مع تسارع انتشار فيروس كورونا الجديد، يحاول العلماء الاستعجال في تطوير لقاحات وعلاجات لكبح العدوى المستجدة. لكنّه لا بدّ لنا من أن ندرك أنّ الأمر لن يكون متاحاً في القريب العاجل... فالأبحاث تستوجب وقتها
منذ ظهوره قبل أكثر من شهرَين، طرح فيروس كورونا الجديد تحدياً حقيقياً في المجتمع العلمي دفع عشرات الشركات والمختبرات والباحثين حول العالم، لا سيّما في الصين وتايلاند والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها، إلى التسابق من أجل تطوير علاج أو لقاح للمرض المستجد. في حين ما زال من المبكر الحديث عن إنتاج أيّ عقار، بحسب ما تؤكّد الجهات المعنية، خصوصاً منظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، يجري العمل على عشرين لقاحا وفق ما صرّح في أكثر من مناسبة المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وفي هذا الوقت، يحاول المعنيون، حسبما أشارت دورية "توراكس" الطبية المتخصصة بأبحاث الأمراض التنفسية، الاستفادة من عقاقير مختلفة كانت قد أُنتجت سابقاً لعلاج نقص المناعة البشرية المكتسبة (إيدز) أو الملاريا، لمعالجة عدوى اليوم، مثلما حدث عند ظهور متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في عامَي 2002 و2003. من جهتها، أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أخيراً بأنّ ثمّة لقاحات أوّلية متوفّرة حالياً في المختبرات والتجارب قائمة على الحيوانات. أمّا التجارب البشرية، فمن المتوقّع بدؤها بحلول الشهر المقبل، مع احتمال أن يكون اللقاح متاحاً في بداية العام المقبل إذا ثبتت فعاليّته.
يقول البروفسور المتخصّص في الأمراض الجرثومية والمعدية، جاك مخباط، لـ"العربي الجديد" إنّ "علاجات تُطوَّر لمواجهة الفيروس الجديد سوف تظهر في غضون أسبوعَين إلى ثلاثة أسابيع بعد الموافقة عليها". ويشير مخباط إلى ضرورة "التمييز بين "العلاج والعلاج الشافي"، شارحاً أنّ "الأوّل يُعَدّ علاجاً للأعراض فقط مثل ارتفاع حرارة الجسم والاجتفاف والسعال وغيرها، في حين أنّ الثاني هو علاج للمرض بحدّ ذاته يسمح بالشفاء منه نهائياً من خلال وقفه والحدّ من بلوغه مراحل متقدّمة". يضيف أنّ "داء السكري وارتفاع ضغط الدم والإيدز هي من الأمراض التي تُعالج من دون التماثل إلى الشفاء، إذ يُلزم المرضى بتناول الدواء بصورة مستمرة". ويرى مخباط أنّ "الصعوبة تكمن في إيجاد اللقاح وليس العلاج، ولا علاقة إطلاقاً لهذا الفيروس بالإيدز حتى لو كان الاثنان مرتبطَين بالحمض النووي الريبي (RNA)"، مشدّداً على أنّ "فيروس كورونا أقرب إلى الإنفلونزا الموسمية وهو لا يستدعي القلق والهلع. المطلوب فقط هو الوقاية والاهتمام بالنظافة الشخصية، فالجهل دون سواه هو الذي يدعو إلى الخوف".
اقــرأ أيضاً
لا علاج أو لقاح قبل 2021
من جهته، يؤكد الدكتور منذر حمزة، رئيس مختبر ميكروبيولوجيا الصحة والبيئة التابع للمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا وكلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، "عدم توفّر علاجات كثيرة في عالم الفيروسات بالمقارنة مع المضادات الحيوية المعتمدة لعلاج البكتيريا التي تمّ الاستثمار في الدراسات والعقاقير المتعلقة بها على نطاق واسع". ويشرح: "نحن في عالم الفيروسات نتعاطى مع كائنات مجهرية تتمتّع بخاصيّات مختلفة تماماً عن البكتيريا وتكون دورتها معقّدة. لذلك لم يتمّ التوصّل حتى اليوم إلى علاج ولم يصدر بعد أيّ بروتوكول معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية أو المؤسّسات العلمية المعروفة بهذا الشأن". يضيف حمزة لـ"العربي الجديد" أنّ "الفيروسات بمعظمها مرتبطة وراثياً بالحمض الريبي النووي (RNA) ونسبة قليلة منها مرتبطة بالحمض الريبي النووي منقوص الأكسجين (DNA)، غير أنّ هذا لا يعني أنّ فيروس كورونا الجديد مشابه لفيروس الإيدز المتغيّر بحدّ ذاته والذي يختلف عن غيره لجهة الاستجابة المناعية".
