خبراء تربويون: ينبغي تغيير أساليب التعليم بعد كورونا

20 ابريل 2020
أغلق تفشي كورونا المدارس حول العالم (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -
قال مستشار التعليم في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، فرانسيسكو مارموليغو، إن أساليب التعليم المعتمدة عالميا لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل تفشي جائحة كورونا، مطالبا باغتنام الفرصة التي وفرّتها الأزمة لإعادة التفكير في شكل مستقبل التعليم.

وشارك مارموليغو في مؤتمر دولي عُقد عبر شبكة الإنترنت على مدار يومين، بعنوان "تعطل التعليم وإعادة تصوره"، نظّمه مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، بالشراكة مع ندوة سالزبورغ العالمية.

وأوضح الخبير التربوي في المؤتمر أن "هناك فرصة للاعتراف بأن أنظمة التعليم على مستوى العالم لا تزال تواجه العديد من التحديات، وأبرزها المساواة في الوصول إلى التعليم، وخاصة من قبل الأفراد الذين ينتمون إلى الفئات المهمشة في المجتمعات"، متطرقا إلى "القصور الحاد" في ما يوفره التعليم لهذه الفئة من البشر.
وأشار إلى أن "حجم العمل في مرحلة التعليم العالي مفرط بشكل واضح، لكن في الوقت نفسه، فإن مواءمة مستوى الأنظمة التعليمية تبدو محدودة، فثمة تركيز شديد على المعرفة غير المترابطة"، على حد قوله.

وأوضح مارموليغو أن "العودة إلى الوضع الطبيعي مجددا بعد كورونا تحتاج استعدادا كبيرا، وتحفيزا للأفكار المبتكرة والمجدية، فضلا عن اعتماد مقاربة تشاركية في التخطيط بين أولياء الأمور والمعلمين، واتخاذ قرارات أكثر استنارة مبنية على أدلة".

وشغل فرانسيسكو مارموليغو سابقا منصب منسق التعليم العالي في البنك الدولي، وهو يرى أن "نظام التعليم في قطر استجاب لأزمة كورونا بشكل سريع، إذ جرى تفعيل التعليم عن بُعد، وربّما كانت السرعة في الاستجابة بسبب الجهوزية نتيجة الحصار المفروض على البلاد".

واستطرد الخبير التربوي أن "التركيز في مجال التعليم انصبّ على مهارات التوظيف التي يمتلكها الأفراد، وهذا منع من إدراك أن التعليم يتعلق في نهاية المطاف ببناء الإنسان المتكامل والمسؤول، وإعداد المواطنين العالميين، وليس فقط تأهيلهم للحصول على وظيفة، إذ لا بدّ أن يكونوا على قدر كاف من الالتزام ببناء مجتمعاتهم من منظور مرتبط بما يحدث في العالم".

بدورها، اعتبرت رئيس البرامج التعليمية والمجتمعية في مؤسسة قطر، الجوهرة آل ثاني، أن "المرحلة الحالية تمثل مرحلة الضغط على الزر لإعادة ضبط التعليم حول العالم، وليس لاستسلام أنظمة التعليم".

وأكدت خلال المؤتمر على أن "العالم كله يتحمل مسؤولية الابتكار والتفكير في ما يمكن القيام به بشكل أفضل ومختلف، وعندما يحين الوقت لإعادة فتح المدارس، يجب على المعلمين التفكير في كيفية جعلها مساحةً أكثر ثراء على مستوى التضامن الإنساني، وتصويب الأهداف التي بُنيت عن طريق الصدفة".

وقال الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، ستافروس يانوكا: "ما زلنا في مرحلة مبكرة من أزمة وباء كورونا، ووسط ما يمر به العالم في الوقت الراهن نحن بحاجة إلى تبني أفكار جديدة، فهناك العديد من العوامل الرئيسية التي يمكنها مساعدتنا في خوض هذه المعركة، والانتقال إلى المراحل التالية، وتأتي على رأسها المرونة والقدرة على التكيف".

وأوضح مدير أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، غريغوري مونكادا، أن الأكاديمية أجرت دراسة استقصائية بعد ثلاثة أيام من الانتقال للتعلم عن بعد، نتجت عنها رؤية جديدة حول كيفية تحقيق الاستغلال الأمثل لوقت الطالب. وأضاف: "انتقلنا من مفهوم اتباع الجدول اليومي الذي يركز على كم العمل الذي ينجزه الطلاب، إلى طرق أكثر تفاعلاً وأكثر اهتماماً بصحتهم النفسية، وهو الأمر الذي خفف من الضغط والتوتر الناتج عن ضرورة إنجاز الفروض خلال إطار زمني محدد".

وأضاف: "قمنا بتطبيق طرق تفاعلية في تجربة التعلّم من خلال تحدي طلابنا لإيجاد حلول لمشكلات من الواقع، سواء مشكلات تواجهها دول، أو أنظمة طبية على سبيل المثال، وكلفنا طلابنا بالعمل على حلول من ابتكارهم لتوفير الكمامات في ظل الأزمة الحالية باستخدم آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد. حرصنا على مشاركتهم في إيجاد الحلول بدلاً من تركهم لمشاعر الاضطراب من جراء تلك الظروف غير المتوقعة".

المساهمون