مسيحيو تركيا.. جراح لا تندمل

18 مارس 2014
+ الخط -

عقد وزير العدل التركي "بكر بوزداغ" لقاءً مع وفد الكنائس البروتستانتية في تركيا لمناقشة تطورات الدعوى الخاصة بالمذبحة التي لقي إثرها ثلاثة بروتستانتيين "ألماني وتركيّان" مصرعهم عام 2007، في هجوم على دار نشر "زيرفى" للنشر التي تطبع الإنجيل بولاية "مالاطيا" شرقي البلاد.

وأعرب الوفد خلال اللقاء -الذي حضرته "سوزان" أرملة الألماني "تيلمان جيكس" الذي قتل في الهجوم- عن مخاوفه واستيائه جراء إطلاق سراح المتهمين في القضية.

وقال المتحدث الإعلامي لاتحاد الكنائس البروتستانتية "سونير طوفان" إن اللقاء الذي جمعهم بوزير العدل كان مثمراً، مشيراً إلى أن "بوزداغ" أعرب لهم عن انزعاجه بصدور قرار الإفراج عن المتهمين بارتكاب هذه المذبحة البشعة.

وأضاف طوفان أن أرملة الألماني "جيكس" تحدثت مع بوزداغ حول المشاكل التي تعاني منها بعد مقتل زوجها، موضحاً أنها قالت إن أسرتها لم تعد تشعر بالأمان في تركيا بعد هذه الواقعة.

وتابع طوفان بقوله: "أطلعنا وزير العدل على مخاوفنا بشأن إطلاق سراح المتهمين في القضية، وأن أهالي الضحايا يشعرون بالقلق إزاء هذه الخطوة غير المتوقعة"، وذكر طوفان أنهم طلبوا عقد لقاء مماثل مع رئيس الجمهورية "عبد الله جول" للتشاور معه حول ملابسات القضية وقرار إخلاء سبيل المتهمين فيها.

يشار إلى أن المتهمين في القضية أطلق سراحهم في الثامن من مارس/ الجاري بعدما أكملوا خمسة أعوام في السجن، وهي الفترة القصوى التي يمكن لمتهم أن يقضيها في السجن كمعتقل.

وكان ثلاثة مسيحيين هم "نيساتي عيدين"، و"واوغور يوكسيل" -وهما مسلمان  تركيان تحولا إلى المسيحية- ومواطن ألماني الجنسية هو تيلمان جيسكي لقوا حتفهم في هجوم على دار "زيرفى" للنشر بولاية "مالاطيا" شرقي البلاد.

ومن بين تعداد سكان تركيا البالغ 70 مليونا تشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود 0.6 - 0.9 بالمئة من الأتراك يدينون بالمسيحية، وكانوا يشكلون حوالي 33 بالمئة من سكان أراضي تركيا الحالية في بداية القرن العشرين، ويعتبر الأرمن الأرثوذكس أكبر الطوائف المسيحية في تركيا.

وذكرت دراسة لمعهد "بيو" الأميركي -المتخصص في دراسات الشعوب- صدرت سنة 2010 أن 6 بالمئة فقط من الاتراك لديهم نظرة ايجابية للمسيحية مقارنة بـ 16 بالمئة سنة 2006.

ووقع عدد من الحوادث في تركيا راح ضحيتها مسيحيون ففي عام 2006 تم قتل القس الكاثوليكي أندريا سانتورو راعي كنيسة كاثوليكية في مدينة طرابزون، على خلفية رسوم كاريكاتورية مسيئة.

ومرت الطوائف المسيحية في تركيا بأزمات عديدة منذ نهايات حكم الدولة العثمانية وبعد إنشاء الجمهورية التركية، فبعد "أحداث الأرمن" التي تسببت في تسارع وتيرة الهجرة من تركيا، وقعت الحكومتان التركية واليونانية سنة 1923 اتفاقية للتبادل السكاني تم بموجبها نقل مليوني شخص "منهم مليون ونصف المليون مسيحي"  كانوا يعيشون في تركيا إلى اليونان، ونقل نصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان إلى تركيا.

 

دلالات
المساهمون