لم تتأثر يوميات غالبية اليمنيين من جراء فيروس كورونا الجديد، بشكل كبير، لكنّ بعض تأثيرٍ ملحوظٍ بدأ يظهر على عادات وتقاليد تأثرت لدى بعض الأسر للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لا سيما بعد تسجيل أول إصابة بالمرض في حضرموت (شرق) كبرى محافظات اليمن.
قبل أكثر من أسبوعين، اتفق أبناء الحاج عبد الواحد الحبابي على وقف لقاءاتهم الأسرية الأسبوعية، للمرة الأولى منذ تزوجوا وكوّنوا أسرهم الخاصة بعيداً عن منزل العائلة. جاءت هذه الخطوة حرصاً على عدم انتقال مرض فيروس كورونا الجديد إلى كبار السن في العائلة بحسب الابن الأكبر عبد الله.
يقول: "نحن أربعة أشقاء، وقد اعتدنا كلّ يوم جمعة على أخذ زوجاتنا وأطفالنا إلى منزل العائلة للغداء والمضافة، وهذه عادة كثير من الأسر هنا في صنعاء". يشير إلى أنّ بيت العائلة القديم يكتظ بالنساء والأطفال كلّ يوم جمعة وقد يشكل ذلك خطراً في حال انتقل المرض إلى صنعاء.
يواصل: "في البداية رفضت والدتي هذا الإجراء، ولم نستطع إقناعها إلا بعد محاولات عدة، فهي لا تتحمل بُعد الأحفاد عنها فترة طويلة. لكن لا بدّ من هذه الخطوة لحماية أبي وأمي كونهما مسنين". يلفت إلى أنّهم يوفرون لهم احتياجاتهم ويتواصلون معهم بشكل مستمر عبر الهاتف وأحياناً عبر الفيديو "إذا كانت سرعة الإنترنت مناسبة". ويؤكد عبد الله أنّ الحياة في صنعاء لم تتغير كثيراً لعدم وجود حالات إصابة بكورونا هناك: "لكنّ هذه الإجراءات قمنا بها لمعرفتنا بخطورة المرض بحسب ما تظهره وسائل الإعلام".
اقــرأ أيضاً
عادات أسرية أخرى بدأت بعض العائلات بالابتعاد عنها لتجنب المرض، مثل تقبيل الأيدي أو الرأس بحسب محمد إبراهيم. يقول: "أقنعت والدتي ووالدي بأن نمنع أفراد الأسرة من تقبيل الجد والجدة في الرأس أو اليد كما جرت العادة. وذلك من باب الحرص، فربما يباغتنا المرض في صنعاء بأيّ لحظة ونحن لا ندري". يشير إلى أنّ أغلب أفراد العائلة يخرجون من المنزل ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي كلّ يوم. يواصل محمد: "بعض أفراد الأسرة يعملون في التجارة، ويحتكون بالناس بشكل مستمر وهم معرضون للمرض أكثر من غيرهم ولهذا قرروا عدم الجلوس معنا كما كانوا في السابق".
وكبقية شعوب العالم، بدأ اليمنيون في المدن الرئيسية يقللون من المصافحة وتقبيل الوجه خوفاً من المرض. وبحسب الشاب حميّر أحمد، فإنّ الناس في مجالسهم باتوا يتفهمون عدم رغبة البعض في المصافحة، لكنّ البعض الآخر لا يتردد في مدّ يده للمصافحة، مقللاً من خطورة ذلك. يقول: "من عادات اليمنيين إذا دخل أحدهم على أناس مجتمعين ولا يريد مصافحتهم، أن يقول: السلام تحية... ما يعني أنّ السلام هو بإلقاء التحية ورفع اليد للأعلى فقط، ولا يحتاج المرء لمصافحة الجميع. وبسبب كورونا أصبحنا نستخدم هذه الجملة كثيراً في اللقاءات والتجمعات".
أما أمير عبد الإله، وهو من أبناء محافظة الجوف، فينفي وجود أي تغيير في طريقة السلام في المحافظة التي ينتمي إليها. يقول: "مناطقنا صحراوية وكثير من السكان فيها بدو، وطريقة السلام عندنا بتقبيل الخشوم (الأنوف)، وهي عادة موجودة في بعض مناطق البيضاء وشبوة ومأرب وحضرموت". يشير إلى أنّ نسبة من توقفوا عن السلام بهذه الطريقة بسبب كورونا قليلة جداً و"غالباً يسكنون في المدن".
