تعهد قادة العالم بتخصيص نحو خمسة مليارات دولار لأبحاث تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، لكنهم حذروا من أنها مجرد بداية جهود يجب أن تكون مستدامة للتغلب على المرض.
وفي قمة عبر تقنية الفيديو، اليوم الاثنين، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن الهدف الذي تبلغ قيمته 7.5 مليارات يورو (8.2 مليارات دولار)، الذي يتم السعي إليه للمساعدة في العثور على لقاح وعلاجات جديدة واختبارات أفضل للمرض، سيكون مجرد "دفعة أولى" لتمويل الأدوات المطلوبة لمكافحة الفيروس، وأضاف: "للوصول إلى الجميع في كل مكان، نحن على الأرجح نحتاج خمسة أضعاف هذا المبلغ".
وبعد ساعتين من القمة التي استضافها الاتحاد الأوروبي، تم التعهد بأكثر من 5.4 مليارات يورو (4.9 مليارات دولار)، وفقا لإحصاءات المفوضية الأوروبية.
وأفادت حكومات العالم بإصابة حوالي 3.5 ملايين شخص، وسجلت أكثر من 247 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس، حسب إحصائيات جامعة جونز هوبكنز. لكن إخفاء معلومات عن عمد، وانخفاض معدلات الاختبار، والضغط على أنظمة الرعاية الصحية، تعني أن الحجم الحقيقي للوباء أكبر بكثير.
يعود مواطنون في العديد من دول العالم، ولا سيما في أوروبا، إلى العمل بحذر هذا الأسبوع، لكن السلطات لا تزال حذرة من موجة ثانية من العدوى، ويعد الوصول للقاح هو الحل الوحيد الذي سيسمح باستئناف شيء مثل الحياة الطبيعية.
وقالت أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن "الحقيقة أنه سيتعين علينا تعلم التعايش مع الفيروس حتى نطور لقاحا"، وأعلنت عن تعهد بمليار يورو من الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، مضيفة: "هناك حاجة للمزيد. لذا اليوم هو بداية فقط لماراثون التعهد الدولي".
وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن هناك "سباقا مع الوقت"، فيما تبرع بخمسمائة مليون يورو بالنيابة عن فرنسا.
بعيدا عن العديد من القادة الأوروبيين، ينتظر أيضا حديث قادة دول وحكومات أستراليا وكندا واليابان والأردن وجنوب أفريقيا وتركيا، فضلا عن سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي. وغابت عن الاجتماع الولايات المتحدة، حيث مات أكثر من 67 ألف شخص بسبب كورونا، فضلا عن روسيا التي أصيب فيها أكثر من 145 ألف شخص بالفيروس.
ويهدف مؤتمر الجهات المانحة لتطوير لقاح ضد كورونا، إلى جمع حوالي 4 مليارات يورو (4.37 مليارات دولار) لأبحاث اللقاحات، وحوالي 2 مليار يورو للعلاجات، و1.5 مليار يورو (1.64 مليار دولار) للفحوص.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن "السباق لاكتشاف لقاح للتغلب على هذا الفيروس ليس منافسة بين الدول، وإنما هو المسعى المشترك الأكثر إلحاحا في حياتنا".
من بين المساهمات الأكبر، تعهدت اليابان بأكثر من 800 مليون دولار، بينما عرضت ألمانيا 525 مليون يورو، وقالت كل من إيطاليا وإسبانيا، اللتين ربما كانتا الأكثر تضررا من الفيروس في أوروبا، إنهما ستقدمان أكثر من 100 مليون يورو. كما تعهدت هولندا بـ192 مليون يورو.
وحذر أنطوني فاوتشي، كبير خبراء الحكومة الأميركية، من أنه حتى إذا سار كل شيء على ما يرام، فتطوير لقاح في 12 إلى 18 شهرا يعد قياسيا في سرعته، وإذا تم التوصل لأول لقاح فعال، فلن يكون هناك ما يكفي منه للجميع في البداية.
ويقول عدد متزايد من مصنعي اللقاحات إنهم بالفعل بدأوا في تصنيع عشرات الجرعات، وقد يخسرون ملايين الدولارات إذا كانوا قد راهنوا على اللقاح الخطأ، لكنهم أيضا سيكونون قد وفروا شهورا من صنع لقاحات جماعية إذا كان الخيار صائبا.
يقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن التعهدات التي قطعت من أجل أبحاث اللقاحات منذ 30 يناير/ كانون الثاني، وليس اليوم الاثنين فقط، سيتم احتسابها كتبرعات في هذا المؤتمر للوصول لهدفه البالغ 7.5 مليارات يورو.
وفي مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين، تجنب اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين أسئلة حول قرار إدارة ترامب بعدم المشاركة. ولمّح المسؤولان، اللذان لم يصرح لهما بمناقشة المسألة بالاسم، وتحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إلى أن مشاركة الولايات المتحدة ليست ضرورية لأن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مانح في العالم للمبادرات الصحية العالمية، حتى بعد تعليق التمويل لمنظمة الصحة العالمية.
(أسوشييتد برس)