شرعت وزارة الصحّة التونسية في حملة توعوية بشوارع العاصمة لارتداء الكمامات الواقية، مساهمة منها في التّوقّي من الإصابة بفيروس كورونا، بالرغم من تسجيل أرقام إيجابية في مجال مكافحة الوباء.
وقام وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، وعدد من إطارات وأعوان الوزارة بتوزيع كمّية هامّة من الأقنعة الواقية على المواطنين والمارّة "بباب سعدون"، وذلك في نطاق الحملة التّحسيسيّة للحثّ على ارتداء الكمّامات بحسب بلاغ صادر عن الوزارة، ذكر أن الأعوان تطوّعوا لإنجاح هذه المبادرة التّحسيسيّة التّي ستتبعها مبادرات أخرى.
وحرص وزير الصحة على بعث رسالة للتونسيين لمواصلة التوقي والحيطة رغم الأرقام الايجابية التي سجلتها تونس في مسار محاربة الوباء، والتي ترجمها تسجيل صفر إصابات جديدة لليوم الرابع على التوالي.
Facebook Post |
واعتبر أستاذ علم الاجتماع، حسن موري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الحملة التحسيسية تأتي كردة فعل على ما تم تسجيله من اكتظاظ في المحلات التجارية وفضاءات بيع الملابس، واستهتار من قبل التونسيين خلال الحجر الموجه والرفع التدريجي لقيود التنقل والعمل.
وأضاف موري، أن هذه الحملة مهمة ويجب أن تتلوها حملات أخرى للتوعية والتحسيس حتى لا نخسر المعركة، فقد ربحت تونس جولة من الحرب على وباء كورونا، ولكن لم يتم القضاء تماماً على الفيروس في البلاد.
ولفت المتحدث إلى أن التونسيين يتأثرون ويقتدون بالمسؤولين الذين وجب أن يعطوا النموذج والمثال في الالتزام والعمل الميداني بعيداً عن المزايدات والتعليقات.
وحازت الحملة التحسيسية، التي يقودها المكي وفريقه، إعجاب المتابعين الذين اعتبروا في نزول الوزير إلى الميدان رمزية لإقناع التونسيين بمواصلة الحيطة والحذر، في مقابل ذلك قوبلت الحملة بتهكم عدد من نشطاء صفحات التواصل الاجتماعي، الذين اتهموا الوزير بالشعبوية والاستثمار السياسي واستغلال الحملة، رغم نهاية الوباء من أجل تلميع صورته بالركوب على الحدث.
وعلق المحلل والإعلامي معز زيود قائلاً "بعيدًا عن التعليقات المائعة والمتهكّمة أو المبنيّة على ثنائيّة الاصطفاف/الرفض الأيديولوجي، أرى أنّه إن لم يكن من مهام الوزير نظرياً أن يقوم بنفسه بتوزيع الكمّامات في الشوارع، فإنّ عليه بالمنظور السياسي أن يقوم بذلك لإعطاء المثل والتأكيّد على أنّ هناك أهميّة جديّة في الوقاية التي ينبغي أن تُصبح نظام حياة".
وأضاف زيود على حسابه بفيسبوك "من المؤّكد طبعاً أن يقول البعض إنّها مجرّد ممارسات شعبويّة! فليكُن، خصوصاً أنّ التونسيّين يُحبّون من يكون قريباً منهم، لا متعالياً عليهم، وهو ما يُدركه عبد اللطيف المكّي جيّداً. والمهمّ في تقديري أن تترتّب على ذلك نتائج إيجابيّة صحيّاً من شأنها أن تخلق ديناميّة جديدة في التعامل مع الشأن الصحّي في بلادنا. أمّا الأهمّ فيكمن في ما بعد هذه الأزمة، وتحديداً في بدء إصلاح جدّي وعميق للمنظومة الصحيّة العموميّة بعد أن هُمّشت طويلاً وضُربت حتّى العظم من أجل عيون بارونات المصحّات الخاصّة الذين تنصّل معظمهم من مسؤوليّاتهم حينما احتاجت إليهم الدولة وأبناؤها".
Facebook Post |
وفي السياق، قام وزير الصحة ووزير الشباب بتدشين المشروع النموذجي "مستشفى طارئ وحدة كوفيد 19" الذي سيتم تخصيصه بالكامل لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وتم تشييد الوحدة الصحية بقاعة رفع الأثقال في الحي الوطني الرياضي بالمنزه، وجهزت بمواصفات عالية الجودة وتقنيات متطورة لمعالجة المصابين بجائحة كورونا لتبلغ طاقة استيعابها 81 سريراً و4 أسرة إنعاش.
وحذر وزير الصحة في تصريح صحافي من خطورة الاستهانة وعدم مواصلة إجراءات الحيطة والتوقي بتسجيل نتائج إيجابية، وإمكانية وجود موجة ثانية من جائحة كورونا في الخريف والشتاء القادمين، ولذلك سيتم تشييد مستشفيات ميدانية على غرار الوحدة الجديدة بالمنزه.
وبين المكي أن هذه النوعية من المستشفيات يمكن نقلها إلى مكان آخر، في صورة الحاجة لذلك، مشيراً إلى أن الوزارة تقوم بجرد الفضاءات الأخرى في الجهة لدراسة مدى تلاؤمها.