أسرار الإبقاء على القادري مدرباً لنسور قرطاج وحقيقة فشل المفاوضات مع خليفته

30 ديسمبر 2022
الاتحاد التونسي اختار الإبقاء على القادري مدرباً (تشارلي تريباليو/Getty)
+ الخط -

قرّر الاتحاد التونسي لكرة القدم، الإبقاء على، جلال القادري، مدرباً لمنتخب "نسور قرطاج" حتى نهاية عقده في عام 2024، حيث ينتظره عدد من التحديات وأهمها المشاركة في منافسات بطولة كأس أفريقيا في ساحل العاج وذلك في انتظار تحديد بقية المواعيد الرسمية الأخرى.

وقرار الاتحاد التونسي لم يكن مفاجئاً رغم الترشيحات التي أكدت في وقت سابق أن الاتحاد تفاوض مع عديد المدربين الأجانب من أجل خلافة القادري ولكن مصادر خاصة أكدت لـ"العربي الجديد"، أن إقالة القادري تمّت مناقشتها حتما منذ نهاية المشاركة التونسية، مثلما أشار إلى ذلك أحد أعضاء الاتحاد، حسين جنيح، في تصريح لـ"العربي الجديد" بعد نهاية المشاركة التونسية في كأس العالم 2022، حيث أكد حينها أن الاتحاد سيقيّم العمل الذي قام به القادري ويتخذ القرار المناسب بخصوص مستقبله، وهو ما يؤكد أن كل الخيارات كانت مطروحة فعلياً قبل حسم الملف أخيراً.

وحسب مصدرنا، فإن كل الأسماء التي وقع تداولها في الأسابيع الماضية كانت مجرد تخمينات لا تلزم الاتحاد الذي لم يفاوض أي مدرب أو يكلف أي جهة بالبحث عن مدرب جديد يقود النسور في الفترة القادمة، حيث انحصر التركيز على تقييم المشاركة في كأس العالم، وكان السؤال الأساسي هل يتم الإبقاء على القادري أم يجري البحث عن مدرب مكانه، دون أن يتم التطرق إلى اسم المدرب الجديد أو الخيارات التي يمكن مناقشتها لأن الحصول على أربع نقاط في مونديال قطر يعني معادلة أفضل رقم تونسي في المونديال وبالتالي كان يبدو من المنطقي أن يسير الاتحاد في اتجاه تثبيت مدربه.

وفكر الاتحاد التونسي فعلياً في البحث عن مدرب بديل خاصة مع ظهور علامات تؤكد أن القادري نفسه لم يعد راغباً في التعامل مع الضغط القوي الذي يُعاني منه، وقد حصل جدل بين الأعضاء بخصوص تحديد مدى نجاح القادري في المهمة التي عُهدت إليه وهو أمر طبيعي أن يحدث بعد كل مشاركة في بطولة قوية، ولكن تم التخلي عن هذه الفكرة سريعاً، حيث كان القادري يحظى بدعم من قبل رئيس الاتحاد وديع الجريء وعدد آخر من الأعضاء المؤثرين، رغم أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس أشارت إلى أن المسؤول عن المنتخب الأول، حسين جنيح يدعم فكرة التعاقد مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي.

وطبعاً فإن الاتحاد كان يعلم جيدا أنه من الصعب إيجاد مدرب قادر على قيادة "نسور قرطاج" حاليا ويستجيب للشروط المالية التي وضعها، باعتبار صعوبة الوضع المادي خاصة أمام تراجع سعر صرف الدينار التونسي الذي يجعل من التعاقد مع أي مدرب أجنبي أمراً مكلفا.

ولم يكن التقرير الذي رفعه القادري للاتحاد التونسي بخصوص تقييمه للمشاركة التونسية، الدافع الوحيد الذي جعل الاتحاد يرفض إقالته، ذلك أن معطيات عديدة تلعب لفائدة هذا المدرب وخاصة لغة الأرقام التي رجحت كفة القادري وجعلته يحظى بدعم الاتحاد رفقة الجهاز المساعد له.

وانقاد المنتخب التونسي منذ أن دربه القادري في منتصف العام الماضي إلى هزيمتين، الأولى كانت أمام البرازيل في لقاء ودي والثانية ضد أستراليا في نهائيات كأس العالم، مقابل ذلك فقد حقق عديد الانتصارات منها الفوز التاريخي على فرنسا في مونديال قطر، وخاض نسور قرطاج بقيادة القادري 11 مباراة في كل المسابقات حققوا الانتصار في 6 مباريات وتعادلوا في ثلاث مباريات وخسروا مباراتين.

كما تميز المنتخب التونسي بقوته الدفاعية مع القادري حيث اهتزت شباكه في مباراتين فقط ضد البرازيل وأستراليا وهي معطيات تكشف عن حجم العمل الذي قام به القادري الذي كوّن مجموعة قوية من الناحية الدفاعية تمكنت من الصمود في مباريات قوية وكان قريبا جدا من تحقيق الإنجاز التاريخي الذي تنشده الجماهير وهو التأهل إلى الدور الثاني من المونديال.

واختار الاتحاد التونسي حسم ملف المدرب سريعاً بعد أن تناولت أخبار كثيرة اسمي المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر والتونسي مهدي النفطي وبالتالي فقد تم قطع الطريق أمام كل الشائعات لتفادي المزيد من الغموض، خاصة وأن عدداً مهماً من أعضاء الاتحاد كانوا يدعمون الإبقاء على القادري مدرباً.

ويتضح من خلال ما رصده "العربي الجديد" في تونس منذ نهاية المشاركة في نهائيات كأس العالم، أن الاتحاد كان راغباً في الإبقاء على المدرب جلال القادري في مهامه، ولكنه تريث بعض الوقت حتى لا يكون القرار متسرعاً خاصة وأنه من شبه المستحيل الاتفاق مع مدرب أجنبي في الوقت الحالي تتوفر فيه مواصفات معادلة لنجاحات القادري.

المساهمون