يتوافد الناس في ساعات قبل الظهر، إلى متاجر الهواتف والنظارات الشمسية والذهب والمجوهرات ومحلات المواد الغذائية وكأن لا تعبئة عامة، أبواب بعضها مفتوحة بالكامل فيما بعضها الآخر ترك أصحابها زوايا صغيرة يسارعون إلى إغلاقها في حال مرّت دورية أمنية.
وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي (جهاز أمني لبناني تابع لوزارة الداخلية)، قد نشرت جدولاً يظهر تعديل أوقات فتح بعض المؤسسات المستثناة من قرار التعبئة العامة بناءً على قرار وزارة الداخلية والبلديات، منها أسواق الجملة، الموزعون المعتمدون لإدارة حصر التبغ، محلات الهواتف، السوبرماركت والميني ماركت، نقابة محترفي الحماية والسلامة العامة (خدمات التوصيل فقط)، المصانع كافة، الأساتذة العاملون في برنامج التدريس عن بعد، المحامون العاملون في غرفة عمليات نقابة المحامين، الموظفون العاملون في مرفأي بيروت وطرابلس (شمال لبنان)، ومسالخ ومزارع الدواجن والمواشي، مع ضرورة التقيد والالتزام بالشروط الصحية وإجراءات الوقاية والسلامة العامة وتفادي الاكتظاظ والمحافظة على المسافة الآمنة بين المواطنين.
وللإنصاف، كان لافتاً التزام أصحاب محلات المواد الغذائية بإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا، لناحية إلزام الزبائن بالوقوف بالصف تطبيقاً للمسافة الآمنة على أن يدخل واحد منهم فقط إلى المتجر وبالدور، في مشهدٍ يرى ناشطون أنه يجب أن يُعملَ به في كل المناطق اللبنانية.
غالبية من التقتهم مراسلة "العربي الجديد" يشترون المواد الغذائية والأغراض المنزلية الضرورية، فيما قصد بعضهم محال الصيرفة بعدما تجاوز سعر صرف الدولار، اليوم، 2700 ليرة لبنانية، وتوجه القسم الآخر إلى المصارف لسحب الرواتب، وقد لوحِظَ اعتماد معظمهم سبل الوقاية من فيروس كورونا لناحية ارتداء الكمامات والقفازات، فيما غاب الالتزام عن قسمٍ كبير من المشاة.
في المحصلة، يقول مراقبون إن المواطنين وبعد تشديد الإجراءات الأمنية لناحية منع التجول بعد الساعة السابعة مساءً حتى الخامسة صباحاً، اعتقدوا أن بوسعهم تمضية يوم عادي قبل بدء سريان المهلة، ولا سيما في ظلّ غياب الرقابة الأمنية الكافية لمنع الناس من التجول أو حتى سؤالهم عن السبب وراء تجاوزهم قرار الحجر المنزلي الذي يفترض خرقه فقط للضرورات القصوى.
ويتكرر هذا المشهد في عددٍ من مناطق العاصمة بيروت التي عند التجول فيها يمكن ملاحظة حركة السير العادية والكثيفة في شوارع معينة، في ظلّ غياب الانتشار العسكري والأمني في نقاط كثيرة، بعكس ما يحصل ليلاً، ما استغله الناس للخروج وقضاء بعض الوقت قبل حظر التجول المسائي.