استمع إلى الملخص
- **التحديات والإنجازات**: أكدت الوزارة أن عقد الامتحان في هذه الظروف يُعد إنجازاً كبيراً، مشيدة بجهود المعلمين والمديرين وأولياء الأمور، وأعلنت عن دورة خاصة لطلبة غزة بعد انتهاء العدوان.
- **التحديات الميدانية والتضامن الوطني**: أوضحت الوزارة أن عقد الامتحان واجه ظروفاً استثنائية في جنين وطولكرم ومسافر يطا وجنوب نابلس، مؤكدة أن امتحان الثانوية العامة رمز للوحدة الوطنية والتعليم وسيلة للتحرر.
أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، اليوم الاثنين، نتائج امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" للعام 2024، فيما حرم عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة نحو 39 ألف طالب وطالبة من القطاع من أداء الامتحان، في وقت استشهد نحو عشرة آلاف طالب وطالبة، بينهم 450 من طلاب الثانوية العامة.
وقالت الوزارة في بيان: "كنّا في كل عام نستهل هذا البيان باستعراض عدد من تقدموا لامتحان الثانوية العامة، لكننا هذا العام نبدأ بالحديث عن الذين حُرموا من التقدّم للامتحان من طلاب قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال الغاشم المتواصل، حيث حال الاحتلال دون تقدّم 39 ألف طالب ثانوية عامة من ممارسة حقهم في التعليم، بعدما صادر حقّ عشرة آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة، منهم 450 من طلبة الثانوية".
تابع البيان: "علاوة على استشهاد 400 معلم، ومائة وخمسة من علمائنا من كوادر الجامعات، في ظل وجود 55 معتقلاً من طلبة الثانوية العامة، وترافق ذلك مع تدمير 286 مبنى من أصل 307 أبنية مدرسية، وواحد وثلاثين من المباني التابعة لجامعاتنا في غزة بشكل كامل".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يتمكن 630 ألفاً من طلبة المدارس و88 ألفاً من طلبة الجامعات في غزة من ممارسة حقهم الطبيعي في الدراسة، و"هي أرقام تعكس استهداف البشر والحجر على حد سواء، فسلامٌ لغزة الغالية على قلوبنا جميعاً"، وفق الوزارة، التي وجهت التحية لطلبة غزة ولكل طلبة فلسطين وأهلها، داعية بالرحمة للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى.
وقالت الوزارة: "اليوم، ونحن نعلن نتائج امتحان الثانوية العامة لعام 2024، نعتزّ بهذا الإنجاز في لحظةٍ يمتزج فيها الفرح بالحزن والأسى والحسرة، لكننا نواصل المسيرة بثقة وثبات، وعازمون على إنجاز مشروعنا الوطني، ونعتبر أن عقد الامتحان في هذه الظروف الصعبة هو إنجاز بكل ما للكلمة من معنى، وهو إنجاز يُسجّل لمعلمينا ولمديري مدارسنا، وللمشرفين وللإداريين ولطلبتنا ولأولياء الأمور، ولكوادر سفاراتنا في الخارج ولكل الشركاء الذين واصلوا الليل بالنهار وصولاً إلى هذه اللحظة، والشكر لمؤسستي الرئاسة والحكومة، وللأجهزة الأمنية وتحديداً الشرطة وأيضاً للبلديات والمجالس القروية والمحلية".
تابعت: "اليوم، ونحن نعلن النتائج ندرك أن الفرح حق، لكنه في ظل ما يجري في قطاع غزة يجب أن يكون فرحاً مقنناً وبحدود، فالفرحة منقوصة والألم كبير، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية، أجدّد التزامنا بعقد دورة خاصة لطلبة الثانوية العامة في قطاع غزة حال انتهاء العدوان الغاشم، كما نؤكد أننا عازمون على تنفيذ خطتنا لإنقاذ العام الدراسي حتى نفوّت الفرصة على الاحتلال الساعي إلى طمس مستقبل أجيالنا".
وأكدت الوزارة أن "هذا العام لا نسب عامّة للنجاح، فالأعداد لم تكتمل، مشيراً إلى أن خمسين ألفاً ومائة طالب تقدمّوا للامتحان، منهم 1536 طالباً في 29 دولة خارج الوطن من بينهم 1320 ممن غادروا قطاع غزة، منهم 1090 في جمهورية مصر العربية، وهنا نشكر كل الدول التي تعاونت معنا".
وقالت الوزارة: "لم يكن عقد الامتحان سهلاً كما يتصور البعض، فقد تابعتم كيف اضطررنا لعقد جلسة لاستكمال امتحان اللغة الإنكليزية في مديرية طولكرم، بسبب إعاقة الاحتلال عقد الجلسة في موعدها المقرر، وعلى مدار العام الدراسي عاشت مدارسنا جميعها، وتحديداً في جنين وطولكرم ومسافر يطا وجنوب نابلس، ظروفا استثنائية، ولعلّ مشهد اختلاط دفتر معلم شهيد في جنين بالدماء تعبير عن واقع الحال، كما لا ننسى طلبتنا الشهداء".
وقالت الوزارة: "نعتزّ بأن امتحان الثانوية العامة كان وسيبقى رمزاً من رموز وحدتنا الوطنية، وحاضنةً لنظامنا التعليمي الذي نفاخر به الدنيا، ورسالتنا دوماً أن التعليم وسيلة تحرر وعنوان للوحدة وجسرٌ للعبور نحو المستقبل بثقة وثبات وسيبقى المعلم الفلسطيني نموذجاً، ملهماً، معطاءً، مبادراً". وأعلنت الوزارة عن أسماء الطلبة الأوائل ممّن تمكنوا من التقدم للامتحان هذا العام وعلى مستوى الفروع جميعها.