9 آلاف إصابة سنوياً بالسرطان في البصرة العراقية.. ولا حلول للتلوث البيئي

02 يونيو 2023
تسجيل إصابات تصاعدية بالسرطان بنسبة 10% سنوياً في البصرة (رمزي حيدر/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مسؤولون محليون في محافظة البصرة، أقصى جنوبي العراق، أمس الخميس، تسجيل 9 آلاف إصابة سنوياً بالسرطان نتيجة التلوث البيئي المتفاقم في المحافظة، منتقدين ضعف الإجراءات الحكومية للحد من حجم التلوث، والصحية بمعالجة المصابين.

وكان مركز الأورام السرطانية في البصرة قد حذّر نهاية العام الماضي من تصاعد حالات تسجيل السرطان بين المواطنين في البصرة، مشيراً أن إلى تسجيل إصابات تصاعدية بنسبة تصل إلى 10% سنوياً.

ووفقاً لمدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي، فإن "الإحصاءات التي حصلنا عليها لأعوام 2018 و2019 و2020 قد تجاوزت 9 آلاف إصابة سنويا".

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي العراقي، مساء أمس الخميس، إن "السرطان بات يفجع كل عائلة في البصرة تحت سماء ملوثة تلوثاً مركباً وخطيراً"، مبينا أن "استخراج النفط وإحراق الغاز المصاحب والمياه السامة الملوثة كيميائياً وتلوث التربة وتلوث من مخلفات الحروب، كلها عوامل أثرت على صحة الأهالي".

وأردف بالقول إن "المحافظة ستتعرض لإبادة بطيئة في السنوات الخمس المقبلة إذا لم تعالج الملوثات وتوضع لها حلول"، مشيراً إلى أن "الإجراءات البيئية في المحافظة خجولة جداً ولا ترقى الى مستوى الخطر الذي يلاحق الأهالي".

ودعا المتحدث في السياق ذاته إلى "تشكيل خلية طوارئ حكومية تتابع الملف وتدرس الحلول"، منتقداً "عدم وجود باب في الموازنة المالية للعام الحالي لمعالجة التلوث وتداعياته في المحافظة".

وفي البصرة مركزان لعلاج السرطان، وافتُتح أخيراً مركز ثالث جديد، إلا أن المراكز لا تغطي سوى 20 بالمائة من الإصابات، ما اضطر المصابين إلى البحث عن العلاج في الدول المجاورة، متحملين الأعباء المالية المترتبة على ذلك.

ويبلغ عدد سكان المحافظة المطلة على مياه الخليج العربي، جنوبي العراق، قرابة 3 ملايين نسمة وفقاً لآخر تقديرات صدرت عن وزارة التخطيط العراقية.

من جهته، انتقد عضو نقابة الأطباء في المحافظة علي المياحي إهمال ملف التلوث البيئي في المحافظة وضعف الإجراءات الصحية.

وقال المياحي في حديث لـ"العربي الجديد": "لا توجد أي معالجات حقيقية للتلوث البيئي، ولم نلمس أي تحرك واضح من الحكومتين المركزية والمحلية".

ونبه من أن "الأخطر من ذلك هو الجانب الصحي الضعيف، الذي يحتاج إلى اهتمام كبير وإنشاء مراكز جديدة وتوفير علاجات كافية لمعالجة المرضى".

وأشار إلى أن "المرضى يدفعون ضريبة إهمال ملفي التلوث والصحة من صحتهم ومن أموالهم، وهذا لا يمكن أن يستمر"، داعياً الحكومة المحلية إلى "وضع خطة واضحة لمعالجة الملفين الصحي والبيئي".

واحتلّ العراق، خلال السنوات الأربع الماضية، المرتبة الثانية على مستوى العالم بين أعلى الدول إحراقاً للغاز الطبيعي، وفقاً لتقارير دولية، أكدت خطورته على حياة السكان بسبب الانبعاثات الخطيرة.

بدوره، أشار الناشط البيئي محمد عكرمة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "غالبية الأرقام التي تصدر عن حالات السرطان تخمينية ولا توجد قاعدة بيانات رسمية دقيقة".

وبين أن "سرطانات الثدي والدم والرحم والجلد هي الأعلى في البصرة خاصة والعراق عامة، وهذه الأنواع من السرطانات لها ارتباط مباشر بالبيئة والتلوث".

كما قال إن "مشاهد اكتظاظ المرضى في المستشفيات كافية للتحدث عن خطورة الأوضاع وخطورة استمرار الأوضاع البيئية السيئة في البصرة وعموم مدن العراق".

المساهمون