غوتيريس يقدم وصفة لمواجهة تبعات كورونا النفسية

14 مايو 2020
توصيات للحكومات للحد من التبعات النفسية لكورونا(مايكل كابيلر/فرانس برس)
+ الخط -
نبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى أن التبعات النفسية لفيروس كورونا الجديد ستبقى لفترة طويلة حتى بعد أن يترك العالم الفيروس خلف ظهره بالتوصل إلى لقاحات وأدوية، محذرا من أن يستمر الحزن والقلق والاكتئاب في التأثير على الأفراد والمجتمعات.

وحدد غوتيريس في تقرير عن تفشي كورونا وتأثيره السلبي على الصحة النفسية من 17 صفحة، الطرق المختلفة التي يؤثر بها تفشي الفيروس على الصحة النفسية وتداعيات ذلك على مختلف المجتمعات. 

كما رصد الشرائح الأكثر تضررا من تفشيه والتبعات الاقتصادية والاجتماعية لانتشار الفيروس، وتأثير ذلك على الصحة النفسية. 

وقدم التقرير عددا من التوصيات، للحد من التبعات السلبية لتفشي الفيروس على الصحة النفسية للأفراد والعائلات والمجتمعات.

ووجه غوتيريس رسالة بمناسبة نشر التقرير، قال فيها إن "الصحة النفسية هي جوهر إنسانيتنا، تمكننا من عيش حياة مليئة ومُرْضِية والمشاركة بشكل فعال وصحي في مجتمعاتنا. إن فيروس كورونا لا يهاجم أجسادنا وصحتنا البدنية فحسب، بل يزيد من معاناتنا النفسية". 

وأشار إلى أن اضطرابات القلق والاكتئاب تشكل أحد مصادر البؤس في هذا العالم، مبرزا أن دولاً كثيرة أهملت ولعقود الصحة النفسية ولم تستثمر في خدماتها، والآن يأتي فيروس كورونا الجديد ليضيف ضغوطا جديدة إلى معاناة الأفراد والعائلات والمجتمعات.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن الضائقة النفسية منتشرة وبشكل واسع بين الناس بسبب انتشار الفيروس، ولأسباب عديدة، من بينها الآثار الصحية المباشرة، كما تبعات العزلة الجسدية، ناهيك بمخاوف شديدة من العدوى والموت وفقدان أفراد العائلة.

 

أضف إلى كل ذلك، فإن ملايين الناس حول العالم يواجهون اضطرابات اقتصادية نتيجة لفقدانهم أماكن عملهم، ولأنهم معرضون لفقدان دخولهم، يضيف التقرير. 

إلى ذلك، فإن انتشار المعلومات الخاطئة والشائعات حول الفيروس والغموض الذي يحيط المستقبل يزيدان من الضغوط النفسية. 

ورجح التقرير أن تشهد المجتمعات زيادة كبيرة في عدد وحدة التحديات والاضطرابات النفسية التي ستواجه الأفراد والمجتمعات.

وأكد أن أكثر الفئات عرضة للضغوط النفسية والاضطرابات بسبب فيروس كورونا الذين يعملون حاليا في الصفوف الأمامية ويقدمون الخدمات في مجالات مختلفة، بمن فيهم العاملون في المجال الصحي. 

ويدرج التقرير عددا من الفئات المعرضة كذلك بشكل أكبر لضغوطات نفسية، من بينها الكبار في العمر، كما الشباب، وهؤلاء الذين كانوا يعانون قبل انتشار الفيروس من اضطرابات نفسية، وأولئك الذين يعيشون في مناطق الصراعات والأزمات. 

وأوضح التقرير أن التزام البيوت زاد في مواجهة البعض لسوء المعاملة، فضلا عن أن الغياب عن المدارس وعدم معرفة ما سيأتي به المستقبل القريب يزيدان من تلك الضغوطات، خاصة على الشباب، حيث يأتي في فترات حرجة من تطورهم العاطفي والجسدي. 

وأكد أن النساء يتحملن القدر الأكبر من المسؤولية في المنزل، ويتعرضن لضغط إضافي، محذرا من تجاهل تام للاحتياجات النفسية للأشخاص الذين يعيشون تحت ظروف إنسانية هشة، وهؤلاء الذين يعيشون في مناطق الصراعات.

ونصح التقرير الحكومات والمجتمعات باتخاذ عدد من الإجراءات وبشكل عاجل للحد من التأثير النفسي السلبي لانتشار الوباء، أولها تطبيق نهج شامل لتعزيز الصحة النفسية وحمايتها والعناية بها. 

وطالب الحكومات، في هذا السياق، بأن تشمل في خططها لمكافحة الوباء خططا تتعامل مع مكافحة تبعاته النفسية. 

وأعطى التقرير عددا من الأمثلة، من بينها القيام بحملات توعية حول التبعات النفسية وطرق الحماية. كما تقديم الدعم للشباب والأطفال خلال فترة الحجر المنزلي، وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للحد من تفاقم المشاكل التي تواجهها المجتمعات، والتي وتزيد حدتها خلال انتشار الأوبئة، كالعنف المنزلي والفقر الحاد.

ونصح التقرير الحكومات، كذلك، في ردودها على انتشار الفيروس، بأن تتأكد من توفر خدمات الصحة النفسية الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي وعلى نطاق واسع، وأكد ضرورة الاستثمار في تقديم الخدمات النفسية عن بعد، كالاستشارة النفسية الآمنة وذات الجودة العالية، عن طريق الهاتف للعاملين في الخطوط الأمامية، كالعاملين في المجال الصحي، كما لهؤلاء المصابين بالاكتئاب والقلق.  

وقال غوتيريس إن خدمات الصحة النفسية تعد جزءًا أساسيًا من خطط استجابة الحكومات لمكافحة فيروس كورونا، ولكن من الضروري أن يتم توسيعها وتمويلها بشكل كامل. 

ونصح التقرير الحكومات بأن تشمل الصحة النفسية ضمن تغطيتها الشاملة للصحة عموما، على سبيل المثال إدراج الرعاية النفسية والعصبية واضطرابات الإدمان ضمن حزم مزايا الرعاية الصحية وخطط التأمين عموما.

دلالات
المساهمون