رام الله تقلّص الحركة بعد 15 إصابة كورونا جديدة

01 ابريل 2020
تقليص مدة الحركة (Getty)
+ الخط -
قرّرت مُحافِظة رام الله والبيرة، ليلى غنام، اليوم الأربعاء، تقليص مدّة الحركة في المحافظة وسط الضفة الغربية، بعد تسجيل 15 إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد لعمال فلسطينيين يعملون في القدس المحتلة.

ووفق تعميم صادر عن غنام، أصبحت مدّة الحركة المسموح بها من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، أي بتقليص خمس ساعات عن الإجراءات الحكومية التي اتخذت سابقاً، على أن يُسمح فقط للصيدليات بفتح أبوابها بعد الخامسة مساءً. يأتي هذا القرار الجديد بعد تسجيل 15 إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد في الضفة الغربية، 6 منها في محافظة رام الله، و9 إصابات في ضواحي القدس القريبة من رام الله لعمال فلسطينيين يعملون في مصنع للدجاج في المنطقة الصناعية "عطيروت" بالقدس المحتلة.

وسبق لغنام أن أصدرت تعميماً الليلة الماضية، بمنع تداول الشائعات ضمن ما تُطلَق عليه كذبة إبريل أو نيسان، أو أي صيغة أخرى، وقالت: "ونحن على بعد ساعات من الأول من نيسان وما يرافقه من مزاح وتعليقات بمسمى (كذبة نيسان)، فإن أي شكوى أو تعليق بشأن فيروس كورونا سيتم التعامل معه بأعلى درجات الضبط وفقاً للقانون"، مؤكدة أنه "لن يُسمَح بأي تلاعب بعواطف المواطنين، خصوصاً في هذه الظروف الدقيقة".

وأعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، خلال الإيجاز الصحافي الصباحي، ارتفاع عدد الإصابات في فلسطين إلى 134 إصابة، بعد تسجيل الإصابات الخمس عشرة صباحاً، إضافة إلى مصابتين ستينيتين في غزة أُعلنَت إصابتهما ليلاً.

وزارة الصحة الفلسطينية، خلال تقريرها اليومي، أوضحت أن 12 من الإصابات في قطاع غزة، فيما باقي الإصابات في الضفة، لتسجل ضواحي القدس 48 إصابة، ولتحوي أكبر عدد إصابات بين المحافظات، تليها بيت لحم (أولى المدن التي وصل إليها كورونا في فلسطين) بـ46 إصابة ثم رام الله بـ19 إصابة. وأشارت وزارة الصحة إلى وجود 14 إصابة لمن هم فوق سن الـ60 عاماً، و18 إصابة لمن هم دون الـ20 عاماً، وسجلت 18 حالة شفاء، وحالة وفاة واحدة منذ بداية أزمة كورونا.

وقال ملحم خلال الإيجاز الصحافي الصباحي المتعلق بتطورات كورونا في فلسطين: "إن تسجيل عدد إصابات وفقاً لمتوالية لم تكن معهودة سابقاً، يشكل نذير خطر"، مطالباً بمضاعفة التزام القيود والتدابير الاحترازية، ودعا الفلسطينيين إلى البقاء في بيوتهم.

وحول الإصابات لعمال في مصنع للدواجن في منطقة صناعية إسرائيلية في القدس المحتلة، لفت ملحم إلى أن 25 من العمال نُقلوا مباشرة من المصنع إلى مراكز الفحص بعد الاشتباه في إصابتهم، فيما كان 25 آخرون قد وصلوا إلى قراهم، لتتابع الطواقم الطبية مخالطين لسبعة من هؤلاء المصابين.

وكرر ملحم مطالبة العمال بالتزام التعليمات، حيث كانت السلطة الفلسطينية قد دعتهم إلى العودة إلى منازلهم والتزام الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، مؤكداً أن مبادرات التكافل الاجتماعي في القرى والمناطق الفلسطينية سيكون لها الدور في سدّ عوز العمال وعائلاتهم.

وعن قرب عيد الفصح اليهودي، قال ملحم: "هناك سيناريو متوقع بعودة عدد كبير من العمال. ندرك أنهم الثغرة الرخوة في جدار الوقاية الوطنية، وستتخذ كل أجهزة الدولة الإجراءات لتسهيل عودتهم واستقبالهم بما يحدّ من انتشار الوباء".

وأعلن ملحم وصول دواء من الأردن، من شركة دار الحكمة. وفي إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد" بشأن اعتماد الصحة الفلسطينية لذلك الدواء المتوقع أن يساعد في الشفاء من مرض كورونا، في ظل عدم اعتماده من العديد من الدول، قال: "ليس هو الدواء الوحيد الذي يمكن استخدامه، لكن في إطار المحاولات التي تخفف القلق وتساهم في رفع منسوب الطمأنينة الوطنية تأتي هذه الدفعة، ومن شأنها تخفيف الأوجاع ضمن مجموعة أخرى من الأدوية". وأعلن ملحم شفاء وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق أنور أبو عيشة من فيروس كورونا الجديد، إذ أصيب به في باريس، وبقي هناك ليعلَن أخيراً شفاؤه.

وعقب الإعلان عن 15 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهي لعمّال في أحد مصانع مستوطنة "عطروت" المقامة على أراضٍ في شمال القدس، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تصريح له: "إن الثغرة الحقيقية في معركة الفلسطينيين ضد تفشي فيروس كورونا هي الاحتلال ومستوطناته وحواجزه وكل إجراءاته التي تحاول إفشال جهودنا لحماية أبناء شعبنا ووقف تفشي الوباء"، رافضاً الحديث عن ضم طبي إسرائيلي للضفة الغربية.

وأضاف اشتية: "نرى في استمرار السماح للعمّال بالتوجه إلى أماكن عملهم محاولة لحماية الاقتصاد الإسرائيلي على حساب أرواح العمّال، لكن اقتصاد إسرائيل ليس أغلى من أرواح أبنائنا". وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني: "منذ اليوم الأول عملنا بمهنية عالية وبإجراءات سريعة لوقف التفشي، إذ نجحنا أولاً بالسيطرة بشكل كامل على تفشي المرض في بيت لحم، كذلك نجحنا بالسيطرة على إمكانيات تفشيه عبر القادمين من السفر من خلال التنسيق الوثيق مع الأردن ومصر وإغلاق الجسور وفحص القادمين وحجرهم، وهذا ما جعلنا نحافظ على وتيرة إصابات منخفضة".

واستنكر اشتية الحديث الإسرائيلي عن ضمّ طبي إسرائيلي للضفة الغربية، قائلاً: "لا نقبل وصاية إسرائيلية على إجراءاتنا، والمطلوب من إسرائيل أن تتركنا وشأننا".

بدورها، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في تصريح لها، إرسال 1500 مسحة خاصة بفحوصات فيروس كورونا الجديد إلى مراكز الوزارة في قطاع غزة. وأضافت الكيلة، أن هذه الكمية جزء من المسحات التي قدمها جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، وأن منظمة الصحة العالمية ستوصلها إلى قطاع غزة.

المساهمون