إحراق جثث ضحايا إيبولا مأساة تخالف عادات ليبيريا

19 يناير 2015
إحراق الجثث مخالف لعادات ليبيريا (GETTY)
+ الخط -
انطفأ أتون محرقة الجثث لضحايا فيروس إيبولا الفتاك قرب العاصمة الليبيرية مونروفيا، إلا أن صفّاً من البراميل المملوءة بالرماد والعظام المحترقة يقف شاهداً على أحلك أيام هذا الوباء.

واستندت سبعة براميل تحوي الرفات الآدمي إلى حائط أسود، فيما لصقت على كل منها ورقة توضح تاريخ إحراق الجثث، لكن لا مجال لمعرفة أصحابها. وتناثرت أكوام صغيرة من الرفات في شتى أرجاء المكان.

وتعتقد السلطات أنها باتت على وشك القضاء على فيروس إيبولا في هذه الدولة الإفريقية الفقيرة التي تحملت -هي وغينيا وسيراليون المجاورتان- وطأة أسوأ وباء مسجل في التاريخ.

وأعلنت الحكومة أن الوباء أودى بحياة 3500 شخص في ليبيريا وحدها خلال الأشهر العشرة الأخيرة، لكن هناك عشر حالات مؤكدة الآن فقط، فيما تأمل الحكومة أن يتراجع ذلك إلى الصفر بحلول نهاية الشهر المقبل.

وتلعب طقوس الدفن دوراً مهماً في ثقافة دول غرب إفريقيا، إذ دأب المشيعون على لمس الجثث أثناء تشييع الجثامين في لمسة وداع روحية حميمة نحو من يحبون.

وقررت حكومة ايلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا البدء في الإحراق الجماعي للجثث عندما كان الوباء على أشده في أغسطس/ آب الماضي، بعد أن أصيب عشرات بالمرض أثناء مراسم الدفن التقليدية.

ولاقى قرار إحراق الجثث دعماً من منظمة أطباء بلا حدود، وهي جمعية خيرية طبية تصدرت مشهد مكافحة الفيروس، إذ تبرعت بالمحرقة لمنطقة بويز تاون.

وأحدث قرار الإحراق صدمة في هذه المجتمعات، إذ قامت بعض الأسر بدفن ضحاياها بنفسها بدلاً من أن تشهد إحراقها، إلا أن الحكومة تقول إنها ساعدت في السيطرة على الاصابات في ليبيريا بسرعة أكبر من سيراليون وغينيا المجاورتين اللتين لم تقدما على مثل هذا الإجراء.

وتلقت الفرق المتخصصة تدريباً على أساليب الدفن الآمنة للحيلولة دون حدوث العدوى، إذ يجري الآن دفن الضحايا في مقابر مقامة على مساحة 50 فداناً بمحاذاة مطار هوبرتس الدولي. وقال نينسواه إن رماد الجثث بالمحرقة سينقل إلى مقبرة في حفل خاص.

ويطالب أهالي منطقة بويز تاون -وهي منطقة ساحلية تقع على بعد 20 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مونروفيا- بتعويضهم مالياً عن المخاطر الصحية والآثار النفسية والوصمة الاجتماعية بعد إحراق مئات الجثث في هذه المنطقة، التي ظلت مهملة بدرجة كبيرة منذ الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 1989 و2003.

وتناقش الحكومة موضوع صرف تعويضات للأهالي. وكانت الأعباء جمّة على 28 رجلاً ممن تطوعوا بالمحرقة، ويقولون إن الناس ينبذونهم.

وقال جيه.تي. جوسياه "الناس يتعاملون معنا وكأننا لسنا بشراً أسوياء... الناس يهددون بملاحقتنا. نحن ننام هنا في المحرقة".