تنظر المنتخبات العربية إلى كأس أفريقيا المقبلة التي ستقام في ساحل العاج مطلع عام 2024، بكثير من الطموحات، ولا سيما أنّ أغلبها يطمح إلى الفوز باللقب، وخصوصاً بعد ضمان بعضها لورقة التأهل، مثل المنتخب التونسي والمنتخب المغربي والمنتخب الجزائري، واقتراب البعض الآخر من اقتلاع تذكرة العبور إلى البطولة، لكن أغلب هذه المنتخبات تعاني من أزمات مشتركة في مركز حراسة المرمى.
-
صعوبات لبونو في المغرب
اعتمد المدرب الجديد لفريق إشبيلية، الإسباني خوسيه لويس مينديليبار، على الحارس الصربي ماركو دميتروفيتش أساسياً، في المباريات الأخيرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، على حساب المغربي ياسين بونو الذي كان بديلاً، رغم مشاركة بونو في نهائي بطولة الدوري الأوروبي ومساهمته مباشرةً في تتويج النادي الأندلسي.
ورغم أنّ دميتروفيتش لم يظهر بوجه مميز في منافسات الليغا، وارتكب عدة أخطاء، إلا أنّ الأمر أثار تساؤلات لدى الجماهير المغربية، ومخاوف لدى المدير الفني وليد الركراكي من أن يتواصل تجاهل بونو ثاني أفضل حارس في العالم خلال العام الماضي، من قبل مدربه الجديد، ولا سيما أنه هو نفسه يمر بفترة سيئة وقد زادت هفواته في المباريات الأخيرة، سواء مع الفريق الأندلسي أو مع منتخب المغرب نفسه في مبارياته الأخيرة، بعد تألقه اللافت في مونديال قطر 2022، الذي حقق خلاله "أسود الأطلس" أفضل إنجاز في تاريخ كرة القدم العربية والأفريقية ببلوغهم الدور نصف النهائي.
-
جدل في تونس
تكفل الحارس التونسي أيمن دحمان بحراسة مرمى "نسور قرطاج" في المباريات الأخيرة، بعد أن رسم نفسه ضمن الخيارات الأولى للمدير الفني جلال القادري، منذ بطولة "كيرين كاب" الدولية الودية التي خاضها منتخب تونس، ضمن التحضيرات لمونديال قطر 2022.
وتواصلت حراسته لأخشاب النسور في البطولة العالمية، ثم تكفل بمهمة حراسة مرمى المنتخب في المواجهتين الأخيرتين أمام منتخب ليبيا في تصفيات كأس أفريقيا، إلا أنّ العديد من المتابعين يعتبرون دحمان غير جدير بأن يكون الحارس الأول، ولا سيما بعد المردود المميز الذي قدمه حارس الاتحاد الرياضي المنستيري بشير بن سعيد مع فريقه في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والبطولة العربية للأندية، ومساهمته الفعالة في الفوز على نادي مازمبي الكنغولي، في ملعب لوبومباتشي بالذات، وبلوغ فريقه أدواراً متقدمة بعد ذلك، مع تواصل تألقه محلياً.
ويعتبر بعض آخر أنّ عودة حارس الترجي الرياضي التونسي معز بن شريفية إلى مستواه المعهود، وتألقه مع فريقه في دوري أبطال أفريقيا أو في الدوري التونسي قبل الإصابة، يجعله الأجدر بحراسة مرمى المنتخب، بالنظر إلى خبرته الكبيرة في المسابقات الكبرى، لكن يبدو أنّ القادري مقتنع حتى الآن بمستوى دحمان ويعتبره الأول في حساباته، خصوصاً أنه لم يرتكب أخطاءً كارثية، بل إنّ مستواه حتى في كأس العالم كان جيداً أمام منتخبات كبيرة، مثل فرنسا والدنمارك.
-
غموض في الجزائر
بعد ابتعاد حارس المرمى الأول في منتخب الجزائر رايس مبولحي منذ فترة عن المنتخب، بعد أن ظل فترة طويلة الحارس الأول لـ"محاربي الصحراء"، ما زال المدير الفني للمنتخب جمال بلماضي لم يستقر على حارس أساسي يعطي الاطمئنان اللازم لدفاع المنتخب في كأس أفريقيا المنتظرة، التي يأمل فيها الجزائريون تعويض مشاركتهم الفاشلة في البطولة الأخيرة بالكاميرون عام 2022.
