"لا يتذكّر العراقيون الأرياف والقرى البعيدة، إلّا خلال الحروب ورحلات الاستجمام". مقولة قديمة يتداولها العراقيون كونها تعكس الواقع. ويجد كثير من العراقيين في اللجوء إلى الأقارب في الأرياف والمناطق البعيدة في كل أزمة الأمان بالمقارنة بالمدن الكبيرة، وهو ما تكرّر هذه المرة مع انتشار فيروس كورونا الجديد. وهكذا فضل البعض الذهاب إلى الأرياف عند أقاربهم أو استئجار منازل، كونها أكثر أماناً وأقلّ تلوثاً. كما أنّ الاختلاط فيها قليل جداً إن لم يكن معدوماً، فلا متاجر ولا أسواق ولا تجمعات كبيرة.
وتؤكد مصادر محلية في عدد من المدن العراقية لجوء أعداد كبيرة من الأسر العراقية إلى القرى بعد تخلّيها مؤقتاً عن مدنها بسبب انتشار وباء كورونا. واتخذت السلطات العراقية سلسلة قرارات لمنع انتشار الفيروس، منها إغلاق قاعات الاحتفالات والمقاهي والمطاعم، وحظر التجمعات الكبيرة بما فيها التظاهرات، وفرض إجراءات مشددة على السفر بين بعض محافظات البلاد، خصوصاً الجنوبية منها، كالبصرة والنجف وكربلاء، بعد أيام من توقف التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد، والسياحة الدينية، وإغلاق الأماكن المقدسة.
اقــرأ أيضاً
وفرضت السلطات في إقليم كردستان شمال العراق حظراً شاملاً للتجول في أكبر مدينتين، هما أربيل والسليمانية، بالتزامن مع تسجيل المزيد من حالات الإصابة بالفيروس. وأصدرت وزارة الصحة العراقية توجيهات وإجراءات وقائية مشددة للحدّ من انتشار الفيروس، في وقت سيّرت القوى الأمنية في الإقليم دوريات في الشوارع تدعو المواطنين عبر مكبرات الصوت إلى الإسراع في العودة إلى منازلهم.
هذا التوتّر في المدن العراقية دفع مواطنين من أصول ريفية، وآخرين يملكون مزارع وأقرباء في القرى الواقعة بغالبيتها في أطراف المدن، للجوء إليها كونها خالية من الإصابات. في هذا السياق، يقول الباحث العراقي والكاتب، رستم محمود، إنه "خلال الأزمات، تظهر مكامن القوة الحقيقية للأنظمة والمجتمعات، فكما لجأت الدول الصناعية إلى مصانعها لتجاوز أزمة كورونا، والأنظمة الانضباطية إلى تشديد آليات حصار المصابين، فإن أبناء كردستان لجأوا إلى الجبال والقرى". يضيف أنه "لم يبقَ في المدن إلا النازحون والعمال الأجانب وقلة من أبناء المدينة، إضافة إلى عناصر الأجهزة الأمنية والصحية. غادر سكان المدن لأنهم يعتقدون أن الأرياف أكثر أماناً في هذه الظروف، إذ إن الاحتكاك بين الناس أقل بكثير بالمقارنة بالمدن".
من جهته، يقول الناشط شاديار محمد، وهو من مدينة السليمانية، إن "الأهالي في كردستان، وتحديداً في أربيل والسليمانية، التزموا بحظر التجول نظراً لتفشي الفيروس، وتسجيل مئات الحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس. وتوجه كثيرون منهم إلى قرى تقع في أطراف المدن، لقضاء أوقات أقل قلقاً وتوتراً. يضيف لـ "العربي الجديد" أن "مدينة أربيل باتت شبه خالية حتى قُبيل بدء تطبيق حظر التجول وتوقف عمل المؤسسات تفادياً لانتشار جائحة كورونا". وغادر الآلاف من سكان المدينة نحو المناطق الجبلية. أما في السليمانية، فتوجه الكثيرون من الأهالي إلى قرى جبلية، وأخرى قريبة من مدينة حلبجة، التي ظلّت لعقود حصناً للغة والهوية الكرديتَين".
وإلى بغداد، يقول علي الغزاوي إن "بعضاً من أقربائه تمكنوا من الوصول إلى محافظة ديالى بهدف الاستراحة فيها، وتحديداً في قرى تابعة لخان بني سعد، لا سيما وأن الهواء في المناطق الريفية أكثر نظافة، ناهيك بقلّة أعداد السكان واختلاطهم بأهالي المدينة". وتقتصر أعمالهم على الزراعة وتربية المواشي. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه كان في إمكان أقربائهم الذين يسكنون في حي الدورة في بغداد البقاء في المدينة، لكنّهم وجدوا أن حظر التجول وتوقف عمل المؤسسات وتعطيل الدوام الرسمي، فرصة لاستنشاق هواء طبيعي بعيداً عن صخب المدينة. فاستفادوا من الأزمة في الطبيعة".
ويتمتع العراق بوفرة مائية، إلا أن تراجع القطاع الزراعي بعد عام 2003 دفع نسبة كبيرة من سكان الريف إلى التخلي عن الزراعة، الأمر الذي أدى إلى تقلّص المساحات المزروعة بنسبة 10 في المائة، مقارنةً بالفترة التي سبقت الغزو الأميركي للبلاد. لكن عاد القطاع وانتعش بعض الشيء بعدما عمدت عائلات إلى ترك المدن للاستقرار في الريف.