ويشير حمزة إلى أنّ "المتغيّر في فيروس كورونا هو السلالة، ولا معطيات علمية كاملة حول تغيّره بحدّ ذاته. ومن الضرورة بمكان الانتباه إلى أنّ سلالات فيروس الإنفلونزا الموسمية تتغيّر سنوياً، لذا تلجأ المختبرات العالمية في بداية كلّ عام إلى عزل سلالة الإنفلونزا المنتشرة في حينه وتضمينها في لقاح يُطرَح في الأسواق في خريف العام نفسه". ويشدّد حمزة على أنّه "ما زلنا في بداية الفيروس، ومن السابق لأوانه الحديث عن علاج أو لقاح قبل بداية عام 2021، أي قبل انتهاء اختباره على الحيوانات والتجارب السريرية على الإنسان"، متابعاً أنّ "ما يقوم به بعض الباحثين اليوم هو اختبارات على أدوية الملاريا المركّبة من كلوروكين وكذلك أدوية الإيدز، لمحاولة تطوير علاج لكورونا، تماماً مثلما كانت الحال بعد انتشار سارس".
أعراض جانبية
في السياق، يقول طبيب الصحة العامة والأمراض الداخلية، ماجد أبو ظهر، لـ"العربي الجديد" إنّ "الدراسات والأبحاث الجارية حالياً في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها لم تتوصّل بعد إلى علاج نهائي لفيروس كورونا الجديد، كذلك لم تقرّ منظمة الصحة العالمية بأيّ لقاح أو دواء، ما يعني أنّ الحلّ حالياً هو فقط بطرق الوقاية والنظافة الشخصية، مع التركيز على دور جهاز المناعة إذ تبيّن أنّ الفيروس يصيب بمعدّل أعلى كبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة". ويشدد على أنّه "من المهمّ التمييز بين البكتيريا والفيروسات، فالأولى أنواعها محدّدة وأدويتها متوفّرة ولكلّ نوع منها مضاد حيوي. أمّا الفيروسات، فلا تنفع معها المضادات الحيوية"، مضيفاً: "ونحن ما زلنا نجهل نوع الفيروس الحالي (كورونا الجديد) الذي يشبه فيروس سارس (هو كذلك من الفيروسات التاجية مثل كورونا الجديد) لجهة انتشاره، مع فارق أنّ سارس قاتل فيما الجديد ما زال أقلّ فتكاً حتى تاريخه".
ويتابع أبو ظهر أنّ "التجارب قائمة من أجل تطوير لقاح لفيروس كورونا الجديد، إلى جانب توظيف أدوية الملاريا في علاج فيروس كورونا الجديد بعدما أثبتت فعاليّة معيّنة لجهة تحقيق نسب شفاء تراوحت بين 20 و30 في المائة بحسب نتائج أولية لبعض الدراسات. لكن ثمّة أعراضاً جانبية لهذه الأدوية تتسبّب في فشل كلوي ومشكلات في الكبد، لا سيّما لدى المسنّين والمصابين بأمراض مزمنة". ويلفت إلى أنّ "ثمّة أشخاصاً يعمدون إلى شراء الأدوية المخصّصة للوقاية من الإنفلونزا الموسمية بنوعَيها ("أ" و "ب") ظناً منهم أنّها تساعد في الوقاية من فيروس كورونا الجديد".
اختبارات على قدم وساق
في تقرير بثّته شبكة "إن بي سي" الأميركية، يوم الإثنين الماضي، أكّدت أنّ لا علاج لفيروس كورونا الجديد حتى تاريخه، بل ثمّة علاج للأعراض، بما في ذلك وصف أدوية علاج الحمّى والسعال المرتبطَين بالعدوى المستجدة. أضافت أنّ ثمّة مصابين قد يتعرّضون لمضاعفات تتطلّب رعاية إضافية، من قبيل توفير أجهزة تنفّس اصطناعية أو تقنيّة الأكسجة الغشائية خارج الجسم لدعم وظائف الجهاز التنفسي/ القلب، غير أنّ أربعة من أصل خمسة مصابين بالفيروس يتعافون من دون الحاجة إلى علاج خاص، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. فيرى الخبراء أنّ لا داعي للذعر، إنّما الاهتمام بالنظافة الشخصية.
