والدا الشهيد عرفات حويح بلا مُعيل

10 مارس 2020
ظروفهما صعبة جداً (العربي الجديد)
+ الخط -
يتمنى الحاج الفلسطيني عبد العزيز عبد العزيز حويح (85 عاماً) من قرية عين يبرود شمالي رام الله، وسط الضفة الغربية، في فلسطين المحتلة، وهو والد الشهيد عرفات حويح، أن يعود راتب ولده الشهيد الذي قطعته مؤسسة رعاية أسر الشهداء الفلسطينية، قبل ثلاث سنوات، فهو يعتاش منه، مع زوجته المسنّة. يوضح حويح لـ"العربي الجديد" معاناته الحالية قائلاً: "أتمنى أن أعيش كبقية المسنين في العالم، فعمري الآن 84 عاماً، وقد جربت اليتم، إذ استشهد والدي على أيدي الإنكليز عام 1936، بينما كانت والدتي حاملاً بي، فأسموني باسمه، عبد العزيز. عملت في أعمال شاقة كي أبني أسرة وأعيش، وتكفلت بحفيدتي فلسطين، ابنة ابني الشهيد عرفات، التي جربت اليتم كذلك. أعاني من قصر في النظر، وأحتاج إلى أدوية باهظة الثمن".

ذريعة مؤسسة رعاية أسر الشهداء التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، لقطع الراتب، أنّ ابنة الشهيد هي المستفيد الأول، وقد تزوجت. يوضح الحاج عبد العزيز: "كانت ابنة عرفات تتسلم الراتب وتنفق عليها وعلينا كي نعيش. أنا حالياً مسنّ ولا أحد يعيلني، واضطررت قبل 3 سنوات إلى بيع منزلي، واتفقت مع المشتري على أن يدفع لي دفعة أسدّد بها ديوني، والبقية دفعات شهرية كي أنفق منها عليّ وعلى زوجتي، وأن يتسلم المنزل بعد وفاتي بشهر". يشدد الحاج حويج على أنّ ما يجري معه محزن، ويقول: "حرام ما يحدث بحقي كمواطن ومسن ووالد شهيد. ابني مناضل استشهد قبل 32 عاماً خلال مواجهات في قرية دير جرير المجاورة، ثم أين هم من تصريح الرئيس محمود عباس عن عدم التفريط برواتب الأسرى والشهداء!؟".




أما والدة الشهيد عرفات، عناية حويح (85 عاماً)، فتؤكد لـ"العربي الجديد" أنّها وزوجها لم يتركا مسؤولاً لأجل المطالبة براتب ابنهما الشهيد (الراتب 1400 شيكل بالعملة الإسرائيلية، أي نحو 350 دولاراً)، متسائلة: "هل نتسول من أجل أن نعيش، نريد راتبنا من أجل أن نحيا حياة كريمة".

من جانبه، يقول وكيل مساعد مؤسسة رعاية أسر الشهداء التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية خالد جبارين لـ"العربي الجديد": "القانون المعمول به في المؤسسة يقضي بصرف راتب لزوجة الشهيد وأبنائه، ولا ينص القانون على الصرف على الوالدين إلّا إذا كان الشهيد وحيد والديه، وما يجري يكون ضمن القانون، وأيّ شيء آخر يحتاج إلى استثناء، والمؤسسة لا تملك الاستثناء كمؤسسة".

وكانت فلسطين ابنة الشهيد عرفات تبلغ من العمر أقل من عام واحد فقط، حين استشهاد أبيها، حينها تنازلت والدتها عن راتب أبيها لها، وتركت حضانتها لجديها، وتزوجت، بحسب ما توضح فلسطين لـ"العربي الجديد". تضيف: "أصبحت أنادي جدَّيَّ بأبي وأمي، لكن حينما بلغت من العمر 16 عاماً خشيا من وفاتهما، فقررا تزويجي. وحين بلغت من العمر 32 عاماً، عام 2017 تفاجأنا بقطع الراتب عن جدَّيَّ المسنَّين بحجة أنني، المستفيدة الأولى، قد تزوجت".

تقول فلسطين: "معاناة جدَّيَّ كبيرة، فهما يحتاجان إلى من يعتني بهما، وأنا أقوم بذلك كلما استطعت نظراً لالتزاماتي في أسرتي. لم نترك مسؤولاً إلّا وخاطبناه ليحلّ لنا القضية، لكن من دون جدوى. وقد يسبب الوضع الحالي مشاكل مع شركة الكهرباء والمياه، إذ قد تقطع الخدمات عن والدَي شهيد لأنّهما لا يتمكنان من دفع أثمانها". تشير إلى أنّه لم يساعد والدَي الشهيد أحد إلا بـ3 آلاف شيكل (نحو 800 دولار) قدمتها لهما وزارة الشؤون الاجتماعية لمرة واحدة، علماً بأنّ لديها عمّاً واحداً فقط، وأوضاعه المادية متواضعة، ولا يستطيع الإنفاق على غير أسرته.

بعد أيام، ستحلّ الذكرى الثانية والثلاثون لاستشهاد الشهيد رقم ثمانية في الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، الشهيد عرفات حويح (22 عاماً يوم استشهاده)، وهو أحد عناصر حركة فتح، وقد استشهد في 15 مارس/آذار 1988، بعد أسبوع واحد من الإفراج عنه من سجون الاحتلال عقب اعتقال استمرّ سنة ونصف سنة، وذلك خلال مواجهات في قرية دير جرير المجاورة لقريته عين يبرود. وجاء استشهاد حويح حينما حاول الدفاع عن فتاة حاول جنود الاحتلال اعتقالها، فقد هاجم جندياً بعبوة زجاجية فارغة فأطلق جندي آخر الرصاص باتجاهه من مسافة قريبة جداً، ما أدى إلى استشهاده على الفور، وترك خلفه طفلته الوحيدة فلسطين التي تناشد لأجل إعادة راتب والدها الذي يعتاش منه جداها المسنان اللذان أعيتهما الأمراض.




كتاب المؤسسة
حصلت أسرة الشهيد عرفات حويح، على كتاب من مؤسسة رعاية أسر الشهداء، جاء فيه: "يرجى أخذ العلم أنّ المخصص الشهري للشهيد كان لصالح والديه، وجرى وقف الصرف عن الأسرة منذ 1-9-2017، وذلك بسبب النظام المعمول به في المؤسسة، والذي يقضي بأنّ الصرف للشهيد المتزوج يتم لصالح الزوجة أو الأبناء القاصرين".