متضررو العدوان يطالبون "الأونروا" بسرعة الإعمار

غزة

عبد الرحمن الطهراوي

avata
عبد الرحمن الطهراوي
01 ديسمبر 2014
+ الخط -

تحمل أم أنس البحيصي رغيف خبز في يد وفي يدها الأخرى لافتة كتب عليها "كنا ننتظر العودة إلى ديارنا، والآن أصبحنا ننتظر إعادة بناء أسقف منازلنا في المخيم"، وذلك في الاعتصام الذي نفذه العشرات من أصحاب البيوت المدمرة واللاجئين الفلسطينيين أمام المقر الرئيسي لـ"الأونروا" وسط مدينة غزة.

ويحتج الفلسطينيون، المدمرة بيوتهم، على عدم اتخاذ "الأونروا"، أي خطوات فعلية في اتجاه إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير الذي استهدف تدمير القطاع.

وعكفت أم أنس، خلال السنوات الماضية، على المشاركة في الاحتجاجات التي تطالب برفع الحصار المفروض منذ سبع سنوات، إلا أنه منذ انتهاء العدوان قبل نحو 100 يوم دأبت على الخروج في الوقفات التي تطالب بسرعة إعمار غزة وإعادة الحياة إلى مرافقها.

وتقول أم أنس (42 عاماً)، وهي من سكان حي الشجاعية شرق قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، قبل سنوات كانت تطالب بتوفير لقمة عيش لأطفالنا، وجئنا اليوم مطالبين بالمأوى، خصوصاً، وأن استغاثات أطفالنا المشردين باتت لا تجد اليوم صدى عند أحرار العالم.

وأغلق المحتجون الذين جاءوا بدعوة من المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين، البوابة الرئيسية لمبنى "الأونروا"، ونصبوا أمامها خيمة اعتصام، قالوا إنها ستزول حينما تنطلق مسيرة الإعمار بشكل جدي تزامناً مع دخول مواد البناء دون أي قيود مفروضة من أي جهة كانت.

من جهته، ذكر رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية، معين أبو عوكل، أن ملف إعمار قطاع غزة تشترك فيه أربعة أطراف، الأونروا والأمم المتحدة ومصر وحكومة التوافق الوطني، مشدداً في الوقت ذاته على أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول الأكبر عن معاناة الغزاويين والمتسبب فيها.

وأضاف أبو عوكل في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش الفعالية التي نظمها المتضررون، إن خطة مبعوث الأمم المتحدة لإعادة إعمار غزة، ستجمل الحصار بدلاً من رفعه، لذلك هي مرفوضة جملة وتفصيلاً من شرائح المجتمع الفلسطيني كافة، داعيّاً الأونروا إلى ممارسة دورها الحقيقي في دعم صمود سكان القطاع والضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل كامل.

بدوره، قال المتحدث باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، أدهم أبو سلمية، أنه وبعد ثلاثة أشهر من العدوان الإسرائيلي، ما زالت معاناة السكان تتفاقم يوماً بعد آخر، بسبب الحصار والعدوان، مؤكدا أن غزة أصبحت منطقة منكوبة تستدعي تظافر كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية من أجل الخروج من الواقع الإنساني الخطير.

وأضاف أبو سلمية في مؤتمر صحافي، عقد على هامش الاحتجاج أمام مقر "الأونروا" الرئيسي بغزة: "كنا نتوقع بعد هذه السنوات من الحصار أن تتحرك المؤسسات الدولية لرفع الظلم، ولكننا فوجئنا بأن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، تتقدم بخطة إعمار تشرعن عبر بنودها الحصار وتعمل على إدراته، لتمنحه الصبغة القانونية".

وأشار إلى أن الوكالة أعلنت عن صرف مبالغ مالية لأصحاب المنازل المدمرة، نظير استئجار بيوت مؤقتة، إلى حين إعادة الإعمار، إلا أنها ما زالت تماطل في تنفيذ هذا الإعلان، وما زال الكثير من العائلات في انتظار هذه المبالغ.

ولفت أبو سلمية إلى أن الشعب الفلسطيني لن يصمت طويلاً أمام المعاناة، وإن مليوني إنسان في غزة لن يقبلوا الموت البطيء تحت سمع وبصر العالم، مطالباً وكالة الغوث بتخفيف معاناة السكان المدنيين لا المشاركة في مؤامرة خنق القطاع، على حد قوله.