209 باكستانيين من ضحايا قارب المهاجرين الغارق قبالة اليونان

22 يونيو 2023
باكستانيون ناجون من غرق قارب المهاجرين قبالة اليونان (بايرون سميث/Getty)
+ الخط -

أظهرت بيانات صادرة عن وكالة تحقيقات في باكستان اطّلعت عليها وكالة رويترز، اليوم الخميس، أنّ ما لا يقلّ عن 209 باكستانيين هم من بين ضحايا سقطوا في غرق قارب حمولته زائدة انقلب في أعالي البحار قبالة اليونان.

وذكرت البيانات الصادرة عن وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية أنّ 181 شخصاً من باكستان و28 آخرين من كشمير التي تخضع لإدارة باكستان كانوا على متن القارب الغارق، فيما عمدت السلطات المعنية إلى جمع عيّنات حمض نووي من 201 عائلة لمساعدة اليونان في تحديد هوية المفقودين.

ولم تتّضح حتى الآن المعايير التي استخدمتها الوكالة لتحديد هوية الضحايا، فيما كانت البيانات الرسمية الخاصة بالحادثة قد أشارت إلى وفاة 82 شخصاً ونجاة 104، من بينهم 12 من باكستان. ويُعتقَد أنّ مئات كانوا على متن قارب المهاجرين الغارق.

وفي تقرير أعدّته وكالة فرانس برس، أمس الأربعاء، نقلت كيف خيّم الحزن على قرية باندلي الباكستانية، مع محاولة السكان استيعاب إمكانية أن يكون 24 شاباً من أبناء القرية من بين ضحايا مأساة القارب في اليونان.

والأسبوع الماضي، غرق قارب صيد مكتظّ بمهاجرين سوريين ومصريين وباكستانيين وآخرين من جنسيات مختلفة، قبالة السواحل اليونانية، في واحدة من أكبر حوادث غرق مراكب الهجرة إلى أوروبا.

وأكّدت "فرانس برس" أنّ حداداً يسود في القرية التي يبلغ عدد سكانها 15 ألفاً، فيما راح أقارب مهاجرين يقدّمون عيّنات من الحمض النووي من أجل المساعدة في التعرّف إلى هوية أصحاب الجثث التي انتُشلت على خلفية كارثة الأسبوع الماضي.

وقد قصد معزّون منازل العائلات المعنية في القرية التي تبعد نحو 95 كيلومتراً إلى جنوب شرق إسلام أباد وتقع في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. وقد جلس أهالي المهاجرين في الشوارع، من دون أن يقيموا أيّ صلاة جنازة، إذ هم يتمسّكون بأمل، ولو ضعيفاً.

ولا تملك السلطات في أوروبا فكرة محدّدة عن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن القارب المتهالك، في حين أنّ ثمّة تقديرات تشير إلى أنّ العدد يراوح ما بين 400 وأكثر من 700 شخص، وقد جاء مئات منهم على الأرجح من باكستان.

وكانت وكالة التحقيق الفدرالية في باكستان قد أفادت، أمس الأربعاء، بأنّها جمعت عيّنات حمض نووي من عائلات 108 شباب من بين المفقودين. لكنّ سارفرازخان فيرك، وهو مسؤول في الوكالة في لاهور، قال أمام الصحافيين إنّ عائلات كثيرة رفضت التواصل مع السلطات، آسفاً لأنّ "لدينا قضايا كثيرة والناس لا يتعاونون معنا".

ويسلك عشرات آلاف الباكستانيين طريق الهجرة، سواء بطريقة نظامية أو غير نظامية، هرباً من الوضع السياسي المضطرب ومن اقتصاد على شفير الانهيار. ويسلك الشبّان المتحدّرون بصورة رئيسية من ولايتَي البنجاب (شرق) وخيبر باختونخوا (شمال غرب) طريق الهجرة عبر إيران وليبيا وتركيا واليونان للدخول بصورة غير نظامية إلى أوروبا.

وفي الشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير، حيث تقع قرية باندلي، فإنّ كثيرين هم الشبّان الذين يحاولون الخروج وسلوك طرقات الهجرة هرباً من صعوبة حياتهم.

وفي المنطقة الشرقية سوق سوداء مزدهرة لمهرّبي البشر، وقد أعلنت إسلام أباد اعتقال 16 شخصاً حتى الآن لارتباطهم المزعوم بالمأساة الأخيرة. بالنسبة إلى وحيد وزير الذي فقد أثر شقيقه عمران (32 عاماً)، فإنّ "ما حدث لأخينا لا يجب أن يحدث لأيّ شخص آخر. الاتّجار بالبشر يتصاعد ولن يتوقّف". وشدّد على أنّه "لا يجب الإفراج عن المتّجرين بالبشر الذين اعتُقلوا. يجب معاقبتهم علناً حتى لا يتجرأ أيّ شخص على القيام بأمر مماثل في المستقبل".

في سياق متصل، أفاد خفر السواحل اليوناني، أمس الأربعاء، بأنّ السلطات أوقفت تسعة متّهمين في حادثة الغرق التي تُعَدّ الأسوأ في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، وذلك تمهيداً لمحاكمتهم، فيما تعهّد الاتحاد الأوروبي توفير مزيد من الأموال واتّخاذ مزيد من الخطوات لمواجهة أزمة الهجرة.

وتخضع اليونان لتدقيق متزايد بشأن طريقة تعاملها مع الكارثة التي وقعت بين يومَي 12 و13 يونيو/ حزيران الجاري. وهي ما زالت تنفّذ عملية بحث في البحر، على الرغم من أنّ فرص العثور على مزيد من الناجين تكاد تكون معدومة.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون