بدأ اليمن، اليوم الخميس، باستقبال أولى دفعات المواطنين العالقين في خارج البلاد. وهؤلاء الذين يبلغ عددهم 20 ألف مواطن، أجبرهم إغلاق المنافذ الجوية على خلفية أزمة كورونا على البقاء في الخارج منذ شهرَين، وقد أشارت مصادر حكومية إلى أنّهم سيُجلون تباعاً.
وقد استقبل مطار سيئون الدولي في محافظة حضرموت، مساء اليوم الخميس، الدفعة الأولى من العالقين في الأردن وعددهم 152، كانوا في رحلات علاجية، فيما ستُنظّم رحلات يومية لإجلاء باقي العالقين في مصر والهند بصورة أساسية، بحسب ما أفادر مصدر حكومي "العربي الجديد". وقال المصدر إنّ "العائدين من الأردن يحملون جميعهم شهادة صحية تثبت خضوعهم لفصح PCR وخلوّهم من فيروس كورونا الجديد، علماً أنّ الفحوص أجريت في مطار الملكة علياء بدعم حكومي".
وعلى الرغم من أنّ العائدين سيحملون شهادات صحية تؤكد خلوهم من المرض، فإنّ ثمّة تخوّفاً كبيراً في الشارع اليمني من تفشّ أكبر لفيروس كورونا الجديد قد يحدث من جرّاء المخالطة في المطارات وعدم إخضاع هؤلاء لحجر صحي إجباري لمدّة أسبوعين كما هو متّبع في باقي الدول التي أجلت مواطنين لها عالقين في الخارج.
وقد اكتفت لجنة الطوارئ الحكومية بالإعلان أنّها ستعمد إلى تقييد بيانات العائدين وإرسالها إلى السلطات المحلية في المناطق التي يقطنون فيها، لمتابعتهم صحياً ومدى التزامهم بالحجر المنزلي الطوعي. لكنّ تلك الإجراءات "غير مجدية"، بحسب ما تقول مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، وذلك "خصوصاً بعد التجربة السابقة التي عاد في خلالها عالقون من السعودية براً، في منتصف شهر رمضان الفائت. فقد رفض معظم العائدين الالتزام بالحجر وهو ما تسبّب في تفشي الإصابات بشكل أكبر".
وقد اكتفت لجنة الطوارئ الحكومية بالإعلان أنّها ستعمد إلى تقييد بيانات العائدين وإرسالها إلى السلطات المحلية في المناطق التي يقطنون فيها، لمتابعتهم صحياً ومدى التزامهم بالحجر المنزلي الطوعي. لكنّ تلك الإجراءات "غير مجدية"، بحسب ما تقول مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، وذلك "خصوصاً بعد التجربة السابقة التي عاد في خلالها عالقون من السعودية براً، في منتصف شهر رمضان الفائت. فقد رفض معظم العائدين الالتزام بالحجر وهو ما تسبّب في تفشي الإصابات بشكل أكبر".
ونظراً إلى تعدّد سلطات الأمر الواقع في المحافظات التي سيصل إليها العالقون في خارج البلاد، أعربت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن أملها في تعاون الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على مطارَي عدن والريان في حضرموت، وتسهيل استيعاب العائدين كملفّ إنساني لا علاقة له بالصراع السياسي.
وبينما تجاهل الحوثيون الدعوة الحكومية، اشترط المجلس الانتقالي الجنوبي التقيّد بالإجراءات الصحية اللازمة لضمان تقليص العدوى وعدم تفشّي المرض على نطاق واسع في اليمن لدرجة يصعب السيطرة عليه، كذلك طالب بإعطائه الوقت الكافي لترتيب عملية استقبال الوافدين وتجهيز فرق طبية متكاملة.
