بعد تسجيل درجات حرارة قياسية في يونيو/ حزيران الماضي، تشهد مناطق عدّة حول العالم موجات حرّ شديد، وهي مسألة لم تعد مجرّد "مصادفة" بحسب ما يفيد مدير معهد "بيار سيمون لابلاس" الفرنسي المتخصّص في بحوث علوم المناخ روبير فوتار.
ويوضح عالم المناخ أنّه على الرغم من عدم وجود ارتباط مناخي ما بين مختلف مناطق العالم، فإنّ تغيّر المناخ يفاقم ظواهر الطقس المتطرّفة في كلّ مكان على الكوكب. ويجيب فوتار على ثلاثة أسئلة أساسية طرحتها عليه وكالة فرانس برس من أجل فهم المستجدّات.
تشهد أجزاء عدّة من العالم درجات حرارة قياسية في الوقت نفسه، فما السبب؟
هي تأتي في معظمها من ظواهر جوية مرتبطة بتغيّر المناخ. بالنسبة إلى جنوب أوروبا مثلاً، فهو يشهد إعصاراً عكسياً قوياً جداً مع رياح ضعيفة، الأمر الذي يجعله ثابتاً ويمنع الاضطرابات. وهذه الضغوط العالية تحبس الهواء الدافئ فترتفع درجات الحرارة، ويتفاقم ذلك من جرّاء الرياح الجنوبية عند الجانب الغربي التي تجلب كتل هواء حارقة من الصحراء.
هل ثمّة علاقة ما بين هذه الظواهر العالمية المختلفة؟
إنّها ليست ظاهرة واحدة بل ظواهر عدّة تحدث في الوقت نفسه. لكنّ عاملاً واحداً يعزّزها كلها: تغيّر المناخ. لذلك فهي في الآن نفسه مصادفة وليست مصادفة. ولهذا السبب نسجّل درجات حرارة قياسية. في الصيف، ليس من المستغرب أن يكون الجوّ حاراً جداً في مناطق معيّنة، لكن إذا كان الجوّ بهذه الحرارة فذلك يعود إلى الاحتباس الحراري الذي يجعل الظواهر المتطرّفة أكثر تواتراً وأشدّ حدة. تلك هي الحال بالنسبة إلى موجات الحرّ، ومن المنطقي تماماً في ظل تغيّر المناخ أن يزيد احتمال حدوثها في آن واحد في أماكن عدّة على الكرة الأرضية.
هل تتوقّع اشتداد الحرارة مع بروز ظاهرة "إل نينيو"؟
ما زال من المبكر تقدير تأثير ظاهرة "إل نينيو" في موجة الحرّ الحالية. ارتفاع حرارة المحيط الهادئ يمكن أن يسهم في ارتفاع درجات الحرارة. لكنّ ظاهرة "إل نينيو" بدأت للتوّ، وهي ما زالت تتطوّر ولن تظهر آثارها الكاملة إلا بعد أشهر. لكن حتى من دونها، يمكننا القول إنّ موجات الحرّ المماثلة لتلك التي نشهدها حالياً سوف تزداد أكثر، سواء من ناحية التواتر أو الشدّة. ونتوقّع أن نواجه مشكلات مع مستويات حرارة سوف تصير خطرة على الكائنات الحية في بعض الأحيان.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.
(فرانس برس)