ووفق تقارير ألمانية عدة، قال اليمينيون إنهم قرروا العمل مع اليونانيين لتأمين الحدود الأوروبية ضد تدفق المهاجرين الذين يريدون الدخول بطريقة غير شرعية إلى دول الاتحاد الأوروبي. وأبرزت صحيفة "تاغس شبيغل" أن نشطاء من جمعية "ذا إيدنتيتيز" اليمينية، ومنتمين إلى أحزاب يمينية متطرفة مثل مارتن سيلنر، الرئيس المشارك لحركة "الهوية النمساوية"، كانوا بين نحو 30 شخصاً وصلوا السبت، من فرنسا إلى ليسبوس، وينتظر وصول مئات آخرين.
ولم يقتصر اليمينيون المتطرفون على مهاجمة اللاجئين، وإصابة بعضهم بأضرار جسدية، وإنما عمدوا أيضاً إلى التعرض للعاملين بالمنظمات الإغاثية والإنسانية، وذكرت صحيفة "دي تسايت" أن "بعض المنظمات تنوي التوقف عن مساعدة اللاجئين على الجزر اليونانية بسبب تزايد الهجمات من قبل عناصر اليمين المتطرف"، وأن منظمات طلبت من أفرادها المغادرة، ونقلت عن مؤسس منظمة "ريفوكوس"، دوغلاس هيرمان، حديثه عن "عنف من قبل عصابات فاشية ضد المساعدين للاجئين".
ورصدت شبكة التحرير الألمانية أن اليمنيين المتطرفين هتفوا بعبارات تهديد للمهاجرين، بينها "سنفعل ما فعلناه في كالافريتا"، في إشارة إلى ما جرى خلال الحرب العالمية الثانية، حين قتل جنود ألمان جميع الصبية والرجال في مدينة كالافريتا.
وطالبت النائب عن حزب الخضر خبيرة التطرف اليميني في ألمانيا، كاترينا كونيغ بروس، السلطات الألمانية بمنع النازيين الجدد من السفر إلى اليونان، على خلفية الأخبار المنتشرة حول ممارساتهم ضد المهاجرين.
وكشفت تقارير صحافية عن إشعال مركز استقبال للاجئين في ليسبوس، تديره منظمة سويسرية غير حكومية أمس السبت، وأفادت منظمة "وان هابي فاميلي" بأن "المبنى تعرض لأضرار جسيمة، لكن لم يتعرض أي من الأشخاص لأذى"، وقبل نحو أسبوع تم إحراق مركز إيواء آخر بالقرب من شاطئ سكالا سيكامينياس.
وقال منسق منظمة "أطباء بلا حدود" في ليسبوس، ماركو سندرون، إن "موريا أصبحت غير آمنة، حيث يعيش كثير من المهاجرين خارج المخيم، ويتعرضون للعنف وسوء المعاملة".
وتخطط المفوضية الأوروبية لمناقشة حل لأزمة القاصرين غير المصحوبين بذويهم في الجزر اليونانية خلال اجتماع سيعقد الأسبوع المقبل مع الحكومة في أثينا.
وأكد طاقم سفينة الإغاثة "ماري ليبروم" أنهم تعرضوا لهجوم قبالة ساحل بحر إيجه من قبل عصابة فاشية، وأن المهاجمين هددوا الطاقم، وصبوا البنزين على سطح السفينة، كما سحبت منظمة هولندية تقدم الرعاية الطيبة في مخيم موريا المزدحم باللاجئين طاقمها لأسباب أمنية.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" مؤخراً أن 75 في المائة من المهاجرين هم من أفغانستان، وبين 8 إلى 10 في المائة من سورية، والبقية من الصومال وبلدان أخرى.