تسود حالة من القلق والتوتر في أوساط طلاب الثانوية العامة في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، بعد اكتشاف إصابة أحد المراقبين بفيروس كورونا الجديد، إذ تمّ اتخاذ إجراءات العزل بحقه، بعد أيام من بدء امتحانات الثانوية في مدن المحافظة، واختلاط المراقب بمدرسة بأكملها طلاباً ومراقبين، ما قد يكون عاملاً كافياً لانتشار الفيروس في مدينة الشيخ زويد بأكملها، بعد أن حافظت على نفسها طيلة الأشهر الماضية، في ظل قلة الحركة منها وإليها.
ويأتي هذا في ظل أن اكتشاف الحالة جاء رغم عشرات التحذيرات التي أطلقت في سيناء من خطورة عقد امتحانات الثانوية في ظل انتشار الفيروس بالمحافظة، وتسجيل حالات إصابة ووفاة، بالتزامن مع ضعف الإمكانات الطبية في المحافظة التي لا تمكنها من مواجهة الجائحة.
وفي التفاصيل، قال مصدر طبي في مستشفى الشيخ زويد المركزي لـ"العربي الجديد" إنه وصل، يوم الخميس، قبل الماضي، أحد المراقبين في لجان الثانوية العامة بلجان مدينة رفح، بحي الكوثر بالشيخ زويد، ولديه كافة أعراض الاشتباه في فيروس كورونا، وتم التعامل معه وفق البرتوكول المعتمد، ومع إجراء الكشوفات اللازمة والمبدئية، أظهرت بشكل شبه مؤكد إيجابية الحالة، التي كانت تعاني من حالة إعياء شديد، دفعنا لتحويل الحالة بسيارة إسعاف إلى قسم العزل بمستشفى العريش العام، وسحب عينة منه وتحويلها إلى محافظة الإسماعيلية وفقاً للآلية المتبعة لدى مديرية الصحة بشمال سيناء، لتكون هذه حالة الاشتباه الأولى لمراقبي امتحانات الثانوية العامة في المحافظة.
وأضاف المصدر الطبي أن العاملين في القطاع الصحي بشمال سيناء وجهوا دعوات ومناشدات للمسؤولين بعدم استقدام مراقبين من خارج المحافظة؛ لوجود احتمال كبير لإصابتهم بالفيروس، إذ إنّ المراقب الذي جرى حجزه من محافظة المنوفية، وبالتالي فإن الشك كان في محله، والطلب كان من الضروري الاستجابة له، وهذا ما لم يحدث، مشيراً إلى أن اكتشاف الحالة يدق ناقوس الخطر من احتمال وجود إصابات أخرى بين المراقبين، ومن شأن ذلك نقل الوباء إلى الطلاب ومنهم إلى عائلاتهم، وهذا يقودنا إلى مشهد سيئ جداً بانتشار الفيروس في المحافظة بشكل كبير، في حين أن المنظومة الطبية في شمال سيناء لا تملك القدرات المادية والبشرية الكافية، وبالتالي فإن أقل الأضرار كان يتمثل في اقتصار المراقبين على سكان المحافظة، من الموظفين الحكوميين، سواء في سلك التعليم أو غيره ممن لديهم الكفاءة للمشاركة في المراقبة على الامتحانات.
وبيّن أن الإجراءات الطبية التي يتم اتخاذها بشكل احترازي على مداخل المدن واللجان، تتمثل في قياس الحرارة والتأكد من عدم وجود أعراض، لا تعتبر كافية لمنع تسلل الفيروس الذي قد لا تظهر أعراضه في أول أيام الإصابة به، وبالتالي فإن الإجراء الصحيح يتمثل في حجر القادمين إلى المحافظة لمدة أسبوعين، وهي الفترة الأقصى لحضانة الفيروس في الجسم، قبل ظهور أعراضه، وبالتالي فإن المحافظة أمام منعطف خطير يستدعي تحركاً من المسؤولين يتثمل في استبعاد كافة المراقبين القادمين من خارج المحافظة، وتقليل عدد الطلاب في الفصول، والتأكد من عدم ظهور أعراض تتعلق بالجهاز التنفسي على أي طالب أو مراقب، قبل فوات الأوان.
وفي وقت لاحق، وبعد انتشار عديد من الروايات حول الواقعة، نشرت الإدارة الصحية بالشيخ زويد بياناً توضيحياً حول ما جرى، قالت فيه إنه "تم اكتشاف حالة المراقب المشتبه فيه أثناء الفحص اليومي للسادة المراقبين بواسطة الفريق الطبي المكلف بمتابعة الحالة الصحية لهم، وتم تطبيق بروتوكول وزارة الصحة، وذلك بعمل الفحوص الطبية المبدئية له بمستشفى الشيخ زويد المركزي، والتي بينت أنه اشتباه كورونا، ثم تم نقله إلى مستشفى العريش العام لحجزه وتم اتخاذ مسحة له، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وتم إبلاغ جميع الجهات المعنية وإبلاغ المحافظ، ثم تم فحص المخالطين له ولم تتبين عليهم أي أعراض وتم إرشادهم بالعزل في استراحاتهم منفصلين، وقام فريق وحدة الملاريا برش وتطهير جميع الاستراحات (مدرسة الصناعة والمدرسة التجريبية) مباشرة الساعة الثالثة عصراً، وذلك بعد اصطحاب المراقب اشتباه الكورونا للمستشفى، علاوة على عملية الرش والتطهير اليومية قبل وبعد الامتحانات".
في المقابل، أفاد أحد العاملين في مديرية التعليم لـ"العربي الجديد" بأن المراقبين المخالطين للحالة المصابة استمروا في العمل بمكانهم ولم يتم عزل أي منهم، وذلك في استراحة مدرسة الصناعة، في حين أن الإدارة الصحية لم تتخذ أي إجراء احترازي بعد اكتشاف الإصابة، ولم يتم أخذ مسحات من المخالطين، كما أنه لم يجرِ تعقيم الاستراحة والمدرسة بعد نقل الإصابة إلى المستشفى، نظراً إلى أنه جرى اكتشاف الحالة بعد انتهاء الدوام الرسمي للجهات المكلفة بالتعقيم في وحدة الملاريا، مشيراً إلى أن عدد الموجودين بالاستراحة زاد خلال الساعات الماضية بعد انضمام عدد من المراقبين من محافظات أخرى، لمتابعة الامتحان العملي لمدرسة الصناعة.
ووفقاً لعبد العزيز عطية حسانين وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء فإن عدد الطلاب الذين يؤدون الامتحانات بلغ 2944 طالباً وطالبة موزعين على 14 لجنة على مستوى المحافظة، من بينها 6 لجان في العريش و5 لجان في بئر العبد و3 لجان في الشيخ زويد تشمل طلاب الشيخ زويد ورفح، فيما أعلن عن تشكيل غرفة عمليات رئيسية في ديوان عام المديرية بالعريش وغرف عمليات أخرى فرعية في إدارات العريش وبئر العبد والشيخ زويد التعليمية، وذلك لمتابعة سير الامتحانات وحل المشكلات الطارئة بالتنسيق مع غرفة عمليات المحافظة.
ويشار إلى أن عداد الإصابات والوفيات بكورونا في شمال سيناء آخذ في التصاعد طيلة الأيام القليلة الماضية، إذ بلغ إجمالي الحالات المصابة والمشتبه فيها 150 حالة، توفي 9 منها، فيما تم عزل 63 حالة في المنازل دون فحوصات.