تواجه إدارة توتنهام الإنكليزي، إشكالاً كبيراً يتمثل في تمرد نجم الفريق هاري كين، الذي يصرّ على الرحيل عن النادي رغم رغبة المدرب في بقائه لموسم إضافي، بما أنّه يُعتبر من أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنكليزي.
وسيكون الخروج بسلام، من ملفّ كين، التحدي الأكبر الذي يواجهه المدير الرياضي الجديد للنادي الإنكليزي، فابيو باراتيتشي، نظراً إلى صعوبة الموقف، بما أن بقاء كين يتطلب مجهوداً لإقناعه بمواصلة التجربة وتقديم عرض مالي مغرٍ، نظراً إلى أنّ رحيله سيضع النادي في مأزق من أجل انتداب لاعب قادرٍ على تعويضه.
وقد اختار كين السير على خطى العديد من النجوم السابقين، الذين اختاروا التمرد والتصعيد من أجل إجبار إدارة النادي اللندني على الرضوخ لطلباتهم والسماح لهم بالرحيل، ورغم أن كل واحد من هذه النجوم اختار طريقاً مختلفاً، وأسلوباً مغايراً، إلا أن النتيجة كانت واحدة وهي الرحيل عن توتنهام.
وكان الدنماركي كريستيان إريكسن، آخر اللاعبين الذي فرضوا اختياراتهم على توتنهام؛ فقد صرّح في بداية عام 2019، بأنّه لن يمدد عقده مع النادي ويرغب في خوض تجربة جديدة بعيداً عن أسواره، وكان هذا الحوار منطلق توتر في العلاقة فرض على توتنهام بيع متوسط ميدانه في بداية 2020 إلى إنتر ميلانو الإيطالي قبل أشهر قليلة من نهاية العقد.
أما الكرواتي لوكا مودريتش، الذي كان في 2011 أفضل لاعب في صفوف توتنهام، فقد صرّح علناً بأنّه يريد اللعب لتشلسي الإنكليزي لأنّ هذا الفريق "هو الأفضل في العالم"، وهو تصريح استفز الجماهير وإدارة النادي التي رفضت ثلاثة عروض من تشلسي لبيع مودريتش، قبل أن تقبل عرضاً أقل من ريال مدريد الإسباني، بعدما أصبح بقاء مودريتش غير مرغوب فيه من قبل الجماهير التي لم تقبل أن يجاهر نجمها بدعم غريمها التقليدي.
وفضّل البلغاري ديميتار بيرباتوف، الرحيل عن توتنهام إلى مانشستر يونايتد وقاطع بعض المباريات في بداية موسم 2008ـ2009، حتى يضع إدارة النادي أمام خيار وحيدٍ، وبعدما لجأت إلى الاتحاد الإنكليزي للتظلم بسبب تصرفات مانشستر، خضعت إدارة توتنهام للأمر الواقع، ووافقت على انتقال بيرباتوف إلى "الشياطين الحمر" في آخر ساعة قبل غلق سوق الانتقالات بعدما تيقنت أنه لن يتراجع عن موقفه.
أما الإنكليزي، ميكيل كاريك، فقد اختار طريقة سهلةً لمغادرة النادي، وهي إعلام المدرب الهولندي مارتن يول بعدم رغبته في البقاء وأكد له أنّه لن يقبل مقترح تمديد العقد لموسمين إضافيين رغم أنّه سيحصل على أعلى الامتيازات، فاضطرت إدارة النادي في 2006، إلى قبول عرض مانشستر يونايتد مكرهة حتى تتفادى خسارة اللاعب دون مقابل مالي.
وكان رحيل المدافع العملاق الإنكليزي سول كامبل إلى أرسنال، أشبه بعملية استعراضية بعدما فعّل بعض الشروط القانونية الجديدة التي تتيح للاعب مغادرة النادي دون الحصول على موافقة فريقه، وانضم في 2006 إلى أرسنال ما سبب صدمة كبيرة لجماهير توتنهام.