وأوضح أطباء متخصّصون في الأمراض المعدية لشبكة "إن بي سي" أنّه من المبكر جداً دراسة هذه العدوى أو ربطها بعوامل خاصة، إذ إنّ ثمّة دوراً أساسياً لصحة كلّ مريض في ما يتعلّق بالإصابة بهذا الفيروس، شأنه شأن الإنفلونزا والأمراض الشائعة الأخرى. وقد رأت الأستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة هارفارد، كاثرين ستيفنسون، أنّ "الوفاة الناجمة عن الفيروس تأتي على خلفية فشل تنفسي ناجم عن التهاب رئوي. وإذا تمكّن مرضى من النجاة من مرض شديد، فهو بسبب قدرتهم على تحمّل الأعراض".
من جهتها، أشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى أنّ البروفسور، روبن شاتوك، طوّر مع فريق عمله في قسم الأمراض المعدية في جامعة "إمبيريال كولدج لندن"، لقاحاً بعد 14 يوماً من الحصول على التسلسل الجيني من الصين. هم اختبروه على الحيوانات منذ العاشر من فبراير/ شباط الماضي، ويأملون الانتقال إلى التجارب السريرية في الصيف المقبل في حال تمكّنوا من تأمين التمويل المطلوب. كذلك أفادت الصحيفة نفسها بأنّ "مجموعة البروفسور سارة غيلبرت في قسم الطب في جامعة أوكسفورد تعمل على لقاح استناداً إلى التقنية نفسها التي كانت قد استخدُمت لإنتاج نموذج تحصين أوّلي خاص بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في عام 2012. أضافت أنّ رئيس المعهد الوطني الأميركي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فوسي، صرّح بأنّ تجارب معهده البشرية سوف تبدأ في خلال ستة أسابيع، ومن المتوقع أن يجهز لقاحاً في فترة تمتد ما بين 12 و18 شهراً.
واستعرضت الصحيفة اختبارات أخرى قيد الدرس، منها في جامعة كوينزلاند في أستراليا حيث تُجرى تجارب خاصة بعقار طوّرته على الحيوانات، في حين أكّد نائب وزير العلوم والتكنولوجيا في الصين، شي نان بينغ، أنّ تجارب اللقاح البشري سوف تبدأ مع نهاية إبريل/ نيسان المقبل.
وفي هذا الوقت، يحاول المعنيون، حسبما أشارت دورية "توراكس" الطبية المتخصصة بأبحاث الأمراض التنفسية، الاستفادة من عقاقير مختلفة كانت قد أُنتجت سابقاً لعلاج نقص المناعة البشرية المكتسبة (إيدز) أو الملاريا، لمعالجة عدوى اليوم، مثلما حدث عند ظهور متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في عامَي 2002 و2003. من جهتها، أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أخيراً بأنّ ثمّة لقاحات أوّلية متوفّرة حالياً في المختبرات والتجارب قائمة على الحيوانات. أمّا التجارب البشرية، فمن المتوقّع بدؤها بحلول الشهر المقبل، مع احتمال أن يكون اللقاح متاحاً في بداية العام المقبل إذا ثبتت فعاليّته.
يقول البروفسور المتخصّص في الأمراض الجرثومية والمعدية، جاك مخباط، لـ"العربي الجديد" إنّ "علاجات تُطوَّر لمواجهة الفيروس الجديد سوف تظهر في غضون أسبوعَين إلى ثلاثة أسابيع بعد الموافقة عليها". ويشير مخباط إلى ضرورة "التمييز بين "العلاج والعلاج الشافي"، شارحاً أنّ "الأوّل يُعَدّ علاجاً للأعراض فقط مثل ارتفاع حرارة الجسم والاجتفاف والسعال وغيرها، في حين أنّ الثاني هو علاج للمرض بحدّ ذاته يسمح بالشفاء منه نهائياً من خلال وقفه والحدّ من بلوغه مراحل متقدّمة". يضيف أنّ "داء السكري وارتفاع ضغط الدم والإيدز هي من الأمراض التي تُعالج من دون التماثل إلى الشفاء، إذ يُلزم المرضى بتناول الدواء بصورة مستمرة". ويرى مخباط أنّ "الصعوبة تكمن في إيجاد اللقاح وليس العلاج، ولا علاقة إطلاقاً لهذا الفيروس بالإيدز حتى لو كان الاثنان مرتبطَين بالحمض النووي الريبي (RNA)"، مشدّداً على أنّ "فيروس كورونا أقرب إلى الإنفلونزا الموسمية وهو لا يستدعي القلق والهلع. المطلوب فقط هو الوقاية والاهتمام بالنظافة الشخصية، فالجهل دون سواه هو الذي يدعو إلى الخوف".
