يونيسف: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعانون سوء التغذية بأنواعها

19 اغسطس 2024
طفلة تعاني أحد أنواع سوء التغذية في قطاع غزة، 25 يونيو 2024 (حسن الجدي/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ ما لا يقلّ عن 77 مليون طفل (صفر - 19 عاماً)، أو طفل واحد من بين كلّ ثلاثة أطفال، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون أحد أنواع سوء التغذية الثلاثة، على خلفية أزمات مختلفة. وإذ وصفت العدد بأنّه "صادم"، حذّرت من تفاقم سوء التغذية.

في إطار شرحها مصطلح "سوء التغذية"، توضح منظمة الصحة العالمية أنّه يدلّ على "أوجه القصور أو الزيادات المفرطة أو الاختلالات في مدخول الفرد من الطاقة و/أو المغذيات". وبخصوص أنواع سوء التغذية الثلاثة، فإنّ الأوّل يعني "نقص التغذية الذي يشمل الهزال (انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول) والتقزّم (قصر القامة بالنسبة إلى العمر) ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة إلى العمر)". أمّا النوع الثاني فهو "سوء التغذية المرتبط بالمغذيات الدقيقة الذي يشمل حالات نقص المغذيات الدقيقة (نقص الفيتامينات والمعادن المهمة) أو الزيادة المفرطة في المغذيات الدقيقة". أما في ما يخص النوع الثالث، فهو "زيادة الوزن والسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي (مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري وبعض أنواع السرطان)".

سوء التغذية تحدّ كبير في المنطقة

وأوضحت منظمة يونيسف، في تقريرها الأخير المرتبط باستراتيجية التغذية، أنّ 55 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المؤلّفة من 20 بلداً يعانون زيادة في الوزن أو البدانة، أو "طفل واحد من بين كلّ ثلاثة أطفال"، فيما يعاني 24 مليون طفل آخرين نقصاً في التغذية، بما في ذلك التقزّم والهزال والنحافة. وأضافت المنظمة أنّه على الرغم من التقدّم في الحدّ من انتشار التقزّم في العقدَين الماضيَين، لكن "المشكلة ما زالت قائمة على نطاق واسع، الأمر الذي يؤثّر على 10 ملايين طفل دون سنّ الخامسة في المنطقة".

وأفادت المنظمة بأنّ سوء التغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "يمثّل تحدياً كبيراً، إذ يحدث على خلفية معقّدة من الأزمات المستمرّة وعدم الاستقرار السياسي والصدمات المناخية وارتفاع أسعار المواد الغذائية". وإذ أشارت إلى "ما ينجم عن أزمات مثل الجوع وهزال الأطفال في السودان واليمن، وعن الأعباء المزدوجة المتمثلة في تقزّم الأطفال وزيادة الوزن في مصر أو ليبيا"، بيّنت أنّ "كلّ سياق فريد، ويتطلّب استجابة مخصّصة تركّز على أنواع سوء التغذية فيه بالتحديد وعلى الأسباب الكامنة وراءها".

ثلث الأطفال يحصلون على أطعمة مغذية

في هذا الإطار، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة يونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر إنّ "ثلث الأطفال الصغار فقط يحصلون على الأطعمة المغذية التي يحتاجون إليها للنموّ والتطوّر والازدهار". وأكدت أنّ أرقام عام 2024 المرتبطة بسوء التغذية "صادمة، وتهدّد بأن تصير أكثر سوءاً مع استمرار النزاعات والأزمات والتحديات الأخرى في منطقتنا". وحضّت منظمة يونيسف الحكومات في المنطقة على "إعطاء الأولوية للتغذية في خططها وسياساتها وميزانياتها التنموية الوطنية".

في سياق متصل، كانت وكالات تابعة للأمم المتحدة قد أفادت، في شهر يوليو/ تموز الماضي، بأنّ الصراعات والاضطرابات الاقتصادية والمناخ عرقلت الجهود المبذولة للحدّ من الجوع في عام 2023، الأمر الذي أثّر على نحو 9% من سكان العالم. وقدّرت الوكالات في تقرير أنّ نحو 733 مليون شخص واجهوا الجوع في عام 2023، وهو المستوى الذي ظلّ ثابتاً لمدّة ثلاثة أعوام بعد ارتفاع حاد في أعقاب جائحة كورونا. يُذكر أنّ انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، الذي يجبر الناس على تخطّي وجبات في بعض الأحيان، طاول 2.33 مليار شخص في عام 2023، أي ما يقرب من 29% من سكان العالم.

(فرانس برس، العربي الجديد)