وفيما تمكنت مجموعات من المصلين من الوصول إلى ساحة الغزالي المتاخمة لباب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى وأحيت ليلة القدر وصلاة التراويح على صوت خطيب المسجد الأقصى، كانت أعداد كبيرة منهم تمنع من دخول البلدة القديمة والوصول إلى أقرب نقطة من الأقصى بفعل العزل التام للمدينة المقدسة واقتصار السماح بدخولها على سكانها فقط، وعلى قاطنيها من المستوطنين اليهود الذين فتحت لهم الحواجز وأبواب البلدة القديمة على مصراعيها.
وبدا الحزن والتأثر كبيرين على المواطنين الذين منعوا من الدخول للبلدة القديمة والوصول إلى المناطق المتاخمة للمسجد، بل إن أحد المواطنين وهو منذر الزغير من سكان سلوان لم يستطع أن يخفي دموعه وهو يتحدث عن عدم استطاعته إحياء ليلة القدر في الأقصى، رغم أنه يقطن بجواره.
وقال لـ "العربي الجديد": لقد نشأت منذ أن كان عمري خمس سنوات على الصلاة في الأقصى وفي كل عام نحيي ليلة القدر فيه، هذا العام بسبب كورونا والاحتلال حرمنا من هذه النعمة".
في حين قالت نفيسة خويص وهي إحدى المرابطات المبعدات عن الأقصى، إن " جنود الاحتلال منعوني من الوصول إلى باب الأسباط على أطراف البلدة القديمة، كما منعوا أعدادا كبيرة من الشبان الذين أدوا الصلاة في الشوارع متباعدين".
وكانت سلطات الاحتلال استبقت إحياء ليلة القدر بإجراءات كان من بينها نشر الآلاف من عناصرها في المدينة المقدسة، ونفذت حملة من الاعتقالات الاستباقية في صفوف النشطاء المقدسيين طاولت عشرة منهم.
وأبدى كثير من المقدسيين استياءهم من قرار الأوقاف الإسلامية في القدس تعليق الدخول للأقصى حتى بعد عيد الفطر، في وقت يخطط فيه المستوطنون لتنظيم سلسلة بشرية ضخمة حول أسوار البلدة القديمة بمناسبة "يوم القدس"، وهي ذكرى ضمها.
فيما حذر مسؤولون في الأوقاف الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدسٍ، من السماح للمستوطنين بتنظيم هذه السلسلة أو تمكينهم من دخول الأقصى واقتحامه غدا الخميس، أو خلال أيام العيد.
وجاء تحذير الشيخ عكرمة، بعد أن توجهت جماعات الهيكل المتطرفة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لاستصدار قرار منها بالسماح لها باقتحام المسجد الأقصى.