لا علاج أو لقاح قبل 2021
من جهته، يؤكد الدكتور منذر حمزة، رئيس مختبر ميكروبيولوجيا الصحة والبيئة التابع للمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا وكلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، "عدم توفّر علاجات كثيرة في عالم الفيروسات بالمقارنة مع المضادات الحيوية المعتمدة لعلاج البكتيريا التي تمّ الاستثمار في الدراسات والعقاقير المتعلقة بها على نطاق واسع". ويشرح: "نحن في عالم الفيروسات نتعاطى مع كائنات مجهرية تتمتّع بخاصيّات مختلفة تماماً عن البكتيريا وتكون دورتها معقّدة. لذلك لم يتمّ التوصّل حتى اليوم إلى علاج ولم يصدر بعد أيّ بروتوكول معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية أو المؤسّسات العلمية المعروفة بهذا الشأن". يضيف حمزة لـ"العربي الجديد" أنّ "الفيروسات بمعظمها مرتبطة وراثياً بالحمض الريبي النووي (RNA) ونسبة قليلة منها مرتبطة بالحمض الريبي النووي منقوص الأكسجين (DNA)، غير أنّ هذا لا يعني أنّ فيروس كورونا الجديد مشابه لفيروس الإيدز المتغيّر بحدّ ذاته والذي يختلف عن غيره لجهة الاستجابة المناعية".
ويشير حمزة إلى أنّ "المتغيّر في فيروس كورونا هو السلالة، ولا معطيات علمية كاملة حول تغيّره بحدّ ذاته. ومن الضرورة بمكان الانتباه إلى أنّ سلالات فيروس الإنفلونزا الموسمية تتغيّر سنوياً، لذا تلجأ المختبرات العالمية في بداية كلّ عام إلى عزل سلالة الإنفلونزا المنتشرة في حينه وتضمينها في لقاح يُطرَح في الأسواق في خريف العام نفسه". ويشدّد حمزة على أنّه "ما زلنا في بداية الفيروس، ومن السابق لأوانه الحديث عن علاج أو لقاح قبل بداية عام 2021، أي قبل انتهاء اختباره على الحيوانات والتجارب السريرية على الإنسان"، متابعاً أنّ "ما يقوم به بعض الباحثين اليوم هو اختبارات على أدوية الملاريا المركّبة من كلوروكين وكذلك أدوية الإيدز، لمحاولة تطوير علاج لكورونا، تماماً مثلما كانت الحال بعد انتشار سارس".
أعراض جانبية
في السياق، يقول طبيب الصحة العامة والأمراض الداخلية، ماجد أبو ظهر، لـ"العربي الجديد" إنّ "الدراسات والأبحاث الجارية حالياً في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها لم تتوصّل بعد إلى علاج نهائي لفيروس كورونا الجديد، كذلك لم تقرّ منظمة الصحة العالمية بأيّ لقاح أو دواء، ما يعني أنّ الحلّ حالياً هو فقط بطرق الوقاية والنظافة الشخصية، مع التركيز على دور جهاز المناعة إذ تبيّن أنّ الفيروس يصيب بمعدّل أعلى كبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة". ويشدد على أنّه "من المهمّ التمييز بين البكتيريا والفيروسات، فالأولى أنواعها محدّدة وأدويتها متوفّرة ولكلّ نوع منها مضاد حيوي. أمّا الفيروسات، فلا تنفع معها المضادات الحيوية"، مضيفاً: "ونحن ما زلنا نجهل نوع الفيروس الحالي (كورونا الجديد) الذي يشبه فيروس سارس (هو كذلك من الفيروسات التاجية مثل كورونا الجديد) لجهة انتشاره، مع فارق أنّ سارس قاتل فيما الجديد ما زال أقلّ فتكاً حتى تاريخه".
