92% من العوائل النازحة شمال سورية عاجزة عن تأمين مواد التدفئة

13 سبتمبر 2022
الحاجة ماسة لتوفير مواد التدفئة لسكان المخيمات (عارف وتد/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدّ فريق "منسقو استجابة سورية"، اليوم الثلاثاء، أنّ 92 بالمائة من العوائل النازحة المقيمة في مخيمات شمال سورية غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء المقبل، ما ينذر بتكرار فصول مأساة يكابدها النازحون، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الأسعار، وشحّ المساعدات الإنسانية.

وتفتقر مخيمات النازحين في منطقة شمال غربي سورية لمشاريع الدعم الخاصة بالتدفئة، مع وجود أكثر من 92 بالمائة من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء المقبل، بحسب بيان الفريق، الذي أوضح أن 78 بالمائة من العوائل في العام الماضي لم تحصل على إمدادات التدفئة في المخيمات على وجه التحديد. 

 

ووفقاً للمصدر نفسه، فقد نجم عن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء الماضي وفاة طفلتين، بالإضافة لثلاثة أطفال وإصابة أربع نساء وخمسة أطفال، نتيجة حرائق اندلعت في المخيمات سببها وسائل التدفئة غير الصالحة. 

وقال البيان إنه "خلال فصل الشتاء الماضي سببت العواصف المطرية والهطولات الثلجية أضراراً ضمن 611 مخيماً أدت إلى تضرر 248,732 مدنياً، كما تسببت بتهدم 3,245 خيمة وتضرر 5,811 خيمة أخرى، وتسعى 61 بالمائة من العائلات في شمال غربي سورية إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية، وخاصةً الغذاء، في محاولة يائسة للحصول على التدفئة لهذا العام".

وفي العام الحالي، تشهد أسعار مواد التدفئة ارتفاعاً كبيراً، وفق الفريق، إذ وصلت نسبة ارتفاع الأسعار إلى 250 بالمائة بالنسبة لمواد التدفئة المختلفة مع وجود 79 بالمائة من العائلات دخلها الشهري لا يتجاوز 50 دولاراً، وسيكون من الصعب جداً عليها توفير وقود التدفئة. 

ودعا الفريق "جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة على البدء بتجهيز مشاريع الشتاء، والعمل على تلافي فجوات التمويل الكبيرة الموجودة حالياً، وذلك لتأمين الدعم اللازم لأكثر من 1.8 مليون مدني في المخيمات، تضرر منهم بشكل مباشر أكثر من 43 بالمائة  خلال العام الماضي نتيجة العوامل الجوية". 

وتعتمد الكثير من العوائل في المخيمات على حملات دعم التدفئة التي تقوم بها منظمات محلية أو دولية، لكنها تكون محدودة للغاية ولا تقدم الكميات الكافية من مواد التدفئة، ففي مخيم أهل التح حصلت العوائل على 4 أكياس من الفحم الحجري، وذلك في فبراير/ شباط الماضي، وهي كميات تكفي لفترة محدودة في فصل الشتاء لا تتجاوز 10 أيام. 

محمد الأحدب المقيم بتجمع مخيمات منطقة كللي، أكد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ الكراتين والأوراق وما تم جمعه خلال فصل الصيف من أعواد وبلاستيك ومواد قابلة للاشتعال هي مواد التدفئة الرئيسية التي ستستخدم في فصل الشتاء لتدفئة العائلة، موضحاً أنه في أفضل الأحوال سيشتري نحو نصف طن من الحطب، بحال تمكن من ذلك خلال الفترة المقبلة.

بدوره أكد الناشط الإعلامي خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أنّ سكان المخيمات في الوقت الحالي متخوفون من شتاء صعب، مع عدم قدرتهم على توفير مواد التدفئة، وقد تلجأ الكثير من العوائل كما في الشتاء الماضي لحرق الإطارات المطاطية وشراء الألبسة البالية لاستخدامها في التدفئة.

وبلغ عدد المخيمات الكلي وفق الفريق 1633 مخيماً، بعدد أفراد وصل إلى نحو مليون و811578، وبلغ عدد المخيمات العشوائية 514 مخيماً، بعدد أفراد 311782.