عبر 700 مهاجر القناة الإنكليزية، أمس الاثنين، متّجهين إلى المملكة المتحدة، وهذا العدد هو الأعلى للمهاجرين الذين يعبرون القناة في يوم واحد منذ مطلع العام الجاري، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع البريطانية.
ولفت بيان الوزارة إلى أن مجموعات كبيرة من المهاجرين، تضمّ نساءً ورجالاً وأطفالاً، عبرت القناة وصولاً إلى شاطئ رامسجيت على متن 14 قارباً أمس الاثنين، وكانت الحكومة البريطانية قد صرّحت قبل يومين بأن عدد طالبي اللجوء ممن عبروا القناة في شهر يوليو/تموز كان الأعلى خلال العام الجاري، حيث وصل إلى الشواطئ البريطانية ما يقارب 90 قارباً تحمل 3683 مهاجراً.
وبلغ عدد المهاجرين الواصلين إلى المملكة المتحدة أكثر من 17 ألف شخص خلال 2022، وذلك برغم الإجراءات المشدّدة التي اتّخذتها الحكومة البريطانية لضبط حدودها مع الجانب الفرنسي، وبرغم سياساتها التي وُصفت بالتعسفية تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت قبل شهر حزمة جديدة من القوانين تزيد عقوبة من يدخل إلى المملكة المتحدة بشكل "غير قانوني" إلى أربع سنوات سجن، وإلى سجن مؤبّد لمن يقود قارب العبور، وللمهرّبين. وكانت "خطة رواندا" المثيرة للجدل هي التجلّي الأخير لهذه السياسات، وتعهّدت وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، بالمضي فيها رغم كل الضغوطات والانتقادات التي واجهتها من أطراف محلية، كالمنظمات الحقوقية والمدنية والأمير تشارلز الذي وصفها سرّاً بـ"المروّعة"، وأطراف دولية كالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي أوقفت ترحيل 8 من طالبي اللجوء، أجبرتهم وزارة الداخلية على ركوب الطائرة لترحيلهم إلى كيغالي قبل شهرين.
وفي الوقت الذي لم يحاكِ فيه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تطلّعات الحكومة في قضية الحدّ من تدفّق المهاجرين، تعهّد كل من المرشّحين لمنصب رئيس الوزراء، ليز تراس وريشي سوناك، بالتصدّي للهجرة واستكمال سياسة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
ولمّحت تراس إلى توسيع جغرافيا الخطة لتشمل دولاً أخرى غير رواندا، كتركيا على سبيل المثال، ويأتي هذا التلميح بعد أن سُرّبت وثائق خاصة بالمحكمة العليا الشهر الماضي تفيد بأن بريتي باتيل تلقّت تحذيرات بشأن "شرعية" الخطة، حيث اتّهم المفوض السامي للأمم المتحدة في رواندا الحكومة الرواندية بـ"تجنيد لاجئين للقيام بعمليات مسلحة في البلدان المجاورة لرواندا"، ما دفع باتيل أيضاً للالتفات إلى صفقة جديدة مع فرنسا بملايين الجنيهات الإسترلينية، في محاولة لتقليل أعداد المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنكليزية بحسب ما أفادت تقارير خاصة.