تونس تكثف رحلات إجلاء رعاياها العالقين في الخارج

18 مايو 2020
إجلاء العالقين جراء أزمة كورونا (Getty)
+ الخط -
كثّفت السلطات التونسية، في الآونة الأخيرة، من وتيرة رحلات إجلاء رعاياها العالقين في عدد من الدول، بسبب غلق الحدود للوقاية من انتشار وباء كورونا. وساهمت قوات الجيش في عمليات الإجلاء، خصوصاً من العواصم التي تعيش توترا ولا توجد فيها تمثيلية دبلوماسية تونسية.

ووصلت طائرة عسكرية تونسية، أمس الأحد، إلى العاصمة، بعد نجاح عملية إجلاء 45 تونسيا عالقا في عدد من دول شرق آسيا وإندونسيا وماليزيا، بقيادة الدكتور الرائد منير الحقي، المتخصص في الأمراض الجرثومية في المستشفى العسكري بالعاصمة تونس، بعد مهمة دامت أربعة أيام.

وفي شهادة لأحد التونسيين العائدين من ماليزيا في رحلة الإنقاذ التي قادها طاقم الجيش الوطني بواسطة طائرة عسكرية تونسية، قال "عندما يجدّ الجدّ لا نجد إلا جيشنا الوطني في المقدمة" وهذه الطائرة العسكرية المعهودة (مقربة البعيد) كانت من جديد في مهمة إجلاء مسترسلة وشاقة إلى ماليزيا وإندونيسيا والهند...". وأضاف، في تدوينة تناقلتها صفحات على "فيسبوك": "37 ساعة من المشي و37 ساعة من العودة في الطائرة، لم نر سوى الضحكة والفرحة في أعينهم ولم نسمع سوى الكلمة الطيبة".. "لقد غادرنا من ماليزيا واتجهنا نحو إندونيسيا ثم الهند فالسعودية حتى وصلنا إلى تونس، ولا تحس منهم ولو لدقيقة واحدة أنهم أصحاب فضل ومزية.. بل ويقولون لنا نحن في خدمتكم!!".

وخلال اليوم نفسه، نجحت عملية إجلاء 58 تونسيا عالقا في البحرين، وذلك عبر رحلة جوية مباشرة وصلت إلى مطار الحبيب بورقيبة الدولي في محافظة المنستير. في المقابل، تم تمكين 21 شخصا من المقيمين في المملكة من العودة إلى البحرين على متن الرحلة نفسها عند انطلاقها من تونس باتّجاه المنامة، بعد أن علِقوا في الأراضي التونسية إثر غلق المجالات الجوية لعدة دول بسبب جائحة كورونا.

وفي السياق نفسه، تمكنت سفارة تونس في فرنسا من إجلاء 256 مواطنا تونسيا من العالقين عبر رحلة الخطوط التونسية. كما أجلت حوالي 30 مسافرا تونسيا عالقين في أنحاء أخرى من العالم، بالتنسيق مع عدد من البعثات الدبلوماسية التونسيّة في الخارج، مؤكّدة أنّ الجهود متواصلة من أجل تأمين عودة العالقين إلى أرض الوطن، بحسب بلاغ صادر عن وزارة الخارجية التونسية.

وأعلنت سفارة تونس في كندا، ‏أول من أمس، عن إجلاء 215 مسافرا تونسيا من العالقين، مشيرة إلى أن هذه الرحلة تعد الخامسة من نوعها. فيما أعلنت سفارة تونس في مدريد عن رحلة العودة الاستثنائية الثالثة لفائدة التونسيين غير المقيمين والطلبة العالقين في إسبانيا.

وأكد الدكتور سمير عبد المؤمن، عضو اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، لـ"العربي الجديد"، أنّ جميع العائدين من الخارج، سواء العالقين في بؤر الوباء أو في أي بلد أجنبي، تم إخضاعهم للحجر الصحي، مع إجبارية إتمام مدة الحجر كاملة حتى وإن كانت نتيجة التحليل سالبة.

وأضاف عبد المؤمن أنه يتم إيواء العائدين بحسب موقع وصولهم عبر النقاط الحدودية وفي اتجاه أقرب مركز إيواء، على غرار العائدين من ليبيا أو تركيا الذين تم إيواؤهم في بنقردان وجربة.

وشدد عبد المؤمن على ضرورة الالتزام بالتوصيات الصحية، والحذر وعدم المجازفة، بهدف مواصلة جهود التحكم في الوباء والسيطرة عليه.

وكشفت وزارتا النقل والشؤون الخارجية عن تنظيم رحلات إجلاء أخرى، رحلتي إجلاء من جدة والرياض تهم العالقين في المملكة العربية السعودية اليوم 18 مايو/أيار، ورحلتي إجلاء من موسكو يومي 19 و20 مايو، ورحلتين قادمتين من لندن ومالطا يوم 20، ورحلتين قادمتين من لبنان والمملكة الأردنية يوم 21 مايو، وأخرى قادمة من كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، وثالثة من بنكوك والصين خلال اليوم نفسه يقودها الجيش الوطني. كما تمت برمجة رحلات إجلاء من كييف عاصمة أوكرانيا يوم 22 مايو/أيار، ورحلة من كندا ومن واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية خلال اليوم نفسه.

وفي السياق، طالب النائب ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم وعضو لجنة التونسيين في الخارج، بالإسراع في استكمال إجلاء التونسيين العالقين قبل حدوث ما وصفه بالطوفان للمواطنين التونسيين في الخارج، الذين سيتم تسريحهم من وظائفهم.

وقال المذيوب: واجبنا استكمال إجلاء العالقين والمقيمين الراغبين في العودة إلى تونس في الدول الصديقة والشقيقة، مطالبا بعقد مجلس وزاري مخصص لتأمين عودة التونسيين في الخارج صيفا، وبعث خلية أزمة لرصد ونجدة ومتابعة هؤلاء بعد إنهاء العقود وتسريح الآلاف من المغتربين بعد عيد الفطر، مع إعداد حزمة من المزايا والحوافز غير التقليدية لكل العائدين من الخارج الذين ألغيت عقودهم أو انتهت إقاماتهم ويريدون افتتاح مشاريع خاصة أو شراكات خارجية.



وانتقد المذيوب، في تدوينة على "فيسبوك"، أداء الرئيس التونسي قيس سعيد وسياسته الخارجية، قائلا "لقد دمرت قاعدتكم الانتخابية في الخارج... تماما". وأضاف "دعني أصارحكم السيد الرئيس المحترم، إنه وبعد 6 أشهر من أدائكم للقسم أمام مجلس نواب الشعب، نحن التونسيات والتونسيين في الخارج لم نلمس أي تغيير ولو طفيف أو مكسب ولو ضئيل  لجاليتنا، بل تلكأ في إجلائنا مع أول أزمة كورونا وغياب تام للرؤية والسياسات في التعامل مع تحديات ما بعد كورونا".

وشدد النائب "في خضم تفشي وباء كورونا، ومحاصرة ثلاثي المرض والغربة والخوف من المستقبل توجه حكومتكم وفي عزّ المحنة ضربة شديدة وقاسية وغير مسبوقة لعموم الجالية التونسية بالخارج بالترفيع في معاليم اعتماد الوثائق الإدارية واستخراح جوازات السفر بنسبة 300 بالمائة، وهو ما لم يحدث منذ الاستقلال، مما يؤشر لانقطاع تام عن واقع وحياة ومستوى عيش مليون ونصف تونسي بالخارج".