ماراتون الكتاب الإيراني

15 نوفمبر 2014
يشكو بعض الشباب من غلاء أسعار الكتب (سكوت بيترسون/Getty)
+ الخط -

للقراءة والكتاب يوم خاص في إيران، تم تحديده في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني. ومع ذلك فإنّ المسؤولين يحاولون جاهدين دفع المواطنين للقراءة، من أجل "تأسيس مجتمع أكثر وعياً" بحسب أقوالهم.

تترافق الاحتفالية هذا العام، مع تنظيم مسابقات خصوصاً للشباب مرفقة بجوائز. منها ما يتعلق بقراءة أكبر عدد من الكتب في فترة محددة.

بلدية العاصمة طهران، تركز أكثر من سواها من المدن على تشجيع قراءة الكتب. فقد بادرت منذ سنوات عدة إلى تنظيم المهرجانات والمعارض المختلفة، في الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية، في هذا السبيل. كما أطلقت مبادرة جيدة، من خلال وضع كتب في وسائل النقل العام.

ويعود الاهتمام الكبير بتشجيع الشباب بشكل خاص على القراءة، إلى تدني نسبة القراء بشكل كبير في إيران في السنوات الأخيرة. وتشير أرقام المؤسسة الوطنية للشباب إلى أنّ 76 % من الشباب الإيرانيين لا يقرأون من الكتب غير الدراسية أكثر من 30 دقيقة يوميّاً. فيما لا يقرأ 70 % من الشباب إلاّ الكتب العامة، ذات المستوى الثقافي المنخفض.

وكانت إحصائية رسمية سابقة تعود إلى عام 2009، قد أشارت إلى أنّ 15% من الإيرانيين يعانون من الأمية. إلاّ أنّ 98% من الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً و25 قادرون على القراءة والكتابة. وهو ما يعني امتلاك جيل الشباب القدرة على مطالعة الكتب. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه النسبة تختلف بين المدن والقرى وبين محافظة وأخرى. ففي الوقت الذي تبلغ فيه نسبة المتعلمين في المدن الكبرى كالعاصمة طهران 88%، تتدنى في محافظة سيستان وبلوشستان المحاذية للحدود الأفغانية إلى 77%.

وبالنسبة للجنس، فقد ذكرت الإحصائيات نفسها أنّ متوسط المطالعة بين الرجال الإيرانيين لا يزيد على 16 دقيقة يوميّاً. فيما يبلغ بين النساء 14 دقيقة ونصف دقيقة يوميّاً.

ويبدو أنّ الخطوات التي تقوم بها الهيئات الرسمية والمؤسسات، تأتي ببعض النتائج. فقد ازداد في السنوات الأخيرة إقبال الشباب على معارض الكتاب، خصوصاً معرض طهران الدولي الذي يقام سنويّاً.

وكشفت استطلاعات رأي زائري المعرض في نسخته الأخيرة أنّ 81.2% منهم قرأوا كتباً غير دراسية خلال العام الجاري. فيما قرأ ثلثهم أكثر من 6 كتب.

ويشكو بعض الشباب الإيرانيين من غلاء أسعار الكتب. ويعتبرونه سبباً رئيسيّاً في إبعادهم عن جو المطالعة اليومي. في المقابل، يؤكد بعض المعنيين أنّ الحجة باطلة، بدليل توافر كتب إلكترونية على مواقع الجامعات الرسمية، فضلاً عن انتشار المكتبات العامة في المناطق الرئيسية.

من جهتهم، يقول متخصصون، إنّ السبب يعود إلى عدم الترويج لثقافة المطالعة بشكل كبير. بالإضافة إلى وجود وسائل ترفيهية بديلة تزداد مع التقدم التكنولوجي. وهو ما يدفع الجيل الشاب بعيداً عن الكتاب. وفي هذا الإطار، يحمّل البعض المسؤولية للأهل الذين لا يروجون لثقافة الكتاب بين أبنائهم منذ صغرهم.

ولا يجد الخبراء خطوة أهم، لتشجيع القراءة وزيادة عدد القراء، من زيادة النشاطات ذات الصلة، والاهتمام بشكل كبير بمعارض الكتب.

ويقام معرض الكتاب الدولي في طهران، منذ 25 عاماً. وتشارك فيه دور نشر إيرانية وأجنبية. كما نشطت حركة الترجمة في البلاد. وهو ما يلاحظ من خلال ازدياد الكتب العالمية المنشورة باللغة الفارسية. ويرتاد المعرض آلاف الزائرين سنويّاً. ومع ذلك، يجد الخبراء أنّ التحسن في معدل القراءة ونوعية الكتب المختارة طفيف جداً، في بلد يبلغ تعداده 80 مليون نسمة. فالحركة العلمية تتطور بسرعة، لكن مطالعة الكتب غير الدراسية التي تشكل أساساً للقواعد الثقافية الكبرى في المجتمع، ما زالت متأخرة. وهو ما يتوجب التركيز عليه، أكثر بحسب البعض.

البديل الإلكتروني

تشكل الكتب الإلكترونية جزءاً من حلّ مشكلة النفور من القراءة في إيران. وتوفر الكثير من مكتبات الجامعات الوطنية هذا النوع من الكتب، ما يسهل على الطلاب والباحثين مطالعتها. فقد بات 42 % من المثقفين والأساتذة والأكاديميين في إيران يعتمدون هذا النوع من الكتب، بحسب تقرير نشره موقع "جام جم". ومع ذلك، فإنّ النسبة تتدنى إلى 9 % فقط بالنسبة لغيرهم من الفئات.
دلالات