كورونا يفضح انهيار نظام الرعاية الصحية في العراق

08 مارس 2020
انتقادات لإجراءات مكافحة كورونا في العراق (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -
تتزايد مخاوف العراقيين من توسع تفشي فيروس كورونا في البلاد، لا سيما في العاصمة بغداد، ذات الكثافة السكانية العالية، ويتداولون صوراً ومقاطع فيديو تكشف حجم الإهمال في القطاع الصحي، لا سيما المستشفيات الحكومية.

وبلغ عدد المصابين بالفيروس بحسب البيانات الحكومية 54 مصاباً، فضلاً عن وفاة خمسة أشخاص متأثرين بإصابتهم، أحدثهم مصاب بمحافظة ميسان توفي بعد أيام من عودته من إيران، والتي قدم الغالبية العظمى من المصابين منها، أو خالطوا أشخاصا قادمين منها.

وتداول ناشطون مقطع فيديو لأحد المصابين بفيروس كورونا، من داخل الحجر الصحي في مستشفى "ابن الخطيب" ببغداد، ويظهر المصاب مطالبا بتوفير المياه، ما خلف ردود فعل غاضبة تجاه الحكومة.

وأجرى الإعلامي العراقي حيدر الحمداني، تجربة للتعرف على كيفية تعامل الطواقم الطبية مع المشتبه بإصابتهم بالفيروس، ليكتشف أنهم يتهربون من المسؤولية، كما أن بعض أرقام الهاتف التي خصصتها السلطات لتلقي اتصالات المواطنين لم تكن تعمل.



وكتب الروائي أحمد سعداوي على "فيسوك": "ليس غريباً أن يتعامل الولائيون (الأحزاب المرتبطة بإيران) مع كورونا على أنه مؤامرة ضدهم وضد ولي نعمتهم. كل شيء يمكن أن يتحوّل إلى مؤامرة. الهتاف باسم العراق مؤامرة. التفكير بواقعية وعلمية مؤامرة. قراءة العالم بكل معطياته وليس بنظرة أيديولوجية منغلقة هو مؤامرة. لدينا مصلحة مشتركة في تطويق فيروس كورونا قبل أن يتحول إلى كارثة. أخبرونا ما هي وسائلكم الطبية العلمية لإحباط هذه المؤامرة؟".



وانتقدت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، الأسبوع الماضي، إجراءات الحكومة إزاء انتشار فيروس كورونا، ووجه رئيس اللجنة، أرشد الصالحي، انتقاداً شديداً لتهاون الحكومة، وعدم تعاملها بالمستوى المطلوب، وعدم تخصيص المبالغ المطلوبة من قبل وزارة الصحة للتعامل مع الفيروس.

وأشار الصالحي إلى أن التجمعات السكانية ما زالت بحاجة إلى رعاية صحية أوسع، مطالبا خلية الأزمة الحكومية بالتعاون مع وزارتي العدل والهجرة والمهجرين للبدء في تعقيم السجون ومراكز الاحتجاز، ومخيمات النازحين، قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة صحية.

وحذّرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية من مخاطر تفشي الفيروس، بعد أن تسبب الإهمال الحكومي للمنافذ الحدودية مع إيران بوفاة شخص، وتسجيل نحو 35 إصابة في المحافظات، ونبه عضو المفوضية، علي البياتي، إلى أن "العراق قد يتحول إلى بؤرة لفيروس كورونا إذا لم يلتزم بإغلاق الحدود، واتخاذ الإجراءات الوقائية".