سكان الشمال السوري يخشون تفشي كورونا لانعدام إمكانات المواجهة

26 فبراير 2020
إمكانات مشافي الشمال السوري محدودة (فيسبوك)
+ الخط -

تنشغل دول العالم حالياً بالبحث عن سبل منع دخول فيروس كورونا إلى أراضيها، وإنشاء مراكز لعزل المشتبه في إصابتهم، أو المصابين. أما في مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة الفصائل المعارضة، فلا صوت يعلو فوق دويّ الانفجارات ومآسي النازحين، فضلاً عن أن إمكانات مواجهة الأمراض شبه معدومة أو ضعيفة.

وقال مدير صحة حلب الحرة، حسن عبيد، لـ"العربي الجديد": "لا نملك أية وسيلة للوقاية من فيروس كورونا أو مكافحته، فالمعابر يتحكم في غالبيتها النظام، ومعبر جرابلس يستخدم جهاز قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، ولم تُسجَّل حتى اليوم أي إصابة بفيروس كورونا، والإصابات التي جرى الحديث عنها في مدينة الباب محض شائعات، ولا صحة لها".
واعتبر عبيد أن "الخطر الأكبر لفيروس كورونا على مناطق المعارضة يكمن في المعابر مع مناطق النظام. أما المعابر مع تركيا، فوزارة الصحة التركية تقوم بإجراءات السلامة اللازمة". وأضاف أن "اللجوء إلى الكمامة كوسيلة للوقاية ليس إلا وهماً كبيراً، حتى إن تأمين الكمامة صعب في الشمال السوري، وأسعارها وصلت إلى أضعاف ما كانت عليه قبل انتشار الفيروس، وأكثر من يحتاجها هم الكوادر الطبية والعاملون على المعابر، وفي الأماكن المزدحمة كالمدارس".

وأوضح أنه "لا توجد مراكز عزل في ريف حلب بسبب التكلفة المرتفعة لإقامتها، خاصة أن على المشتبه في إصابته البقاء فيها لمدة 14 يوماً، ولكننا خصصنا غرفاً في بعض المشافي للإصابات المحتملة. كذلك لا توجد مخابر مجهزة لإجراء تحاليل خاصة بفيروس كورونا، لكن العيّنات تُنقَل إلى معامل الصحة التركية".

وقال مدير الرعاية الصحية الأولية في مناطق دارة عزة والتوامة وكفركرمين وكفر ناصح، عبد الكريم ياسين، لـ"العربي الجديد" إن لديهم مختبراً للتقصي الوبائي قادراً على تشخيص المرض، لكن لا إمكان لتقديم العلاج. "ليس لدينا مناطق عزل، ومشافينا مثل الكيلاني والفردوس، استُهدفَت قبل فترة، وليس لدي معلومات عن وجود غرف عزل في مشافي إدلب أو المشافي على الحدود".

وأكد مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي في أعزاز، محمد لقحيني، لـ"العربي الجديد" "استحداث نقطة فحص في معبر باب السلامة للقادمين من تركيا، وبالنسبة إلى المشتبه في إصابتهم، فإنهم يُحالون على مشفى المعبر لعزلهم في غرف مخصصة. لكن لا يوجد لدينا تحليل لتشخيص الفيروس، وكل ما يمكننا هو تحسين الحالة العامة للمريض، وتقوية مناعته للقضاء على الفيروس".

وافتتح جهاز "الشرطة العسكرية" التابع للفصائل المعارضة بالتعاون مع المجلس المحلي لمدينة جرابلس والمكتب الطبي في المدينة، الاثنين الماضي، مركزاً للفحص والإنذار المبكر، وخصصوا غرفة للحجر الصحي في حاجز "عون الدادات" للحالات المشتبه فيها.

المساهمون