برزت في الأعوام الأخيرة الكثير من المواهب الشابة في الدوري الجزائري لكرة القدم، إذ نجحت بعض الأسماء منها في شق طريقها صوب الاحتراف في الدوريات الأوروبية، على غرار لاعب وفاق سطيف السابق اسحاق بوصوف الذي انضم لنادي لوميل البلجيكي، أما هذا الموسم فقد كان الموعد مع اكتشاف الموهبة محمد الأمين عمورة.
وبات عمورة صاحب الـ(20 سنة) حديث الجماهير الجزائرية نظراً للمستويات الكبيرة التي أظهرها مع فريقه وفاق سطيف، الذي يتربع بامتياز على صدارة الدوري الجزائري ومتأهل للدور الـ16 من مسابقة كأس الكونفدرالية الأفريقية، وذلك جاء أيضاً بفضل مجموعة من الشبان الآخرين الذين أعطاهم المدرب التونسي نبيل الكوكي الفرصة الكاملة لنثر السحر الكروي الذي يمتلكونه في أقدامهم.
وكانت المباريات السبع التي شهدتها منافسات الدوري الجزائري لحد الآن، كافية أمام محمد الأمين عمورة ليجعل من نفسه حديث كل الجماهير الجزائرية وليس فقط مشجعي فريقه، إذ تمكن من تسجيل 5 أهداف وصناعة هدف آخر في 188 دقيقة فقط لعبها مع فريق "النسر الأسود"، يُضاف إلى ذلك أنه بدأ كل المباريات من مقاعد الاحتياط ما عدا اللقاء الأخير ضد الجار أهلي برج بوعريريج.
وكانت بداية عمورة المولود في مقاطعة جيجل شرقي الجزائر أكثر من رائعة، وذلك في الأسبوع الأول من الدوري عندما سجل هدفين، دقائق بعد دخوله بديلاً ضد اتحاد العاصمة، ثم أتبعه بهدف آخر ضد نادي بارادو في لقاء الأسبوع الخامس، ليضيف بعد ذلك نصر حسين داي وأهلي البرج لقائمة ضحاياه بهدفٍ في مرمى كل فريق.
وطرق عمورة بهذا التألق باب المنتخب الجزائري بقوة، إذ سيصل بكل تأكيد صدى تألقه إلى المدرب الجزائري جمال بلماضي أو على الأقل مجيد بوقرة مدرب المنتخب المحلي، الذي سيعتمد دون شك على خدمات هذا اللاعب وبعض المواهب الأخرى المتألقة من الشباب في الدوري الجزائري في الاستحقاقات القادمة.
وتتألق الكثير من الأسماء الشابة الأخرى في فريق وفاق سطيف، فإلى جانب عمورة يوجد كذلك أحمد قندوسي وحسام الدين غشة وغيرهم، وهذا ما جعل المدرب التونسي نبيل الكوكي يحظى بإشادة واسعة لإعطائه الفرصة لمثل هؤلاء الشباب، وهذا يضاف إلى النتائج الرائعة التي حققها مع الفريق "السطايفي" منذ تعيينه على رأس الفريق بداية العام الماضي.