"أُسرة البيتزا" .. أشِقاء بغزة يصنعون المعجنات والحلويات

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
28 فبراير 2020
95CFB2E5-6161-4141-9C81-0879AD7F199B
+ الخط -
تتعاون العشرينية ولاء عزيز مع شقيقها محمود على عجن وتجهيز قطع المعجنات المتنوعة، وإلى جانبهما باقي أفراد الأسرة التي حَوّلت أحد مرافق بيتها في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة إلى مصنع عائلي صغير.

ويعمل أفراد أسرة عزيز كخلية نحل متكاملة الأدوار لعجن وتشكيل وتجهيز وقطع المعجنات والكعك والمعمول، وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب إتمام الطلبيات التي تصل إليهم عن طريق الشركات والمؤسسات.

ضيق المَكان المُخصص لتجهيز كميات الطعام لم يمنع أفراد الأسرة الأشِقاء من صنع الكميات المطلوبة بالشكل المميز والنكهة الطيبة، إذ يشتغل الإخوة بروح العمل الجماعي، في مهنة انتقلت للأبناء شغفاً عن والدتهم.

ويتم تقسيم مراحل العمل على الأشقاء، منذ لحظة استلام الطلبات عبر رسائل مواقع التواصل الاجتماعي أو الاتصال عبر الهاتف، مروراً ببدء العجن، الرق، التشكيل، الحشو، وصولاً إلى الخبز والتغليف.

يتم تقسيم مراحل العمل بين الأشقاء (عبد الحكيم أبو رياش)

الانسجام في العمل بدا واضحاً على ملامح ولاء عزيز (25 عاماً)، والتي تقول إنّ توجه الأسرة لصناعة المعجنات بدأ في التسعينيات، إذ كانت والدتهم تتقن صناعتها وصناعة الحلويات، إلى أن التحقت في عام 2004 في جمعية جباليا للتأهيل، وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة طرق صناعة المعجنات والمخبوزات.

وتقول لـ "العربي الجديد" افتتحنا مشروعنا الأول عام 2011، وهو عبارة عن محل تجاري، لكننا اضطررنا إلى إغلاقه بعد عدة سنوات نتيجة الخسائر والأضرار التي لحقت به جراء الحرب الإسرائيلية الثانية على قطاع غزة عام 2014، مضيفة: "تبع ذلك عدة محاولات إلى أن افتتحنا مشروع (معجنات الأمل) داخل منزلنا شمال القطاع، وبدأنا الترويج له بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

أطلقوا على مشروعهم معجنات الأمل ( عبد الحكيم أبو رياش)

وبدأ المشروع الشخصي بفرن صغير، وعجانة آلية بسيطة، إلا أن الأشقاء تمكنوا من تطوير ذاتهم، إذ تم ترويج المنتجات بين المطاعم والمؤسسات، ومن ثم عرضها عبر منصة "الإنستغرام" وموقع "فيسبوك"، وصولاً إلى المُشاركة في مختلف المعارض والفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها في غزة.

وينتج الإخوة مختلف أصناف المعجنات، مثل البوريك "البقدونس والجبنة" صفائح اللحم، البيتزا، الأجبان، الزعتر، إلى جانب صناعة الكعك والمعمول في الأعياد والمناسبات، علاوة على تميزهم في صناعة "عجينة البيتزا" وهي عجينة فارغة يتم بيعها داخل علبة كارتونية، من الممكن حفظها في الثلاجة لمدة شهر، إذ يتم خبزها "نصف استواء".

يتميز الإخوة في صناعة البيتزا (عبد الحكيم أبو رياش) 

ويقول نضال عزيز وهو القائم بدور تنسيق العمل مع المؤسسات والمحال التجارية والمعارض، إنه يتم تقسيم العمل بين الأشقاء وفقاً لضغط الطلبيات، مضيفاً: "لا أحد فينا مُدير على الآخر، ونعمل بروح الفريق دون أي تسلُط من أجل الخروج بأفضل المنتجات".

ويُشارك الأشقاء في الأنشطة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يتم تقسيم العمل، حيث يقوم نضال بتنسيق وحجز الطلبات ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي وتسليمها للمطاعم والمؤسسات والأشخاص، فيما تتعامل شقيقته هند مع العجانة لتحضير العجين، وتسليمه لشقيقتها عزيزة لِترقيقه، ومن ثم لولاء لتشكيله وخبازته برفقة محمود، بينما يتم الاستعانة ببعض العُمال في المناسبات والأعياد وضغط العمل.

يسلمون الطلبيات للمطاعم (عبد الحكيم أبو رياش)

ساعدتهم مواقع التواصل في الترويج لسلعتهم (عبد الحكيم أبو رياش)



ما يميز العمل مع الأشقاء، يقول محمود عزيز والذي يعمل في الحشو، ويختص في خبازة المعجنات في المعارض والأنشطة: كوننا "نشعر وكأننا نقوم بشيء يخصنا ويخص أسرتنا، ونشعر بإعجاب الناس حين يشاهدون إخوة يتعاونون فيما بينهم لصناعة الطعام".

يشتغلون من داخل منزلهم (عبد الحكيم أبو رياش)

ولم يُفلِت مشروع "مُعجنات الأمل" من العقبات التي تعترض طريق كل مشاريع القطاع المُحاصر، والتي تتمثل في أزمة الكهرباء والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، علاوة على ضيق المكان المخصص للعمل، إلى جانب المعدات ذات الإمكانات المحدودة.

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.