اقــرأ أيضاً
وفي السياق، أوضح المجلس الانتقالي أنّ وصول أشخاص محتملة إصابتهم بالفيروس إلى عدن، لا يشكّل خطورة بما أنّ العدوى موجودة فيها، وسيُسمح لهم بالتالي الدخول إلى محافظاتهم، لكن شريطة توفير فنادق لعزل الواصلين إلى حضرموت إجبارياً لمدّة أسبوعَين، لأن العدوى مُتحكّم فيها هناك. وأشار إلى تسهيل انتقال الوافدين من فنادق حضرموت بعد انقضاء الأسبوعَين، في حال عدم ظهور أيّ إصابة أو اشتباه في إصابة، مطالباً بأن تكون رحلات إعادة العالقين بالتناوب، أي أنّ دفعة تصل إلى مطار سيئون وبعدها بأسبوع تصل دفعة أخرى إلى مطار عدن ثمّ دفعة إلى مطار الريان في المكلا.
واليمنيون العالقون في الخارج عاشوا أسابيع من المعاناة الإنسانية في الدول التي أُجبروا على البقاء فيها طيلة فترة الحظر الجوي، ويخشى الآلاف من الأوضاع المعقّدة داخل الأراضي اليمنية والتي قد تجعلهم يتعرّضون لإجراءات حجر مضاعفة في حال وصولهم.
وفي السياق، أوضح المجلس الانتقالي أنّ وصول أشخاص محتملة إصابتهم بالفيروس إلى عدن، لا يشكّل خطورة بما أنّ العدوى موجودة فيها، وسيُسمح لهم بالتالي الدخول إلى محافظاتهم، لكن شريطة توفير فنادق لعزل الواصلين إلى حضرموت إجبارياً لمدّة أسبوعَين، لأن العدوى مُتحكّم فيها هناك. وأشار إلى تسهيل انتقال الوافدين من فنادق حضرموت بعد انقضاء الأسبوعَين، في حال عدم ظهور أيّ إصابة أو اشتباه في إصابة، مطالباً بأن تكون رحلات إعادة العالقين بالتناوب، أي أنّ دفعة تصل إلى مطار سيئون وبعدها بأسبوع تصل دفعة أخرى إلى مطار عدن ثمّ دفعة إلى مطار الريان في المكلا.
واليمنيون العالقون في الخارج عاشوا أسابيع من المعاناة الإنسانية في الدول التي أُجبروا على البقاء فيها طيلة فترة الحظر الجوي، ويخشى الآلاف من الأوضاع المعقّدة داخل الأراضي اليمنية والتي قد تجعلهم يتعرّضون لإجراءات حجر مضاعفة في حال وصولهم.
يقول شكري يحيى العالق في الهند لـ"العربي الجديد" إنّ "الراغبين في العودة إلى مناطقهم في صنعاء سيتوجّب عليهم قضاء فترة عزل إجباري في مناطق الشرعية في حضرموت، ثمّ عزل آخر لمدّة أسبوعَين عند المنافذ البرية الحدودية الخاضعة لسيطرة الحوثيين". يُذكر أنّ الحوثيين يمنعون دخول أيّ مواطن وافد من مناطق الشرعية، إلا بعد خضوعه لفترة عزل إجباري لمدّة أسبوعَين. ومع بدء تفشي فيروس كورونا في صنعاء، لجأت السلطات الشرعية إلى اتخاذ إجراءات مماثلة ومنع دخول الوافدين إلى عدن وغيرها إلا بعد استيفاء إجراءات العزل.
اقــرأ أيضاً
وأعلن اليمن، مساء اليوم الخميس، عن تسجيل 18 إصابة جديدة ليصل العدد إلى 277 إصابة مؤكدة، من بينها 58 وفاة، فيما بلغت حالات التعافي 12. يأتي ذلك في حين تتحدث منظمات أممية عن عجز لدى السلطات الصحية في اكتشاف الإصابات، مشيرة إلى أنّ الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير، خصوصاً مع عدم جهوزية نصف المرافق الصحية بسبب الحرب. يُذكر أنّ السلطات الصحية عجزت عن إجراء فحوصات لكلّ الحالات المشتبهة إصابتها. وقال مصدر في مصلحة الأحوال المدنية لـ"العربي الجديد"، إنّه "تمّت ملاحظة أكثر من ألف مصاب بأعراض مشابهة لفيروس كورونا الجديد منذ بداية مايو/أيار الجاري، من دون أن يخضعوا لفحوص. كذلك سُجّلت في صنعاء عشرات الوفيات في خلال الأيام الماضية، من دون الإعلان عنها رسمياً".