أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، اليوم الثلاثاء، بأنّ آلاف اليمنيين نزحوا من ثلاث محافظات، على خلفية تجدّد المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، منذ أكثر من أسبوعين. وهؤلاء نزحوا من جرّاء المواجهات الأخيرة التي اندلعت في مديرية نهم شرقيّ محافظة صنعاء (وسط) ومحافظتَي مأرب (شرق) والجوف (شمال).
وفي تغريدة على صفحة صندوق الأمم المتحدة للسكان الرسمية على موقع "تويتر"، كتب المعنيون: "أدّى النزاع في محافظات مأرب والجوف وصنعاء إلى نزوح أكثر من تسعة آلاف شخص". أضافوا أنّ العيادات الطبية المتنقلة التي يدعمها الصندوق تواصل تقديم الخدمات المنقذة للحياة للنازحين من تلك المحافظات.
وتؤكد مسؤولة الإعلام والاتصال في صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن فهمية الفتيح لـ"العربي الجديد" أنّ "نحو 1345 أسرة نزحت، مع عدد أفراد يتخطّى تسعة آلاف من جرّاء تجدّد المواجهات المسلحة في خلال الأيام الماضية، في محافظات صنعاء والجوف ومأرب". وأوضحت أنّ "الأسر نزحت إلى مناطق الخانق والوادي في محافظة مأرب، والحزم في محافظة الجوف، وبني حشيش في محافظة صنعاء"، مشيرة إلى أنّ "36 في المائة من النازحين انتقلوا إلى مواقع نزوح جماعية، في حين أنّ 64 في المائة يقيمون مع المجتمع المضيف في المناطق التي نزحوا إليها".
وتؤكد الفتيح أنّ "النازحين جميعاً في مخيمات النزوح يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة جداً، خصوصاً في ظلّ برد الشتاء القارس، وهم في حاجة إلى مساعدات غذائية وملابس وحماية بشكل عاجل، للتخفيف من معاناتهم. وثمّة عائلات ما زالت في مناطق القتال ولم تنزح بعد". وعن المساعدات التي قدّمها الصندوق للنازحين، تقول الفتيح إنّ "تدخّل الصندوق أتى في ثلاثة محاور رئيسية. الأوّل هو الاستجابة السريعة وتقديم المساعدات عبر ثلاث منظمات أممية، والثاني تمثّل في إرسال الفرق المتنقلة للصحة الإنجابية التابعة له إلى محافظتَي مأرب والجوف، والثالث أتى في مجال الحماية لتحديد الاحتياجات العاجلة من غذاء وصحة ومأوى وتحديد عدد المدنيين العالقين في مناطق القتال". وتلفت إلى أنّ "فرق الاستجابة التابعة للصندوق قدّمت مساحتَين صديقتَين للنساء والفتيات في محافظة مأرب ومنطقة الحزم في محافظة الجوف، فوفّرت لهنّ الدعم النفسي والمساعدة الطبية اللازمة".
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطة المحلية في صنعاء التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً كانت قد أطلقت في 26 يناير/ كانون الثاني المنصرم نداءً إلى المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمحلية العاملة في اليمن من أجل التدخّل السريع لإغاثة النازحين من مديرية نهم. وبحسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، فإنّ إجمالي عدد النازحين منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2015 وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2019 بلغ نحو أربعة ملايين و200 ألف نازح، 56 في المائة منهم من الأطفال.