ويتابع أبو ظهر أنّ "التجارب قائمة من أجل تطوير لقاح لفيروس كورونا الجديد، إلى جانب توظيف أدوية الملاريا في علاج فيروس كورونا الجديد بعدما أثبتت فعاليّة معيّنة لجهة تحقيق نسب شفاء تراوحت بين 20 و30 في المائة بحسب نتائج أولية لبعض الدراسات. لكن ثمّة أعراضاً جانبية لهذه الأدوية تتسبّب في فشل كلوي ومشكلات في الكبد، لا سيّما لدى المسنّين والمصابين بأمراض مزمنة". ويلفت إلى أنّ "ثمّة أشخاصاً يعمدون إلى شراء الأدوية المخصّصة للوقاية من الإنفلونزا الموسمية بنوعَيها ("أ" و "ب") ظناً منهم أنّها تساعد في الوقاية من فيروس كورونا الجديد".
اختبارات على قدم وساق
في تقرير بثّته شبكة "إن بي سي" الأميركية، يوم الإثنين الماضي، أكّدت أنّ لا علاج لفيروس كورونا الجديد حتى تاريخه، بل ثمّة علاج للأعراض، بما في ذلك وصف أدوية علاج الحمّى والسعال المرتبطَين بالعدوى المستجدة. أضافت أنّ ثمّة مصابين قد يتعرّضون لمضاعفات تتطلّب رعاية إضافية، من قبيل توفير أجهزة تنفّس اصطناعية أو تقنيّة الأكسجة الغشائية خارج الجسم لدعم وظائف الجهاز التنفسي/ القلب، غير أنّ أربعة من أصل خمسة مصابين بالفيروس يتعافون من دون الحاجة إلى علاج خاص، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. فيرى الخبراء أنّ لا داعي للذعر، إنّما الاهتمام بالنظافة الشخصية.
وأوضح أطباء متخصّصون في الأمراض المعدية لشبكة "إن بي سي" أنّه من المبكر جداً دراسة هذه العدوى أو ربطها بعوامل خاصة، إذ إنّ ثمّة دوراً أساسياً لصحة كلّ مريض في ما يتعلّق بالإصابة بهذا الفيروس، شأنه شأن الإنفلونزا والأمراض الشائعة الأخرى. وقد رأت الأستاذة المساعدة في كلية الطب في جامعة هارفارد، كاثرين ستيفنسون، أنّ "الوفاة الناجمة عن الفيروس تأتي على خلفية فشل تنفسي ناجم عن التهاب رئوي. وإذا تمكّن مرضى من النجاة من مرض شديد، فهو بسبب قدرتهم على تحمّل الأعراض".
من جهتها، أشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى أنّ البروفسور، روبن شاتوك، طوّر مع فريق عمله في قسم الأمراض المعدية في جامعة "إمبيريال كولدج لندن"، لقاحاً بعد 14 يوماً من الحصول على التسلسل الجيني من الصين. هم اختبروه على الحيوانات منذ العاشر من فبراير/ شباط الماضي، ويأملون الانتقال إلى التجارب السريرية في الصيف المقبل في حال تمكّنوا من تأمين التمويل المطلوب. كذلك أفادت الصحيفة نفسها بأنّ "مجموعة البروفسور سارة غيلبرت في قسم الطب في جامعة أوكسفورد تعمل على لقاح استناداً إلى التقنية نفسها التي كانت قد استخدُمت لإنتاج نموذج تحصين أوّلي خاص بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في عام 2012. أضافت أنّ رئيس المعهد الوطني الأميركي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فوسي، صرّح بأنّ تجارب معهده البشرية سوف تبدأ في خلال ستة أسابيع، ومن المتوقع أن يجهز لقاحاً في فترة تمتد ما بين 12 و18 شهراً.
واستعرضت الصحيفة اختبارات أخرى قيد الدرس، منها في جامعة كوينزلاند في أستراليا حيث تُجرى تجارب خاصة بعقار طوّرته على الحيوانات، في حين أكّد نائب وزير العلوم والتكنولوجيا في الصين، شي نان بينغ، أنّ تجارب اللقاح البشري سوف تبدأ مع نهاية إبريل/ نيسان المقبل.