يشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نشر الأربعاء، بعنوان "ماذا يمكن أن يفعل فيروس كورونا بالجسد؟"، إلى أنّ فيروس كورونا ينتقل عبر قطرات في الهواء، سواء من خلال السعال أو العطس، بحيث يمكن للأشخاص الذين يوجدون على مسافة قريبة من الهواء الملوث التقاط الفيروس، سواء أكان ذلك من خلال أنوفهم أو أفواههم أو عيونهم.
وتضيف الصحيفة الأميركية "بعدها تنتقل الجسيمات الفيروسية بسرعة إلى الجزء الخلفي من الممرات الأنفية، ومن ثم إلى الأغشية المخاطية في الجزء الخلفي من الحلق، وتعلق في الخلايا هناك. ولذا غالباً ما تبدأ الأعراض في الجزء الخلفي من الحلق بالتهاب وإحداث سعال جاف".
بعد ذلك، تقوم جزئيات الفيروس بتشكيل بروتينات على شكل تيجان أو مسامير، تلتصق بأغشية الخلايا، فتبدأ عندها عملية نسخ الفيروسات في الخلية، والتي تعمل على اختطاف التمثيل الغذائي للخلية ما يؤدي إلى تأخر عملها المعتاد، لتبدأ إثر ذلك عملية نسخ الفيروس في الخلية، وانتقال المرض إلى خلايا أخرى، حسبما جاء في تقرير "نيويورك تايمز".
Twitter Post
|
ووفق الدكتور ويليام شافنر، أخصائي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بالولايات المتحدة، فإنّ الفيروس "يزحف بعد ذلك تدريجياً إلى أسفل الشعب الهوائية، وعندما يصل إلى الرئتين، تصبح الأغشية المخاطية ملتهبة، ما يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية، فتقوم الرئة بجهد كبير لاستكمال وظيفتها المتمثلة أساساً في تزويد الدم بالأكسجين المطلوب".
بدورها، تؤكد الدكتورة آمي كومبتون-فيليبس، أخصائية "الأمراض السريرية" في مستشفى إيفريت في الولايات المتحدة، صعوبة مرور الأوكسجين عبر الغشاء المخاطي، بعد حدوث تورم في الرئة.
ما المسار الذي يأخذه الفيروس في الرئتين؟
قام الدكتور Shu-Yuan Xiao، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة شيكاغو، بفحص تقارير أمراض مرضى من الصين، وتبين أنّ الفيروس يبدأ في المناطق المحيطة على جانبي الرئة، ويستغرق بعض الوقت قبل الوصول إلى الجهاز التنفسي العلوي والقصبة والمجاري الهوائية.
وتنقل الصحيفة عن الطبيب قوله إنّ هذا النمط من الإصابات الذي يصيب جانبي الرئة، كان السبب وراء تأخر الاكتشاف المبكر للمرض في مدينة ووهان الصينية، ولذا انتشر المرض بشكل سريع.
ويضيف "لم تتمكن أنظمة الاختبار الأولي من اكتشاف الإصابة عند طرفي الرئتين، لذلك تم إرسال بعض الأشخاص الذين يعانون من الأعراض إلى المنزل دون علاج، ما زاد من عدد الحالات".
وبحسب دراسة أجراها فريق بحثي في كلية الطب بجامعة إيكان في نيويورك، فإنّ أكثر من نصف المرضى في الصين الذين خضعوا لفحوصات عادية في وقت مبكر من مرضهم، لم يظهر عندهم الفيروس. وتظهر الدراسة أنه مع تقدم المرض، ظهرت مناطق داكنة في أجزاء من الرئة، وهو ما يعني وجود التهابات في الجهاز التنفسي.
هل يؤثر كورونا على الخلايا العصبية؟
حتى الآن لم يوثق الخبراء بعد ما إذا كان يمكن للفيروس أن يؤثر على الدماغ، لكن العلماء الذين درسوا وباء "سارس"، أشاروا إلى أنّ الأخير تسلل إلى الدماغ. وبالنظر إلى التشابه بين "سارس" و"كوفيد -19"، فإنه من المحتمل أن ينتقل الفيروس إلى الخلايا العصبية، بحسب ما جاء في ورقة علمية نشرت، الشهر الماضي، في مجلة علم الفيروسات الطبية.