تحاول أسرة عبد الاله عدم السلام بالأنف، تحسباً للمخاطر، لكنّهم يواجهون صعوبة في ذلك من جراء العادات والتقاليد التي تعتبر هذا النوع من السلام أمراً أساسياً في اللقاءات. يواصل: "في الآونة الأخيرة، لم نعد نصافح بعضنا بعضاً، نحن أفراد الأسرة المتواجدين في صنعاء، لكن عندما يأتي إلينا ضيوف من الجوف لا نستطيع أن نبتعد عندما يبادرون بالسلام والمصافحة، فهذا عيب".
من جانبه، يعتبر الصحافي فارس يحيى، أنّ المطلوب في الدرجة الأولى تنفيذ نشاطات عدة للتوعية بخطورة فيروس كورونا الجديد، وتعريف جميع المواطنين على الوسائل التي ينتقل من خلالها الفيروس، وسبل الوقاية منه، لا سيما بعد ظهور إصابة أولى بفيروس كورونا الجديد في حضرموت (شرق). يتابع يحيى أنّ كثيرين ما زالوا يجهلون أغلب تفاصيل المرض ومدى انتشاره وخطورته، وبالتالي، ما زالوا يمارسون حياتهم العادية بما يمكن أن يسهم في انتشاره.
يتابع يحيى، أنّ السلطة المحلية في محافظة مأرب (شمال شرق) مثلاً، أقرت مجموعة من التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، وشرعت في تنفيذ بعضها على الأرض، بالرغم من ظروف الحرب "لكنّ ما يخص تعليق العمل في الحدائق وصالات الأعراس والمسابح والمقاهي الكبيرة وإجراءات السلامة في المولات والمراكز التجارية لم يجرِ تنفيذ بعضه حتى الآن".
اقــرأ أيضاً
يضيف أنّ المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني أمام مسؤولية كبرى في هذه المرحلة: "يجب أن تطلق مبادرات توعية وحملات تطوع من شأنها المساعدة في تنفيذ التعليمات ورفع مستوى الوعي بخطورة الوباء وطرق انتقاله وأساليب الوقاية منه والحدّ من تفشيه والتعامل بجدّية لمواجهته". وحيال الاستخفاف من جانب كثير من السكان بإجراءات الوقاية، يوضح يحيى أنّ المرحلة تحتاج إلى تشكيل "فرق تطوعية مساعدة للأجهزة الأمنية، تجوب شوارع وأحياء المدينة والتجمعات السكنية لمراقبة تنفيذ التعليمات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا الجديد".
قبل أكثر من أسبوعين، اتفق أبناء الحاج عبد الواحد الحبابي على وقف لقاءاتهم الأسرية الأسبوعية، للمرة الأولى منذ تزوجوا وكوّنوا أسرهم الخاصة بعيداً عن منزل العائلة. جاءت هذه الخطوة حرصاً على عدم انتقال مرض فيروس كورونا الجديد إلى كبار السن في العائلة بحسب الابن الأكبر عبد الله.
يقول: "نحن أربعة أشقاء، وقد اعتدنا كلّ يوم جمعة على أخذ زوجاتنا وأطفالنا إلى منزل العائلة للغداء والمضافة، وهذه عادة كثير من الأسر هنا في صنعاء". يشير إلى أنّ بيت العائلة القديم يكتظ بالنساء والأطفال كلّ يوم جمعة وقد يشكل ذلك خطراً في حال انتقل المرض إلى صنعاء.
يواصل: "في البداية رفضت والدتي هذا الإجراء، ولم نستطع إقناعها إلا بعد محاولات عدة، فهي لا تتحمل بُعد الأحفاد عنها فترة طويلة. لكن لا بدّ من هذه الخطوة لحماية أبي وأمي كونهما مسنين". يلفت إلى أنّهم يوفرون لهم احتياجاتهم ويتواصلون معهم بشكل مستمر عبر الهاتف وأحياناً عبر الفيديو "إذا كانت سرعة الإنترنت مناسبة". ويؤكد عبد الله أنّ الحياة في صنعاء لم تتغير كثيراً لعدم وجود حالات إصابة بكورونا هناك: "لكنّ هذه الإجراءات قمنا بها لمعرفتنا بخطورة المرض بحسب ما تظهره وسائل الإعلام".
