي" عانى كثيراً في الموسم الماضي من غياب أبرز لاعبيه المدافعين بسبب الإصابات المتلاحقة.
💻 #WelcomeAlaba pic.twitter.com/acS6QDtNkb
— Real Madrid C.F. (@realmadrid) May 28, 2021