6 سنوات للحصول على الرعاية الصحية في المملكة المتحدة... والمرضى يرفعون الصوت

14 ابريل 2022
الوباء زاد مدة انتظار المرضى (Getty)
+ الخط -

لا تزال تداعيات فيروس كورونا تؤثر بشكل كبير على العاملين في القطاع الصحي، إذ كشفت البيانات الطبية في المملكة المتحدة أن الوباء زاد مدة انتظار المرضى إلى أكثر من ست سنوات للحصول على الرعاية الصحية في المستشفيات البريطانية، وفق تقرير حديث نشرته صحيفة ذي ميرور البريطانية، اليوم الخميس.

وتُظهر البيانات الصادرة عن خدمة الصحة الوطنية (NHS) أن مئات المرضى ينتظرون منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأن أكثر من 24000 مريض ينتظرون  منذ أكثر من عامين لإجراء عمليات جراحية.

وبحسب صحيفة ذي ميرور، فإنّ العدد الحقيقي أعلى من ذلك، خاصة مع رفض 65 صندوق ائتمان تقديم المعلومات حول حالات المرضى.

ووصف الجراحون البارزون الأرقام بأنها صادمة، وحذروا من أن الانتظار فترات طويلة للحصول على رعاية مخططة مسبقا قد يؤدي إلى ضغوط نفسية وجسدية.

من المحتمل أن يشعر العديد من هؤلاء المرضى بالألم أو الانزعاج أثناء انتظارهم لمعرفة متى سيتم فحصهم من قبل أخصائي المستشفى بعد إحالتهم من قبل الطبيب العام.

ويسعى قادة NHS وخبراء الصحة إلى بذل المزيد من الجهود لمساعدة المرضى، لكن جهودهم لا تزال محدودة بسبب الضغط على نظام الرعاية في حالات الطوارئ وحالات كورونا، إضافة إلى ارتفاع معدلات تغيب الموظفين والنقص الحاد في القوى العاملة.

حالات حرجة

وبحسب ما نقلته شبكة بلومبيرغ الأميركية عن إحدى المريضات، فقد أمضت أكثر من أربع سنوات في قائمة الانتظار، إذ تنتظر جو جولدينج، (49 عاماً)، مهندسة مدنية وأم لطفلين من وارويكشاير،  منذ سنوات، إجراء العديد من العمليات الجراحية.

ووفق حديثها، فقد تسبب التأخير في إجراء عملية استبدال مفصل خاص للورك في حدوث ألم ومشاكل كبيرة.

بالنسبة لجو جولدينج، التي عاشت مع التهاب المفاصل الروماتويدي منذ أن كانت في السابعة من عمرها، فإن انتظار الجراحة جعلها تعاني من ألم مزمن و"الاعتماد على المسكنات"...

تظهر الأرقام الرسمية عن خدمة الصحة الوطنية أنّ إجمالي 23778 شخصاً في إنكلترا كانوا ينتظرون أكثر من عامين لبدء العلاج الروتيني بالمستشفى، وحوالي تسعة أضعاف عدد الأشخاص الذين ينتظرون أكثر من عامين، كما أظهرت البيانات أن مريضاً اضطر للانتظار نحو 239 أسبوعا لتلقي الرعاية من قسم الغدد الصماء. فيما انتظر آخر نحو235 أسبوعاً لإجراء جراحة الفم، كما وصلت مدة انتظار مريض يحتاج إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة إلى مدة 206 أسابيع في مستشفيات جامعة ليستر.

مطالب عديدة

دعت منظمة خيرية تُعنى بشؤون مرضى التهاب المفاصل هيئة خدمة الصحة البريطانية إلى نشر البيانات بشكل روتيني.

وطالبت منسقة السياسات العامة في المنظمة تريسي لوفتيس بضرورة مساندة المرضى قائلة: "ينتظر مئات الآلاف من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل العلاج في ظل زيادة الألم وتنقلهم ونوعية حياتهم".

من جهته، حاول المدير الإداري لمؤسسة East Suffolk وNorth Essex NHS Foundation Trust هيئة الخدمات الصحية البريطانية في شرق البلاد، نيل مولوني، التخفيف من تأثير الصدمة، من خلال الإشارة إلى أن فرقه تبذل الكثير من الجهود لمعالجة قوائم الانتظار وعلاج المرضى في المجتمعات التي نخدمها بأسرع ما يمكن وبأمان.

فيما انتقد البروفيسور نيل مورتنسن، رئيس الكلية الملكية للجراحين في إنكلترا، هذا التباطؤ في الحصول على الرعاية الصحية، وقال "إنه لأمر مروع أن الناس ينتظرون سنوات للحصول على العلاج المخطط له في مستشفى NHS.

 

المساهمون