عادات أسرية أخرى بدأت بعض العائلات بالابتعاد عنها لتجنب المرض، مثل تقبيل الأيدي أو الرأس بحسب محمد إبراهيم. يقول: "أقنعت والدتي ووالدي بأن نمنع أفراد الأسرة من تقبيل الجد والجدة في الرأس أو اليد كما جرت العادة. وذلك من باب الحرص، فربما يباغتنا المرض في صنعاء بأيّ لحظة ونحن لا ندري". يشير إلى أنّ أغلب أفراد العائلة يخرجون من المنزل ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي كلّ يوم. يواصل محمد: "بعض أفراد الأسرة يعملون في التجارة، ويحتكون بالناس بشكل مستمر وهم معرضون للمرض أكثر من غيرهم ولهذا قرروا عدم الجلوس معنا كما كانوا في السابق".
وكبقية شعوب العالم، بدأ اليمنيون في المدن الرئيسية يقللون من المصافحة وتقبيل الوجه خوفاً من المرض. وبحسب الشاب حميّر أحمد، فإنّ الناس في مجالسهم باتوا يتفهمون عدم رغبة البعض في المصافحة، لكنّ البعض الآخر لا يتردد في مدّ يده للمصافحة، مقللاً من خطورة ذلك. يقول: "من عادات اليمنيين إذا دخل أحدهم على أناس مجتمعين ولا يريد مصافحتهم، أن يقول: السلام تحية... ما يعني أنّ السلام هو بإلقاء التحية ورفع اليد للأعلى فقط، ولا يحتاج المرء لمصافحة الجميع. وبسبب كورونا أصبحنا نستخدم هذه الجملة كثيراً في اللقاءات والتجمعات".
أما أمير عبد الإله، وهو من أبناء محافظة الجوف، فينفي وجود أي تغيير في طريقة السلام في المحافظة التي ينتمي إليها. يقول: "مناطقنا صحراوية وكثير من السكان فيها بدو، وطريقة السلام عندنا بتقبيل الخشوم (الأنوف)، وهي عادة موجودة في بعض مناطق البيضاء وشبوة ومأرب وحضرموت". يشير إلى أنّ نسبة من توقفوا عن السلام بهذه الطريقة بسبب كورونا قليلة جداً و"غالباً يسكنون في المدن".
تحاول أسرة عبد الاله عدم السلام بالأنف، تحسباً للمخاطر، لكنّهم يواجهون صعوبة في ذلك من جراء العادات والتقاليد التي تعتبر هذا النوع من السلام أمراً أساسياً في اللقاءات. يواصل: "في الآونة الأخيرة، لم نعد نصافح بعضنا بعضاً، نحن أفراد الأسرة المتواجدين في صنعاء، لكن عندما يأتي إلينا ضيوف من الجوف لا نستطيع أن نبتعد عندما يبادرون بالسلام والمصافحة، فهذا عيب".
من جانبه، يعتبر الصحافي فارس يحيى، أنّ المطلوب في الدرجة الأولى تنفيذ نشاطات عدة للتوعية بخطورة فيروس كورونا الجديد، وتعريف جميع المواطنين على الوسائل التي ينتقل من خلالها الفيروس، وسبل الوقاية منه، لا سيما بعد ظهور إصابة أولى بفيروس كورونا الجديد في حضرموت (شرق). يتابع يحيى أنّ كثيرين ما زالوا يجهلون أغلب تفاصيل المرض ومدى انتشاره وخطورته، وبالتالي، ما زالوا يمارسون حياتهم العادية بما يمكن أن يسهم في انتشاره.
يتابع يحيى، أنّ السلطة المحلية في محافظة مأرب (شمال شرق) مثلاً، أقرت مجموعة من التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، وشرعت في تنفيذ بعضها على الأرض، بالرغم من ظروف الحرب "لكنّ ما يخص تعليق العمل في الحدائق وصالات الأعراس والمسابح والمقاهي الكبيرة وإجراءات السلامة في المولات والمراكز التجارية لم يجرِ تنفيذ بعضه حتى الآن".
يضيف أنّ المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني أمام مسؤولية كبرى في هذه المرحلة: "يجب أن تطلق مبادرات توعية وحملات تطوع من شأنها المساعدة في تنفيذ التعليمات ورفع مستوى الوعي بخطورة الوباء وطرق انتقاله وأساليب الوقاية منه والحدّ من تفشيه والتعامل بجدّية لمواجهته". وحيال الاستخفاف من جانب كثير من السكان بإجراءات الوقاية، يوضح يحيى أنّ المرحلة تحتاج إلى تشكيل "فرق تطوعية مساعدة للأجهزة الأمنية، تجوب شوارع وأحياء المدينة والتجمعات السكنية لمراقبة تنفيذ التعليمات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا الجديد".