حث خبراء للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الإثنين، الدول على عدم التذرّع بفيروس كورونا لقمع المعارضة، مشددين على أن أي استجابة طارئة يجب أن تكون غير تمييزية.
ووقّع على الرسالة عشرة مقررين خاصين لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة من بينهم أغنيس كالامار مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء.
وقال الخبراء "إننا ندرك خطورة الأزمة الصحية ونقر بأن القانون الدولي يسمح باستخدام حالات الطوارئ كاستجابة للتهديدات الكبيرة، إلا أننا نذكر الدول بأن أي استجابة طارئة لفيروس كورونا يجب أن تكون متناسبة وضرورية وغير تمييزية".
وضم هؤلاء صوتهم لنداء كانت المفوضة الخاصة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، قد أطلقته قبل أيام تناشد فيه الدول اتخاذ التدابير لمنع انتقال فيروس كورونا واعتماد سلسلة من الإجراءات الإضافية للحد من التأثير السلبي المحتمل على حياة الناس وخاصة الفئات الفقيرة.
وشددت على ضرورة التعامل بشكل شامل عند اتخاذ تلك الإجراءات، بما فيها الحرص على حماية هؤلاء المهملين في المجتمعات على المستويين الطبي والاقتصادي، بمن فيهم ذوو الدخل المحدود والمنخفض، وسكان الأرياف المعزولون، وذوو الإعاقة وكبار السن الذين يعيشون بمفردهم.
ونوهت باشليت إلى أنه وحتى عندما تأخذ تلك التدابير بعين الاعتبار معايير حقوق الإنسان، فقد يكون لها تداعيات خطيرة على حياة الناس، كدفع هؤلاء الذين يعيشون على حافة الهاوية الاقتصادية إلى الهاوية. وأكدت على ضرورة حصول الجميع على الرعاية الصحية اللازمة وعدم حرمانهم منها لمجرد أنهم لا يستطيعون دفع ثمنها.
إصابة أحد الموظفين الأمميين بالكورونا
في سياق منفصل، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إصابة أحد موظفي المنظمة العاملين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بفيروس كورونا. واستبعد دوغاريك أن يكون هذا الشخص قد أصاب موظفين آخرين بالعدوى لأنه امتنع عن القدوم إلى المكتب حالما ظهرت الأعراض عليه. وهذه هي أول إصابة لأحد موظفي المنظمة الذين يعملون في مقرها الرئيسي في نيويورك ويصل عددهم إلى قرابة ثلاثة آلاف.
وجاءت تصريحات دوغاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي، الذي ما زال يعقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على الرغم من خفض عدد الأشخاص الذين يعملون في المقر الرئيسي وتحولهم إلى العمل من بيوتهم.
في سياق متصل، كان دوغاريك قد أكد يوم الجمعة الماضي عن تشخيص إصابة دبلوماسية فيليبينية بالفيروس. وكانت الدبلوماسية التي تعمل ضمن بعثة الفيليبين للأمم المتحدة قد زارت البناية قبلها بأيام لحضور اجتماع في مقر المنظمة الدولية والتقت بعدد من أعضاء وفدين دبلوماسيين آخرين.
وفي ضوء استمرار انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، كما حول العالم، قامت الأمم المتحدة بتعزيز تدابيرها لحماية موظفيها وأولئك الذين يستخدمون مكاتبها كالصحافيين والبعثات الدبلوماسية في نيويورك، حيث مقرها الرئيسي، كما في مكاتبها وبعثاتها حول العالم بما فيها جنيف ونيروبي وفيينا.
ومن ضمن هذه التدابير إلغاء جميع الفعاليات والاجتماعات الجانبية المنظمة من قبل الأمم المتحدة، كما حثت البعثات الدبلوماسية على إلغاء فعالياتها واجتماعاتها كذلك خلال الأسابيع القادمة. كما كانت الأمم المتحدة، في مقرها الرئيس في نيويورك، قد اتخذت عدداً من التدابير الوقائية، بما فيها قيام أغلب الموظفين بعملهم من بيوتهم.
ويستمر الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل من مكتبه. وما زال بناء الأمم المتحدة مفتوحا من الناحية المبدئية أمام الصحافيين المعتمدين والبعثات الدبلوماسية. وما زال عمل مجموعات العمليات الحكومية ساريا ولقاءاتها مستمرة بما فيها عمل مجلس الأمن الدولي، على الرغم من إرجائه للاجتماعات غير الملحة، حيث ما زال يمكن عقد جلسات طارئة لمجلس الأمن كما الجلسات الرئيسية أو المهمة.
وإلى ذلك كان دوغاريك قد أكد على أن الأمم المتحدة تراجع تلك التدابير باستمرار وتأخذ بعين الاعتبار عددا من الأمور، من بينها الحفاظ على سلامة العاملين في المقر الرئيسي وأولئك الذين يزورونه من صحافيين ودبلوماسيين، كما الأخذ بعين الاعتبار الوضع في مدينة نيويورك والحد من انتشار الفيروس.
وأكد على ضرورة ضمان استمرارية عمل الأمم المتحدة وتقديم الدعم لكل المكاتب حيث لديها أكثر من 100 ألف جندي لحفظ السلام على الأرض في عدد من المناطق، ناهيك عن العاملين في المجال الإنساني حيث يعملون مع الشرائح الأكثر ضعفا في العالم من لاجئين ومشردين في مناطق الصراعات والحروب.