اقــرأ أيضاً
بدوره، يقول حسين النتش، وهو ضابط برتبة ملازم أول من مدينة كربلاء: "الكثير من سكان الأحياء الراقية في المحافظة مثل حي المعلمين وسيف سعد والأسرة وغيرها، توجهوا إلى القرى والأرياف الواقعة على الطريق الرابط بين المدينة وقضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، لا سيما وأن غالبية هذه الأسر لها أقارب في تلك المناطق"، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن "الأرياف تمثل وجهة سياحية للعراقيين منذ سنوات، وخلال الأوبئة والحروب تزداد الحاجة إليها".
وتؤكد مصادر محلية في عدد من المدن العراقية لجوء أعداد كبيرة من الأسر العراقية إلى القرى بعد تخلّيها مؤقتاً عن مدنها بسبب انتشار وباء كورونا. واتخذت السلطات العراقية سلسلة قرارات لمنع انتشار الفيروس، منها إغلاق قاعات الاحتفالات والمقاهي والمطاعم، وحظر التجمعات الكبيرة بما فيها التظاهرات، وفرض إجراءات مشددة على السفر بين بعض محافظات البلاد، خصوصاً الجنوبية منها، كالبصرة والنجف وكربلاء، بعد أيام من توقف التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد، والسياحة الدينية، وإغلاق الأماكن المقدسة.
وفرضت السلطات في إقليم كردستان شمال العراق حظراً شاملاً للتجول في أكبر مدينتين، هما أربيل والسليمانية، بالتزامن مع تسجيل المزيد من حالات الإصابة بالفيروس. وأصدرت وزارة الصحة العراقية توجيهات وإجراءات وقائية مشددة للحدّ من انتشار الفيروس، في وقت سيّرت القوى الأمنية في الإقليم دوريات في الشوارع تدعو المواطنين عبر مكبرات الصوت إلى الإسراع في العودة إلى منازلهم.
هذا التوتّر في المدن العراقية دفع مواطنين من أصول ريفية، وآخرين يملكون مزارع وأقرباء في القرى الواقعة بغالبيتها في أطراف المدن، للجوء إليها كونها خالية من الإصابات. في هذا السياق، يقول الباحث العراقي والكاتب، رستم محمود، إنه "خلال الأزمات، تظهر مكامن القوة الحقيقية للأنظمة والمجتمعات، فكما لجأت الدول الصناعية إلى مصانعها لتجاوز أزمة كورونا، والأنظمة الانضباطية إلى تشديد آليات حصار المصابين، فإن أبناء كردستان لجأوا إلى الجبال والقرى". يضيف أنه "لم يبقَ في المدن إلا النازحون والعمال الأجانب وقلة من أبناء المدينة، إضافة إلى عناصر الأجهزة الأمنية والصحية. غادر سكان المدن لأنهم يعتقدون أن الأرياف أكثر أماناً في هذه الظروف، إذ إن الاحتكاك بين الناس أقل بكثير بالمقارنة بالمدن".
من جهته، يقول الناشط شاديار محمد، وهو من مدينة السليمانية، إن "الأهالي في كردستان، وتحديداً في أربيل والسليمانية، التزموا بحظر التجول نظراً لتفشي الفيروس، وتسجيل مئات الحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس. وتوجه كثيرون منهم إلى قرى تقع في أطراف المدن، لقضاء أوقات أقل قلقاً وتوتراً. يضيف لـ "العربي الجديد" أن "مدينة أربيل باتت شبه خالية حتى قُبيل بدء تطبيق حظر التجول وتوقف عمل المؤسسات تفادياً لانتشار جائحة كورونا". وغادر الآلاف من سكان المدينة نحو المناطق الجبلية. أما في السليمانية، فتوجه الكثيرون من الأهالي إلى قرى جبلية، وأخرى قريبة من مدينة حلبجة، التي ظلّت لعقود حصناً للغة والهوية الكرديتَين".
وإلى بغداد، يقول علي الغزاوي إن "بعضاً من أقربائه تمكنوا من الوصول إلى محافظة ديالى بهدف الاستراحة فيها، وتحديداً في قرى تابعة لخان بني سعد، لا سيما وأن الهواء في المناطق الريفية أكثر نظافة، ناهيك بقلّة أعداد السكان واختلاطهم بأهالي المدينة". وتقتصر أعمالهم على الزراعة وتربية المواشي. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه كان في إمكان أقربائهم الذين يسكنون في حي الدورة في بغداد البقاء في المدينة، لكنّهم وجدوا أن حظر التجول وتوقف عمل المؤسسات وتعطيل الدوام الرسمي، فرصة لاستنشاق هواء طبيعي بعيداً عن صخب المدينة. فاستفادوا من الأزمة في الطبيعة".
ويتمتع العراق بوفرة مائية، إلا أن تراجع القطاع الزراعي بعد عام 2003 دفع نسبة كبيرة من سكان الريف إلى التخلي عن الزراعة، الأمر الذي أدى إلى تقلّص المساحات المزروعة بنسبة 10 في المائة، مقارنةً بالفترة التي سبقت الغزو الأميركي للبلاد. لكن عاد القطاع وانتعش بعض الشيء بعدما عمدت عائلات إلى ترك المدن للاستقرار في الريف.
بدوره، يقول حسين النتش، وهو ضابط برتبة ملازم أول من مدينة كربلاء: "الكثير من سكان الأحياء الراقية في المحافظة مثل حي المعلمين وسيف سعد والأسرة وغيرها، توجهوا إلى القرى والأرياف الواقعة على الطريق الرابط بين المدينة وقضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، لا سيما وأن غالبية هذه الأسر لها أقارب في تلك المناطق"، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن "الأرياف تمثل وجهة سياحية للعراقيين منذ سنوات، وخلال الأوبئة والحروب تزداد الحاجة إليها".