تونسيون يحتفون بعودة المساجد والمقاهي بعد فكّ الحجر الصحي

04 يونيو 2020
فتحت المقاهي أبوابها بشكل كامل (العربي الجديد)
+ الخط -
احتفى التونسيون، اليوم الخميس، بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد أكثر من شهرين من الحجر الصحي الشامل ثم الموجّه، بعد أن فتحت المقاهي أبوابها بشكل كامل وسُمح لمرتاديها بالجلوس إلى الطاولات التي زيّنت صورها منصّات التواصل الاجتماعي، واحتلت الأرصفة.

كذلك عبّر التونسيون عن سعادتهم بالعودة إلى الصلاة في المساجد، وفتح بيوت الصلاة أبوابها من جديد، بعد أن أُقفلت بسبب تفشي فيروس كورونا، منذ 22 مارس/ آذار الماضي، ولم يتسنّ لهم أداء الصلوات الخمس أو صلوات الجمعة، منذ ما يزيد عن 8 أسابيع.
ومثّل الرفع الشامل للحجر الصحي، مصدر سعادة للتونسيين الذين شكوا من الضيق بسبب التدابير الوقائية التي فرضتها السلطات الصحية على المواطنين، بسبب فيروس كورونا الذي انحسر بشكل كبير بعد محاصرة سلاسل العدوى، وشفاء أكثر من 968 مصاباً من مجموع 1087 إصابة مؤكدة، تمّ تسجيلها في البلاد منذ 2 مارس/ آذار الماضي.
وللتعبير عن سعادتهم بعودة المساجد والمقاهي إلى سالف نشاطها، نشر التونسيون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً لهم توثّق لحظات اللقاء مع دور العبادة والمقاهي، وصالونات الشاي، رغم أنهم فوجئوا بارتفاع أسعار المشروبات الساخنة.
وفي منطقة "مونبليزير"، أحد أكبر التجمعات الإدارية في العاصمة تونس، قال محمد بن وناس لـ"العربي الجديد" إنّه وصل صباحاً، إلى المقهى القريب من مقرّ عمله قبل موعد الدوام بـ30 دقيقة، للقاء زملائه حول فنجان قهوة صباحي والاستمتاع بالجلوس معهم في المحل الذي تعوّدوا على ارتياده منذ سنوات.

وأكد المتحدث أنّ للقهوة الصباحية مع زملاء العمل، طعماً خاصاً يشحن الموظفين بالطاقة بقية اليوم، وأنّ انقطاع هذه العادة لأكثر من شهرين أثّر في نفسيته.

وكذلك قال غفران حسايني، وهو إمام مسجد، إنّه سعيد جداً بعودة المساجد والمنابر؛ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّه طلب من المصلّين الالتزام بالشروط الصحية التي وضعتها وزارة الشؤون الدينيّة، وأن يكون انضباطهم كاستوائهم في الصلاة صفاً لا اعوجاج فيه، فرسالة الإسلام الحضارية رسالة قوامها الاستقامة والنظام والالتزام.


ورغم تحسّن الوضع الصحي في تونس، وعودة الأنشطة الاقتصادية إلى نسقها العادي، لا تزال وزارة الصحة توصي المواطنين بالالتزام بتدابير الوقاية، خاصة مع عودة المقاهي والمساجد إلى العمل، وبضرورة ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، واستعمال سجّادات الصلاة الخاصة، فضلاً عن استغلال 50 في المائة فقط من طاقة المقاهي، وتواصل منع الشيشة (النرجيلة)، ولعب الورق. 
وقال وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، أمس الأربعاء، إنّ "تونس أصبحت الآن شبه خالية من فيروس كورونا، ووصلت إلى ما يسمى بمرحلة "ذيل الفيروس"، ولا بد من عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى طبيعتها من جديد، بشكل تدريجي".
وأضاف أنّ "نسبة انتقال الفيروس أصبحت ضعيفة جداً حالياً، ولا سيما أنّ بعض الولايات لم تسجّل طيلة أكثر من 40 يوماً أي إصابة جديدة بالفيروس، وهو ما يؤكّد صعوبة عودة موجة ثانية من فيروس كورونا".
وشدّد المكي في المقابل، على أنّ التخوّفات من عودة الفيروس من جديد ما زالت قائمة، خاصة إزاء المصابين الوافدين، الوضع الذي يستوجب المزيد من الدقة، وصياغة خطط وبروتوكولات مع كل الوزارات المعنية للوقاية من هذا المرض، في ظلّ تسجيل بعض الإصابات بين الوافدين خلال الأيام الماضية.




المساهمون