معاداة السامية بفرنسا.. تهمة جاهزة

14 يونيو 2018
+ الخط -


اكتشفت الجالية العربية في فرنسا، بعد مرور سنة على وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الحكم، أنه لا يقل انحيازا وعشقا للكيان الإسرائيلي، عن سابقَيْه، اليميني نيكولا ساركوزي، الذي طبعت صورته في طابع بريدي، وهي بادرة استثنائية لشكره على انحيازه إليها، واليساري فرانسوا هولاند، الذي أعلن وقوفه إلى جانب إسرائيل في عز الهجوم الإسرائيلي على غزة.

إذ في سنة واحدة، يستقبل نتنياهو ثلاث مرات في فرنسا في ظروف كانت تستدعي ألا يستقبل فيها. في المرة الأولى يستقبله في شأن فرنسي خالص، وهو إحياء فرنسا للذكرى 75 لحملة اعتقالات "فال ديف" والتي نفذتها السلطات الفرنسية ضد عدد كبير من مواطنيها اليهود عام 1942.


وهذه المرة يستقبل بنيامين نتنياهو، بعد أن تلطخت يداه، مرة أخرى، بدماء شهداء غزة.
والمؤلم في الأمر أن الرئيس بالغ في إظهار الحفاوة، وحرص على إبداء كثير من نقاط التفاهم مع ضيفه.
أظهر سعادة لاستقباله نتنياهو وأشار إلى "العمق التاريخي لعلاقاتنا"، ثم أعلن عن إطلاق "موسم إسرائيل في فرنسا" في تزامن مع احتفال إسرائيل بمرور سبعين سنة على تأسيسها.
ولم يتوقف ماكرون عن مغازلة نتنياهو فأكد "تعلق فرنسا، الجوهري، بأمن إسرائيل" وشاطر القلق الإسرائيلي من "الحضور العسكري الإيراني في المنطقة"، كاشفاً أنه منذ توليه الحكم وهو يرى أن "الاتفاق مع إيران ليس كافياً وغير مُرْضٍ". وحتى حين أكد على الاستقرار في سورية-الغد ربَطها بأمن إسرائيل.

كل شيء في المنطقة يراه ماكرون متعلقاً بإسرائيل. وحتى حين تطرّق "للوضعية الإنسانية الحادة" في غزة، وعن المبادرة الفرنسية لتخفيف الأزمة في غزة، تطرق إليها من زاوية "أمن واستقرار إسرائيل". وفي لفتة ود إلى نتنياهو انتقد مواقف حماس في القطاع.
وعلى خطى أصدقاء إسرائيل في فرنسا، ومنهم سيوتي وإيستروزي، اللذان يريدان استيراد "الخبرة الإسرائيلية في مكافحة الإرهاب"، أشاد ماكرون بالتنسيق الوثيق بين فرنسا إسرائيل لمحاربة الإرهاب، وهي "ذات أولوية مطلقة في بلدينا"، ثم شكر ضيفه على تعاون الأجهزة الإسرائيلية مع نظيرتها الفرنسية، وهو ما اعتبره "نموذجيا".

أما الاعتراف بالدولة الفلسطينية فلم يَحن بعدُ. كما أن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، كما يرى ماكرون.
في سنة واحدة، فقط، اكتشفت الجالية العربية وأنصار القضية الفلسطينية الوجه الحقيقي لماكرون، الذي لا يختلف في شيء عن أسلافه، المتواطئين مع دولة الاحتلال.
المساهمون