واعتمد بلماضي في المواجهتين الأخيرتين أمام النيجر في التصفيات الأفريقية، على حارسين اثنين، هما مصطفى زغبة حارس مرمى ضمك السعودي في المباراة الأخيرة في ملعب حمادي العقربي بالعاصمة تونس، وقبله أنتوني لويس ماندريا حارس مرمى فريق كون، الناشط في الدرجة الثانية الفرنسية، في المباراة التي دارت أمام ذات المنافس بالجزائر.
ورغم أنّ زغبة يعتبر قد كسب بعض النقاط الإضافية على حساب ماندريا بالنظر لمحافظته على نظافة شباكه، إلا أنّ ذلك لا يعني شيئاً، وما زال الجدل مفتوحاً في منتخب "محاربي الصحراء" حول هوية حارس المرمى الأول في المنتخب الذي سيدافع عن ألوانه في "كان" ساحل العاج، ويكون خير خلف لمبولحي.
-
تراجع الشناوي
رغم أنّ حارس مرمى الأهلي المصري محمد الشناوي يعتبر حارس المرمى الأول في منتخب مصر منذ سنوات، إلا أنّ مستوى الحارس شهد تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة، وأصبح في مرمى انتقادات جماهير "الفراعنة"، وكذلك جماهير الأهلي على حد سواء، وهو ما جعل مسألة البحث عن خليفة للشناوي في حراسة مرمى المنتخب تطرح بقوة، ولا سيما مع تقدمه في السن وبلوغه عامه الخامس والثلاثين في نهاية العام الحالي، وبالتحديد في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ورغم أنّ محمد صبحي ينطلق بحظوظ وافرة ليكون خليفة الشناوي، إلا أنّ التساؤلات ما زالت تطرح عن قدرته على منح الاستقرار الكافي للخط الخلفي لزملاء نجم ليفربول الإنكليزي محمد صلاح، بالنظر إلى صغر سنه (24 عاماً) ونقص خبرته بالمواجهات الكبيرة.
وكانت الجماهير المصرية تمني نفسها بعد البطولة الأفريقية الأخيرة في أن يكون الحارس السابق للزمالك محمد أبو جبل أفضل منافس للشناوي، لكن مشاكله الكثيرة، والطريقة التي غادر بها "القلعة البيضاء"، جعلت مستواه الفني يتراجع كثيراً ويبتعد عن قائمة حراس المنتخب.
-
موريتانيا الاستثناء
رغم أنّ الغموض لا يزال متواصلاً في المجموعة التاسعة من التصفيات الأفريقية، وما زال كل من السودان وموريتانيا يتنافسان على التأهل مع الغابون والكونغو الديمقراطية، فإنّ منتخب "المرابطين" يعتبر استثناءً بين المنتخبات العربية، إذ إن مركز حارس المرمى يشهد استقراراً بتكفل الحارس باباكار مباي حارس مرمى تونديلا الناشط في دوري الدرجة الثانية البرتغالية، في مركز الحارس الأول، وذلك في جميع المباريات الأخيرة للمنتخب بعد نهاية مشاركة موريتانيا في كأس أمم أفريقيا الأخيرة بالكاميرون، وانتزاعه لمكان الحارس باباكار ديوب حارس مرمى نادي نواذيبو الموريتاني.
في المقابل، فإنّ منتخب السودان الذي ينافس بدوره على بطاقة التأهل في ذات المجموعة، يشهد بدوره مركز حراسة المرمى فيه ارتباكاً كبيراً ويتداول عليه كل من محمد مصطفى حارس مرمى فريق المريخ السوداني؛ الذي كان الحارس الأساسي في المواجهات الثلاث الأخيرة أمام منتخب الغابون ذهاباً وإياباً وأمام منتخب مدغشقر، بينما كان حارس مرمى الهلال السوداني علي عبد الله أبو العشرين حارس المرمى في المواجهة أمام المنتخب الغاني، لكنه فقد مركزه في التشكيلة الأساسية بعد ابتعاده أيضاً عن حراسة مرمى فريقه.