وأوضحت الهيئة، في بيان، أنّ هذا الإجراء "جاء بعد جهود حثيثة بذلتها هيئة الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهات دولية أخرى، للضغط على إدارة سجون الاحتلال للسماح للفئات المذكورة بالتواصل مع ذويهم".
وأشارت الهيئة إلى أنّ "التخوفات تتصاعد حول مصير الأسرى، يوماً بعد آخر، وخاصة المرضى وكبار السن من ذوي المناعة المتهالكة، ومن يقبعون بأقسام تفتقر إلى أدنى شروط الصحة والسلامة وتعتبر بيئة حاضنة لانتشار الفيروس".
وأضافت أنّ "إدارة السجون تستغل الوضع الراهن مع انتشار فيروس كورونا لتمعن في فرض المزيد من الإجراءات التنكيلية بحق الأسرى مواصلةً إجراءاتها لتضييق الخناق عليهم، فهي تحرمهم من وسائل الوقاية والسلامة العامة كالمطهرات ومواد التنظيف والتعقيم، كما أنها لم تقدم للأسرى أية إرشادات تمكنهم من المساهمة بالحد من الإصابة بهذا الفيروس".
Facebook Post |
وناشدت الهيئة مؤسسات المجتمع الدولي بـ"ضرورة التدخل الفوري والضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ الاجراءات والتدابير الصحية اللازمة التي من شأنها أن تمنع انتشار الفيروس بين صفوف المعتقلين وبالتالي إنقاذ أرواحهم، لاسيما أن الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال مؤخراً والتي تمثلت بإلغاء زيارات الأهل والمحامين وتقييد عمل المحاكم ليست كافية، حيث لم يتم اتباع أية إجراءات فعلية داخل السجون لحماية الأسرى من هذا الوباء كتعقيم الغرف والأقسام وتخفيف الاكتظاظ".
وكانت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، قد أكدت أنّ الأسيرين هزاع عموري وقيس دراغمة ما زالا قيد الحجر الاحترازي في عيادة سجن الرملة بسبب الاشتباه بإصابتهما بفيروس كورونا، وذلك بعد الإفراج عن الأسيرين أحمد نصار وإبراهيم عواد ومغادرتهما إلى مدينتهما نابلس، أمس الأربعاء.
وقال محامي الهيئة كريم عجوة الذي تمكن من إجراء مكالمة هاتفية مع الأسير هزاع عموري، الليلة الماضية، إن الأسير أبلغه بعدم ظهور أي علامات تشير إلى إصابته بالفيروس حتى لحظة الاتصال، وبأنه قيد الحجر الاحترازي كما هو حال الأسير ضراغمة، منذ نقلهما، يوم الخميس الماضي، من مركز توقيف بيتح تكفا.
وأضاف عموري للمحامي عجوة، أنه هو وثلاثة أسرى آخرين نقلوا، الخميس الماضي، من مركز تحقيق بيتح تكفا إلى عيادة سجن الرملة، للاحتراز الوقائي ولم تظهر عليهم أية أعراض، وأن إدارة السجن لا تجري لهم سوى فحص حراري بواقع مرتين يومياً، وأن حجره سينتهي، اليوم الخميس.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، قد أعلنت، منتصف الشهر الحالي، أنها قامت بحجر 4 أسرى فلسطينيين احترازياً في عيادة سجن الرملة، وذلك بعد التحقيق معهم من قبل محقق مصاب بالفيروس في مركز تحقيق بيتح تكفا.
في سياق آخر، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الخميس، بأنّ إدارة معتقل نفحة فرضت عقوبات بحق الأسير أيمن الشرباتي الملقب بـ (المواطن) وذلك بعد قيامه، أمس الأربعاء، بإشعال النيران بمقتنيات وملفات وإلقائها على غرفة الشرطة بمعتقل نفحة الصحراوي، مما أدى إلى حرق جزء من الباب الخشبي لغرفة شرطة الاحتلال.
وأوضحت الهيئة أن العقوبات التي صدرت بحق الشرباتي تمثلت بعزله لمدة أسبوعين داخل الزنازين، وحرمانه من الكانتينا "بقالة السجن" والزيارات لمدة شهرين، ودفع غرامة مالية بقيمة 500 شيكل بالعملة الإسرائيلية، وتعويضات بقيمة 3500 شيكل.
ولفتت الهيئة إلى أن ما قام به الأسير الشرباتي، كان احتجاجاً على تجاهل إدارة معتقل نفحة لمطالب الأسرى وإهمالها لهم، وعدم قيامها باتخاذ الإجراءات والتدابير الصحية اللازمة داخل أقسام الأسرى لمنع انتشار فيروس كورونا.
يشار إلى أن الأسير الشرباتي (51 عاماً) من مدينة الخليل، معتقل منذ عام 1988 ومحكوم بالسجن لمدة 100 عام وتنقل بين عدة سجون إسرائيلية، وقام قبل عدة أشهر بحرق علم الاحتلال في أحد السجون وعلى إثرها جرى قمعه من قبل سلطات الاحتلال.