وأكدت وزارة المرأة والأسرة وكبار السن، أنها آوت نساء من ضحايا عنف يتسبب فيه الزوج بنسبة 77 بالمائة في مراكز خاصة، فيما تتم يوميا إحالة شكايات لنساء يتعرضن للانتهاك الجسدي والمعنوي إلى مصالح الأمن المختصة للتعهد بهذه القضايا. ووفق بيانات رسمية نشرتها الوزارة على موقعها الرسمي، فإن 1364 امرأة معنفة طلبن الإصغاء إليهن، فيما طالبت 455 امرأة بالإحاطة النفسية و448 بالحماية، وذلك في الفترة بين 23 مارس/آذار و29 إبريل/نيسان الماضيين.
وقالت دجلة القطاري، رئيسة مصلحة مقاومة العنف ضدّ المرأة، إنّ نساءً تونسيات يخضعن حاليا للمتابعة النفسية من قبل أطباء ومختصين وضعتهم وزارة المرأة لتأهيل ضحايا العنف وتخفيف وقع ما يتعرضن له من انتهاك جسدي ومعنوي خلال فترة الحجر الصحي التي زاد فيها العنف الأسري بشكل لافت.
وأفادت القطاري، لـ"العربي الجديد"، بأن الوزارة آوت أكثر من 7 نساء في مركز خاص لحمايتهن من خطر العنف الذي قد يؤدي إلى جرائم في مراحل متقدمة بعدما أبلغن عن وضع صعب يعشنه داخل الفضاء الأسري، مؤكدة أن من بين النساء المعنفات المقيمات في مركز الإيواء امرأة متقدمة في السن. ولاحظت رئيسة مصلحة مكافحة العنف ضد المرأة أن المشاكل المادية التي تعاني منها الأسر بسبب توقف العمل أدت إلى تعاظم الخلافات الزوجية التي تؤدي في مراحل متقدمة منها إلى العنف المادي والمعنوي، مؤكدة أن الأطفال داخل هذه الأسر ليسوا في منأى عن العنف، وفق تعبيرها.
ويتصدّر الإرشاد القانوني والإصغاء مطالب النساء اللاتي يتصلن بخلية التبليغ التي وضعتها وزارة المرأة منذ بداية الحجر الصحي الشامل في البلاد، إذ ارتفع عدد المكالمات الخاصة بطلب الارشاد القانوني إلى 1367 مكالمة من جملة 1706 مكالمات تلقتها مصالح الوزارة خاصة بالعنف ضد المرأة.
وبيّنت الإحصائيات الرسمية للوزارة أن العنف يطاول كل النساء في مستويات اجتماعية وتعليمية مختلفة، ذلك أن 360 امرأة من بين المعنفات حصلن على تحصيل علمي جامعي، و385 منهن درسن في المرحلة الثانوية، فيما لم يتعد مستوى التبليغ لدى من لم يتجاوزن التعليم الابتدائي 14 حالة، وفي المجمل فإن 77 بالمائة من العنف مصدره الزوج. كما تتعلّق حالات العنف المرتفعة بالفئات العمرية التي تراوح بين 20 و49 عاما، غير أنها لم تستثن من تجاوزن الستين عاما بعد تبليغ 69 امرأة عن تعرضهن للعنف. وتلقى مركز الإصغاء والإحاطة، الذي وضعته وزارة المرأة للتبليغ عن العنف ضد النساء منذ بداية الحجر الصحي الشامل على خطوطه المجمعة، 6137 مكالمة.
وتعمل وزارة المرأة والأسرة بالتشارك مع المنظمات المدنية، على دعم مراكز الإصغاء الخاصة بالنساء المعنّفات، سواء كانت حكومية أو تابعة لمنظمات وجمعيات تهتمّ بشؤون المرأة، لا سيّما من تتعرّض منهن إلى عنف ما. وثمّة ستّة مراكز تابعة للوزارة، منها مركز الرعاية الاجتماعية "الأمان" في تونس العاصمة، ومركز "تمكين" ومركز "هنّ"، في حين يسعى الاتحاد الوطني للمرأة إلى استحداث مراكز جديدة تابعة له في مختلف المحافظات التونسية.