مسلمات سريلانكيات تخلين عن النقاب والحجاب خشية ردود فعل انتقامية

01 مايو 2019
تضم سريلانكا خليطاً من أتباع الديانات (ثاراكا باناياكا/ Getty)
+ الخط -
تخلت سريلانكيات مسلمات عن ارتداء النقاب والحجاب والعباءات الطويلة التقليدية في الأماكن العامة خوفاً من ردود فعل انتقامية بعد الاعتداءات التي نفذها متطرفون خلال عيد القيامة وراح ضحيتها العشرات.

ويخشى السريلانكيون المسلمون من تعرضهم لأعمال انتقامية منذ اعتداءات استهدفت في 21 إبريل/ نيسان الماضي ثلاث كنائس وثلاثة فنادق فاخرة، ما أوقع 253 قتيلاً، وتبناها تنظيم الدولة "داعش".
وأكدت سريلانكيات مسلمات عدة أنهن تخلين عن ارتداء الحجاب واللباس التقليدي للمسلمات، مفضلات عدم الظهور بشكل مميز في الشارع، وحظرت سريلانكا ارتداء أي لباس يخفي الوجه، وقالت الرئاسة السريلانكية "لا يسمح لأي شخص بإخفاء وجهه لتعقيد عملية التعرف إليه".

وقالت أرملة مسلمة لم ترغب في كشف اسمها: "تخليت عن ارتداء العباية والحجاب في الأيام الأخيرة بسبب التعليقات والنظرات التي استهدفتني. سأرتديها مجدداً عندما يهدأ الوضع ويتراجع الهذيان المرضي لدى الناس. لم يتم حظر الحجاب، لكن الناس ينظرون إليّ بارتياب حين يرونني مرتدية حجاباً".

وتقول مارينا رفاعي، وهي طبيبة أطفال مسلمة ومسؤولة جمعية نسائية، إنه "من الأفضل الامتثال للحظر بدلاً من المخاطرة بالتسبب في نزاع ديني. ليس هذا وقت الجدل حول الحقوق. مئتا شخص قتلوا و500 جرحوا. لندع النفوس تهدأ. يجب مناقشة حظر النقاب بهدوء".

واستطردت الطبيبة أن "الحظر ليس له تبرير منطقي، إذ إن أياً من منفذي الاعتداء لم يخف وجهه".

ويمثل المسلمون 9.5 في المائة من سكان سريلانكا متنوعة التركيبة السكانية، والتي تضم 21 مليون نسمة. ويشكل السنهاليون البوذيون غالبية السكان ثم الهندوس والمسلمون والمسيحيون، على الترتيب.
ويرفض رأس الكنيسة الكاثوليكية الكاردينال مالكولم رنجيث اتخاذ موقف من حظر النقاب، لكنه قال: "لا أعرف من يقف وراء هذه الاستراتيجية. لكن قياديي المسلمين أنفسهم يحبذون ذلك".
أما الراهب أوملبي سوبيتا، مسؤول الطائفة البوذية، فإنه مع الحظر. وقال "حتى المجرمون يمكنهم استخدام هذا اللباس لإخفاء هوياتهم، والحظر بالتالي إجراء جيد".

وتمارس غالبية السريلانكيات المسلمات إسلاماً معتدلاً، ولا يخفين وجوههن في الشارع. وقالت جمعية علماء سريلانكا المسلمين: "ندعو أخواتنا إلى الوعي بالوضع الطارئ القائم حالياً في بلادنا".
وفرضت إجراءات أمنية مشددة مع انتشار آلاف الجنود في البلاد منذ اعتداءات عيد القيامة، ويرى مسلمون سريلانكيون أن التركيز على مسألة اللباس ستشكل تحويلاً للانتباه عن المشكلة الرئيسية المتمثلة في الخلل في مستوى الاستخبارات الذي منع إحباط الاعتداءات.

(فرانس برس)
المساهمون