العراق: حرائق حقول القمح والشعير تتكرر للعام الثاني

06 مايو 2020
حرائق حقول القمح في العراق (فيسبوك)
+ الخط -
يتكرر مشهد احتراق محصولي القمح والشعير في العراق، قبيل بدء موسم الحصاد في عدد من المحافظات، لتفقد مئات الأسر عشرات الهكتارات الزراعية بسبب ظاهرة الحرائق التي تبدو ممنهجة، في حين لا تتخذ الحكومة أي إجراء لتأمين المحاصيل، على الرغم من التهديد الواضح للأمن الغذائي.

وتوقعت وزارة الزراعة، في بيان سابق، أن يتجاوز إنتاج القمح والشعير هذا العام 6 ملايين طن، ما يعني تغطية متطلبات البطاقة التموينية، مؤكدة عدم الحاجة إلى الاستيراد من الخارج. لكن الحرائق التي تجتاح محافظات النجف وصلاح الدين وديالى تهدد هذا الهدف، ويتخوف أهالي المحافظات الأخرى من أن تجتاحها حرائق مماثلة.

وأكدت مصادر محلية أن النيران التهمت حتى الآن، مئات الدونمات من محصول القمح في النجف، ومثلها في مناطق العظيم والمقدادية في محافظة ديالى، وفي بلدة بيجي بمحافظة صلاح الدين، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "الخسائر فادحة، وتقضي على الموسم الزراعي الذي امتاز بأنه وفير المحصول".

وبررت وزارة الزراعة الحرائق التي طاولت حقول النجف، بأنها كانت بفعل "شرارة كهربائية"، بينما لم تعلق على الحرائق في المحافظات الأخرى. وقالت الوزارة في بيان، إن "الحريق في محافظة النجف طاول 260 دونماً من محصول الحنطة، وكان بسبب شرارة ناتجة عن مولد الكهرباء القريب من الحقول"، داعية المزارعين إلى "الاتصال بالجهات ذات العلاقة عند حدوث أي طارئ".

ولجأ المزارعون إلى حراسة حقولهم، إلا أنهم أكدوا عدم قدرتهم على تأمينها، لا سيما المساحات الواسعة التي تحتاج إلى أعداد كبيرة من الحراس، وقال الشيخ جمال العبيدي، من محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إن "المزارعين يقومون بعمليات حراسة يومية لمحاصيلهم، إلا أنهم غير قادرين على مواجهة الهجمات، كما لا يستطيعون تأمين مساحات الحقول كلها، الأمر الذي يتطلب جهدا حكوميا لتأمينها".


وأشار العبيدي إلى أن "الحكومة تتفرج على الحرائق المنظمة، ولم تتخذ أي إجراء، وكأنها تفصل الملف الزراعي عن الأمني، ولا توجد لديها أية خطط حماية، رغم تعرض حقول زراعية خلال موسم الحصاد الماضي، إلى حرائق مماثلة، أتت على آلاف الدونمات".

ويؤكد مسؤولون أن هناك جهات تسعى لإبقاء العراق مستوردا للمحاصيل الزراعية، وهي التي تقف وراء الحرائق، وقال رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان، سلام الشمري، إن "حرق المحاصيل جاء بعد إعلان وزارة الزراعة وصول العراق إلى الاكتفاء الذاتي من المحصولين، وأن البلاد ستبدأ قريبا التصدير".


وأكد الشمري في بيان، أن "أطرافا خارجية تريد منع العراق من التصدير وإبقاءه مستوردا لتحقيق مصالحها، وتنظيم داعش أيضا أداة إجرامية لتنفيذ تلك المخططات الخبيثة".

وينتقد مسؤولون عدم اتخاذ خطوات لتأمين الحقول من الحرائق التي تستهدف الأمن الغذائي، مطالبين بإجراءات عاجلة، ودعا نائب محافظة ديالى، همام التميمي، السلطات الأمنية إلى اعتماد الطائرات المسيرة والكاميرات الأمنية لتأمين الحقول، ومنع المخططات التي تستهدف اقتصاد البلاد.