ويقول فان تشونغ، أستاذ طب الجهاز التنفسي في جامعة إمبريال كوليدج البريطانية: "من خلال تجربتنا في التعامل مع أوبئة الإنفلونزا، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة، يكونون أسوأ حالة من أولئك الذين لا يعانون من أي مرض".
ووفق ورقة بحثية، نشرها تشونغ في مجلة New England الطبية، فإن "النسبة الأكبر للوفيات في مدينة ووهان الصينية بسبب فيروس كورونا تعود إلى أشخاص يعانون من أمراض مزمنة".
Twitter Post
|
وكانت مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA) قد أشارت إلى أنّ ارتفاع معدل الوفيات بسبب كورونا، سجل لدى أصحاب الأمراض المزمنة. ووفق المجلة، فإن 10.5% من نسبة الوفيات تعود إلى مرضى القلب والأوعية الدموية، و7.3% لمرضى السكري، و6.3% لمرضى الجهاز التنفسي، و6% لمرضى ضغط الدم، و5.6% لمرضى السرطان.
وفي ما يلي، كيفية تأثير فيروس كورونا على الحالات الصحية المزمنة:
السكري
يواجه الأشخاص المصابون بداء السكري خطراً أكبر بحدوث مضاعفات إذا أصيبوا بالفيروس التاجي. وعادة ما يعاني مرضى السكري من ارتفاع مستويات الغلوكوز (كميات السكر في الدم)، ما يجعل مناعتهم أضعف من غيرهم.
ويقول دان هوارث، رئيس الرعاية الصحية في جمعية داء السكري، وهي جمعية تُعنى بمرضى السكري في المملكة المتحدة: "يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في حدوث أعراض ومضاعفات أكثر خطورة لدى مرضى السكري. لذا، فإن كان مريض السكري يعاني من أي عوارض خاصة بكورونا، كالسعال أو ضيق التنفس، فعليه مراقبة نسبة السكر في الدم والعمل على ضبطها، خوفاً من حصول هبوط في السكر".
أمراض القلب
من المرجح أن يكون لدى الشخص المصاب بأمراض القلب نظام مناعي ضعيف. وعند الإصابة بفيروس كورونا، يبدأ الفيروس بالانتشار بشكل سريع إلى الرئتين، ما يتطلب من القلب القيام بجهد أكبر للحصول على الدم، وعادة لا يستطيع مريض القلب بذل هذا الجهد، ما يتسبب في حدوث أزمة قلبية.
الربو
الربو من الأمراض التي تؤدي إلى حدوث التهاب في أنابيب التنفس التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين. وتقول جيسيكا كيربي، رئيسة قسم الاستشارات الصحية في مؤسسة الربو بالمملكة المتحدة: "يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في حدوث مشاكل تنفسية لأي شخص، ولكن بالنسبة إلى 5.4 ملايين شخص في المملكة المتحدة يعانون من الربو، فإن الخطر أكبر". وتضيف "أن انتشار الفيروس في الجهاز التنفسي، يؤدي إلى حدوث أزمة ربو، وربما إلى حدوث وفاة". لذا تنصح كيربي بضرورة استخدام الأدوية الخاصة بالربو بانتظام، كونها تخفف من خطر الإصابة بنوبات الربو.
الانسداد الرئوي المزمن
وهي من الأمراض التي تتسبب بحدوث صعوبات في التنفس نتيجة انتفاخ الرئة، أو تلف الحويصلات الهوائية، أو التهاب الشعب الهوائية. لذا فإن احتمالية إصابة أصحاب هذا المرض بالفيروس التاجي أكبر من غيرهم، نتيجة التلف الحاصل في الرئة، مما يسهل دخول الفيروسات إلى الجسم.
يعتبر مرضى السرطان أكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجي، بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم. يقول الأستاذ تشونغ: "إن عقاقير وعلاجات السرطان المختلفة تضعف الجهاز المناعي، وهذا من شأنه أن يزيد من فرص الإصابة بالفيروس التاجي". ولذا، بحسب تشونغ، فإن إصابة مرضى السرطان بالفيروس التاجي "تكون أشد وأقوى".
وبعيداً عن الأمراض المزمنة، فإنّ نسب الإصابة بفيروس كورونا تزداد عند كبار السن، خاصة من تزيد أعمارهم عن 70 عاماً؛ بسبب ضعف مناعتهم، وفق تشونغ. ووفق تقرير لـ"بيزنس إنسايدر" بعنوان "كيف يؤثر فيروس كورونا على مرضى السكري والسرطان وحالات أخرى"، فإن 8 من 10 حالات وفاة مرتبطة بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة، "كانت لكبار السن".